ورشة عربية تناقش قضية عمل الاطفال في ظل الظروف الراهنة والتغيرات المناخية
، انطلقت افتراضيا فاعليات الورشة الإقليمية "عمل الأطفال في المنطقة العربية والتغبرات المناخية"، بالشراكة بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند" والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية والبرلمان العربي للطفل، وذلك بمشاركة أكثر من 100 مشاركا من 24 دولة عربية وأجنبية يمثلون الآليات الوطنية المعنية بالطفولة وممثلي أطراف الإنتاج والمؤسسات ذات العلاقة بالطفولة دوليا واقليميا ووطنيا والخبراء والإعلام.
تضمنت الورشة كلمات افتتاحية من كل من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند" ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، ومعالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وسعادة الأستاذ فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، وسعادة الدكتورة ربا جرادات المدير الإقليمي للدول العربية بمنظمة العمل الدولية، وسعادة الأستاذ أيمن عثمان الباروت أمين عام البرلمان العربي للطفل.
لقد شهدت قضية عمل الأطفال عربيا تطورات بسبب الأزمات والظروف الراهنة والتي أثرت سلبا على حقوق هذه الفئة من الأطفال، وذلك وفق ما أكدته دراسة عمل الأطفال في الدول العربية التي أعدتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع كل من منظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وأطلقت في العام 2019، بعد اعتمادها كوثيقة استرشادية لدعم جهود الدول الأعضاء للقضاء على هذه الظاهرة في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها (4) في يناير من ذات العام في بيروت. حيث اوصت تلك الدراسة الإقليمية بضرورة مواصلة الجهد من قبل الشركاء من أجل تجاوز التحديات، والعمل من أجل كل ما من شأنه الحد من عمل الأطفال ووقف أسوأ أشكاله، تنفيذا للاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية وأهداف التنمية المستدامة 2030.
لذا فقد جاءت الورشة الإقليمية تواصلا مع جهود الشركاء في العمل معا من أجل مواجهة هذه القضية، وتماشيا مع توصيات لجنة الطفولة العربية، وتزامنا مع التحركات الدولية والإقليمية المواكبة لانعقاد قمة المناخ (COP 27) في نوفمبر المقبل باستضافة من جمهورية مصر العربية، بغرض التباحث في تأثير التغيرات المناخية على قضية عمل الأطفال، كأزمة عالمية فرضت تبعاتها السلبية على حقوق الطفل عامة وعلى قضية عمل الأطفال بشكل خاص.
تضمنت الورشة جلستي عمل ناقشت الأولى الواقع الدولي والعربي للتغيرات المناخية وعمل الأطفال، خاصة وأن المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم عرضةً و تضرراً من جراء التغير المناخي، مبينة أن التغيرات المناخية صارت تشكل خطرا وتهديدا غير مسبوق وانتكاسة تضاف للانتكاسات التي اصابت حقوق الأطفال عامة، وعلى الفئات المهمشة منهم خاصة هؤلاء المنخرطين في سوق العمل بشكل مباشر وغير مباشر، في حيت تناولت الجلسة الثانية رؤى مستقبلية لوضع آليات ومقترحات يمكن أن تسهم في تعزيز الاستجابة لتغير المناخ، و كسر حلقة الفقر و عمل الأطفال.
وادراكا لأهمية أن يكون للأطفال دورا فاعلا في مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية، عرضت الورشة الإقليمية فيديو تناول أراء أطفال البرلمان العربي للطفل، والذي أكدوا فيه على دورهم في مواجهة تلك التأثيرات، باعتبار أن قضية المناخ مسئولية الجميع.
والمشاركون وهم يؤكدون على ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من عمل الأطفال ووقف أسوأ أشكاله، خاصة مع تزايد الأعداد بالملايين بسبب الأزمات والجوائح الأخيرة، مما يمثل انتهاكا صارخا لحقوقهم، يدعون إلى العمل معا من أجل التحرك بفاعلية في مسار التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية والإسهام في الحد من التدهور البيئي، ويوصون بالآتي:
1. الدعوة إلى تبني سياسات اقتصادية و اجتماعية معززة ومتكاملة - تدرج قضية التغير المناخي وتعطي أولوية للفئات الهشة والضعيفة بما في ذلك الأطفال - بهدف المعالجة والتخفيف من تأثيرات التغير المناخي، والاستعداد للاستجابة العاجلة والفعالة من أجل خفض مسببات تغير المناخ، لتكون سياسات صديقة ومعاونة للتغير المناخي.
2. تفعيل ومراجعة الأطر القانونية والتشريعية الوطنية وفق الالتزامات المترتبة على الاتفاقيات والمواثيق الدولية والإقليمية من أجل مواجهة عمل الأطفال خاصة أسوأ أشكاله، وما استجد وفق المتغيرات والمستجدات الراهنة.
3. ضرورة العمل على إيلاء اهتمام متعاظم بقضايا إصلاح التعليم، مما يسهم في مساعدة الجميع على التكيف مع تغير المناخ، فالتعليم يعزز القدرة على استيعاب المعلومات، وحساب المخاطر، والاستعداد لمواجهة الصدمات المناخية والتعافي من آثارها، و يساهم في تحسين ممارسات الاستدامة، ويتيح فرص الابتكار والإبداع والاعتماد على التكنولوجيا.
4. دمج قضية عمل الأطفال والعمل اللائق ضمن خطط العمل المناخي، وسياسات الانتقال العادلة.
5. معالجة النقص في البيانات والمعلومات بمزيد من البحث والدراسة، في مجالات التغير المناخي، لبحث التداعيات السلبية للمتغيرات المناخية على الأطفال وبشكل خاص على الفئات الضعيفة.
6. اعتبار أن الطفل شريك رئيسي في كل خطط العمل المناخي، وجعل الأطفال فاعلين في سياسات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، وذلك بالتعاون مع الآليات المعنية بالطفولة والمنظمات الإقليمية والدولية.
7. العمل على بناء قدرات المتخصصين في التعامل مع قضية عمل الأطفال، وفق المستجدات، وما سببته من تزايد في الأعداد وظهور أشكال وأنماط جديدة من عمل الأطفال وأسوأ أشكاله.
8. دعوة الشركاء إلى العمل على تحديث الاستراتيجية العربية للحد من عمل الاطفال وفق المستجدات.