لمناقشة قضايا مصيرية.. اتحاد الفنانين العرب في ضيافة«خليجيون في حب مصر»
الوصايا الخمسة للدكتور يوسف العميري رئيس جمعية خليجيون في حب مصر تدعم الاتحاد ماديا ومعنويا وتحقق نقلة غير عاد للاتحاد وصناعة الفن.
نقيب المهن السينمائية المصري: نحن هنا للاستماع إلى مقترحات الاعضاء وندعم كافة المبادرات ليعود الاتحاد إلى سابق عهده
استضافت جمعية خليجيون في حب مصر بالقاهرة، برئاسة الدكتور يوسف العميري، رئيس جمعية بيت الكويت للأعمال الوطنية، وفد الاتحاد العام للفنانين العرب برئاسة المخرج مسعد فودة نقيب المهن السينمائية المصرية، وذلك للاحتفال بمناسبة مرور 35 عاما على تأسيس الاتحاد.
ورحب العميري بمسؤولي الاتحاد وتشريفهم مقر الجمعية وعقد اجتماعا موسعا تحت عنوان «التحديات.. أفاق المستقبل» وضم اعضاء الاتحاد من كافة ربوع الوطن العربي، ونوه خلاله عن دور الفن في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن العربي والرسائل الإيجابية التي تساهم فيها صناعة السينما والمسرح في تكوين الشخصية العربية، وعن الدور الثقافي والتوعوي التي تقوم به تلك الصناعة تجاه الوطن والمواطنين.
من جانبه صرح المخرج مسعد فوده بأن مشاركته جاءت للاستماع إلى مقترحات الاعضاء مؤكدا أن الاتحاد يرغب في دعم كافة المبادرات حتى يعود إلى سابق عهده.
واكد على ان الامل والتفاؤل هو منهج إدارة الاتحاد والتعامل مع الاعضاء لن ينقطع بالدول العربية رغم الظروف والأزمات التى تشهدها بعض البلدان مثل: العراق ووالكويت والسعودية واليمن سواء ازمات سياسية او جائحة كورونا، مضيفا أن نقابة المهن السينمائية بمصر تدعم الاتحاد.
وأشار إلى ان الاتحاد مؤسسة دولية، ولم ولن ينقسم الاتحاد فكما فعلنا في الماضي من خلال دعم تقديم عرض مسرحي عربي والذي قدم تحت عنوان «وا قدساه» بطولة محمود ياسين وإخراج التونسي منصف السويسي وتم عرضه في كل الدول العربية فنحن نحتاج الى مبادرة او مشروع يتم اطلاقه من هذا الاجتماع.
وسرد المخرج اللبناني صبحي سيف الدين، تاريخ الاتحاد منذ انشائه عام 1986 ورغم القطيعة العربية لمصر حينها عقب توقيع اتفاقية السلام ونقل مقر الجامعة العربية الى تونس الا ان الفنانين العرب اتحدوا لان الفنان اقوى من السياسة وبعد فترة حدث هبوط في الاداء خاصة بعد وفاة الكاتب سعد الدين وهبة في التسعينيات ثم سحب المقر الدائم للاتحاد واصبح منزل الزميل علي الحفني هو مقر الاتحاد ومع تولى المخرج السيد راضي وكالة صندوق الاتحاد حدث تغيير كبير وصولا لتولي المخرج مسعد فودة زمام الامور وحافظ على الاتحاد من الانهيار واخذ مقره الحالي بالقاهرة.
واضاف صبحي قائلا: الاتحاد له مواقف كثيرة منها التضامن مع الشعب الفلسطيني بصفتنا الفنية لذلك يجب علينا دعم هذا الكيان حتى يستمر ويقوى من خلال الانتاج المشترك بين الدول الاعضاء وهذا حدث بالفعل بين مصر ولبنان وسوريا، ونحتاج ايضا الى تطوير الانتاج في كافة النواحي سواء: التمثيل او الادب او حتى العلاقات الثقافية والاخلاقية.
وفي ختام حديثه توجه المخرج صبحي سيف الدين بالشكر لرئيس الاتحاد على التضحيات التي قام بها والصراعات التي خاضها للإبقاء على هذا الكيان ماديا ومعنويا، مطالبا بدعم الاتحاد والوقوف بجانب رئيسه لأنه مظلة لحماية ومساعدة كل القائمين على العمل الفني من: مخرج او منتج او مهندس صوت الى اخره، ونحن اليوم نحكي في السلبيات حتى نطور من انفسنا، واعلن صبحي عن تجهيز الاتحاد لفيلم تسجيلي عن تاريخه، ودعا جميع الحضور للمشاركة في المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون والذي تم تأسيسه 2010 ودورته الجديدة تم تأجيلها لشهر يناير المقبل.
تحدث الدكتور يوسف العميري رئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية ورئيس جمعية خليجيون في حب مصر والتي أسسها لدعم الاقتصاد والسياحة في مصر رغم كل الظروف، ومع تقلد الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، قام وفد كويتي بمقابلة سيادته والمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء المصري الأسبق، ووزير الثقافة حينها وذلك لرفع اسم اتحاد الفنانين العرب كمنصة لنا، ونحن نبحث عن برنامج يتم تنفيذه في كل دولة عضوة في الاتحاد وعليه نطرح اليوم مجموعة من النقاط وهي:
مقترحات العميري
اولا- ضرورة اصلاح البيت من الداخل، وعدم الاقتصار على حضور الجلسات الحوارية فقط ولكن يجب اعادة تشكيل امانة عامة تأخذ من الاعضاء ولا يكون الرئيس وحده هو المسئول عن كل شيء.
ثانيا- توضيح دور النقابات الفنية في كل دولة وتصنيف اعضائها ومتابعة هذه النقابات وما هي الفعاليات التي تنظمها على مدار العام ولذلك يجب تشكيل لجنة من الدول العربية واخذ موارد من هؤلاء الاعضاء وليس من مصر فقط.
ثالثا- تنظيم فعاليات ومهرجانات عربية ووضع دور لكل دولة بها فمثلا: مهرجان طنجة السينمائي التلفزيوني انا اقيمه بالمغرب وطالبت دعم الاتحاد ووافق ولو المهرجان نجح يمكن ان نستقطع جزء من ايراداته لدعم الاتحاد ويتم تنفيذه كل عام في دولة مختلفة.
رابعا- تشكيل لجنة فنية في كل دولة لإقامة الحفلات مثلا: في شرم الشيخ يتم اقامة حفلة كبيرة ويتم الصرف عليها وانا جاهز للمشاركة بها.
خامسا- تكوين لجنة لزيارة وزارة الثقافة في كل دولة وانا على استعداد للمساهمة في تحمل تكلفة تلك الرحلات ماديا لدعم اعضاء الدول المختلفة وايصال صوتنا الى الحكومات العربية من خلال ارسال مكاتبات لهم لتعزيز الاعضاء داخل هذه الدول فيجب ان يقوم الاتحاد بدور فعال بحيث يفيد ويستفيد.
والتفت الدكتور عبد العزيز اسماعيل رئيس جمعية الثقافة والفنون بالسعودية طرف الكلام وقال: نحتاج الى فكرة مبتكرة لدعم ليس فقط قطاع السينما، واقترح اقامة اجتماع للاتحاد كل عام في دولة مختلفة والدولة المستضيفة للمؤتمر ترعى الموضوع بحيث يضم كل الفنون سواء: فنون شعبية او مسرح او دراما، واقترح عبد العزيز ايضا مراجعة اللائحة التنفيذية للاتحاد وتطويرها لما يوائم هذا الزمن.
ومن جانبه اعرب المستشار الفني لاتحاد الفنانين العرب والمسئول عن ملف الفنانين القطريين عاصم المنياوي عن سعادته بعقد هذا الاجتماع في ظروف حرجة يمر بها الفن العربي من ركود وتراجع، ودعم عاصم فكرة اقامة فعاليات عربية مشتركة وتقديم جوائز لجميع الفنون باختلاف تخصصاتها.
تلى ذلك كلمة الاعلامي والناقد المسرحي القطري الدكتور حسن رشيد والذي جاء فيها يجب الا نجلد ذاتنا فالاتحاد مرتبط بالكيانات وليس بالأشخاص ولو تحدثنا عن الافراد سنجد رموز كثيرة مثل سعد الدين وهبة سابقا ومسعد فودة حاليا ولكن يجب ان نتحدث عن المؤسسات والكيان الذي يفرض نفسه.
واضاف رشيد نحلم بإقامة فعاليات بالوطن العربي وبمقدورنا ان نقيم حفلات ومسرحيات ونظهر للحكومات اعمال حقيقة على ارض الواقع حتى لا يتم الانقاص من بعض الزملاء كما حدث وتم رفض اعطاء تأشيرة دخول لوفد من احدى الدول وهذه سلبية، واتمنى ان الاتحاد ان يكون رمز وكيان عظيم كما كان وليس فرد، حتى لا يغيب الفرد فيسقط الكيان.
ثم تحدث الفنان والمنتج القطري حمد عبد الرضا وقال: يجب ان يستمر توصيل المعلومة من الاتحاد الى السفارات، وترشيح اسماء الاعضاء لوزارات الخارجية في تلك الدول ويجب ان تكون صفة الشخص رسمية وليست ودية لأنه يمثل كيان رسمي.
واضاف حمد ان اجهز حاليا بقطر لعمل مسرحي ارغب في انتاجه وعرضه في كل الدول العربية باسم الاتحاد، وعمل اخر تلفزيوني يمكن ان استعين بالاتحاد لتنفيذه من خلال ترشيحه للفنيين حتى يتم تنفيذ العمل وبأقل تكلفة حيث اني وللأسف لي تجربة سيئة في التعامل مع البعض بالقاهرة حين نفذت انتاج بشكل منفرد فتم التعامل معي بشكل مغالى فيه وكأنني اجنبي.
وعرض عبد القادر سالم رئيس اتحاد الموسيقيين بالسودان رؤيته وقال: اتمنى ان يكون هناك انتاج سينمائي في كل الوطن العربي ورغم اني موسيقي لكن لدينا بالمناطق الضعيفة المهمشة هناك نهضة سينمائية نابعة من الشباب، وتلك النهضة وجدت الرعاية من الخارج، ويجب ان نحافظ على ارثنا من خلال المسلسلات والافلام.
ثم تحدث المخرج العماني الدكتور خالد الزدجالي عن مبادرة مهرجان «سينمانا» والذي اقيم على مدار عامين اون لاين بعكس مبادرة الانتاج المشترك والتي فشلت على ارض الواقع والكل تراجع اثناء التنفيذ لوجود الانانية والذاتية ونحن اليوم لا نملك حتى تغيير اللائحة لان عددنا لم يكتمل.
جائزة القدس
واعلن الزدجالي عن جائزة جديدة باسم «القدس عاصمة فلسطين» في الدورة الثالثة من المهرجان والتي ستقام شهر مارس المقبل، وعن رغبته في دعم دولة جديدة للمهرجان من دول الاتحاد غير السلطنة.
واشاد المخرج اشرف فايق بما قام به رئيس الاتحاد خلال الفترة السابقة من مواقف لا يعلم عنها احد، واستعرض اشرف المبادرة التي قدمها للتنفيذ على ارض الواقع والمكونة من 14 نقطة تشتمل ليس فقط على الانتاج المشترك ولكن نقاط اخرى، وخلال سفره الى دولة تونس ممثلا عن رئيس الاتحاد واجهته بعض الوجوه المشككة في الاتحاد ولذلك يجب ان يعرف الدول الـ 22 المكونة للاتحاد ان هذا الاتحاد يمثلهم وله سلطة ويجب ان تكون شرعيته من الحكومات.
واستعرض مبادرته لدول المغرب العربي والتي اشتملت على ترميم كل الاعمال الفنية السينمائية الخاصة بهم وترجمتها وان تعرض للناس في باقي الدول العربية من خلال المنصات الالكترونية، ويمكن للاتحاد ان يشارك في عملية الترميم من خلال الاستعانة بأجهزة مدينة الانتاج الاعلامي بمصر وتم التوصل لعرض بخصم 50% من التكلفة، ووزير الثقافة التونسي رحب بتلك المبادرة ووافق عليها، بالإضافة للتعاون المشترك فيما نقص بين الدول الاعضاء وتسويق الافلام عربيا.
وطرح المنتج الفني محمد المغربي مستشار المبادرات داخل الاتحاد مشروع لتطوير منظومة الثقافة سواء: سينما او دراما او مسرح، وتقديم محتوى رصين يخدم ويحافظ على الهوية العربية وعليه يجب البدء بالبنية الاساسية للثقافة العربية ونحتاج لعمل ذلك الى التكتل، وفكرتي هي تأسيس كيان اقتصادي تحت اسم «مايجور استوديو Major Studio» في مجال الانتاج والتوزيع على المستوى العربي وجذب وتشجيع الاستثمار في ذلك من خلال اندماج العديد من شركات الانتاج والتوزيع والاستوديوهات العربية في هذا الكيان المؤسسي الواحد وذلك للحد من المنافسات العربية البينية ومواجهة الكيانات الاحتكارية العالمية.
واضاف المغربي ان نقابة المهن السينمائية بمصر بدأت بإنشاء شركة تحت مسمى «السينمائيون المصريون» لتمثيلها داخل المشروع، ودولة الامارات ممثلة في الشيخ سعيد بن طحنون رحبت بالانضمام الى هذا المشروع، بالإضافة الى انه يجب الاستعانة بالأوعية المصرفية والبنوك لدعم هذا المشروع الضخم.
توصيات
واختتم الاجتماع بمجموعة من التوصيات ذكرها رئيس الاتحاد المخرج مسعد فودة وهي: وجوب مخاطبة وزارة الخارجية لتسهيل دخول الافراد الممثلين لأعضاء الاتحاد وحوكمة هذه الامور، ودعم مهرجان «سينمانا» الالكتروني بسلطنة عمان،
لجنة سوشيال ميديا
واقتراح تشكيل لجنة من الدول الاعضاء ومؤقتا يتم الاجتماع معهم عبر السوشيال ميديا، ودعم مهرجان «طنجة» بالمغرب وتم توجيه الدعوة لوزارة الثقافة المصرية للمشاركة به وتم الموافقة على ذلك وهذا يدل على قيمة ووضع الاتحاد.
وفيما يتعلق باللائحة والتي ظلت منذ 35 سنة دون تغيير يجب تحديثها فمثلا: ليس من المنطقي ان يمثل كل دولة شخص واحد فقط والافضل ان يشارك الشخص بالجمعية العمومية داخل بلده ثم في الاتحاد ككل.
واوضح مسعد ان الفرد ليس هو صانع الامور داخل الاتحاد ولكن نأمل ان يكون القادم افضل فكلنا راحلون لذا يجب ان يكون هناك دستور عمل نسير كلنا عليه وهذا جزء من اللائحة التي نتمناها، وفي ختام حديثه اعلن مسعد عن عودة انضمام دولة الامارات مرة اخرى للاتحاد بالإضافة الى تدشين الموقع الالكتروني الخاص بالاتحاد.
حضر الاجتماع مجموعة كبيرة من اعضاء الاتحاد والجمعية، ومنهم: الدكتور نبيل الفيلكاوي رئيس نقابة الفنانين والاعلاميين الكويتيين، والمخرج الفلسطيني فايق جرادة، والمنتج المصري محمد ابو العزم، والاعلامية اسماء حبشي رئيس اتحاد الاعلاميات العرب، والاعلامي محمد بدر رئيس وكالة EAMA الاعلامية، والمطربة شاهيناز، والمخرج المسرحي احمد فتحي، ومن كردستان العراق الفنان هيوا سعاد نقيب فنانين اربيل، ومن الكويت صالح العنزي، ومن اليمن عمار الناجي.