نيجيريا تغرق في دوامة العنف.. والدول الغربية تأمر دبلوماسييها بالمغادرة

نيجيريا تغرق في دوامة العنف.. والدول الغربية تأمر دبلوماسييها بالمغادرة
الشرطة النيجيرية تحاول السيطرة على العنف
وكالات

دخلت دولة نيجيريا في دوامة من العنف أدت إلى تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية في تلك الدولة الافريقية الكبيرة، وقد ترتب على العنف متعدد الأبعاد ما بين عرقي وطائفي، إلى مغادرة أغلب الدبلوماسيين الأجانب للبلاد.

و أمرت الولايات المتحدة الأمريكية دبلوماسييها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة العاصمة النيجيرية، أبوجا، بسبب "تصاعد خطر الهجمات الإرهابية" حسب بيان لوزارة الخارجية.

وكانت واشنطن سمحت الثلاثاء لهؤلاء بمغادرة المدينة إذا رغبوا بذلك. وفي الآونة الأخيرة أوصت سفارات غربية عدة رعاياها بالحد من تحركاتهم في البلاد.

كما حثت حكومة المملكة المتحدة البريطانية مواطنيها في نيجيريا على ضرورة توخي الحذر بسبب "زيادة احتمال وقوع هجوم إرهابي في أبوجا، أضافت "الهجمات يمكن أن تكون عشوائية وقد تؤثر على المصالح الغربية وكذلك الأماكن التي يزورها السائحون".

فيما حذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، الإسرائيليين من السفر إلى نيجيريا نظرا لأحداث العنف المندلعة هناك وطالب المجلس بحسب "معاريف" الإسرائيليين الموجودين هناك بتركيز الانتباه بشأن الخوف من قوع هجمات في نيجيريا، مع التركيز على العاصمة أبوجا.

ووفقًا للمجلس، فقد حدثت زيادة في التهديدات الإرهابية في نيجيريا في الأيام الأخيرة وبناءً على ذلك ندعو المواطنين الإسرائيليين إلى تجنب السفر غير الضروري إلى نيجيريا، ويجب على المقيمين هناك تقصير إقامتهم إلى الحد الأدنى الممكن.

وأوضحت الصحيفة بأن هذه التحذيرات تأتي عقب تحذيرات صدرت في الأيام الأخيرة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وكندا وأستراليا.

ويشعر سكان أبوجا والمناطق المحيطة، بمن فيهم الدبلوماسيون الغربيون، بقلق متزايد إزاء انعدام الأمن بعد عملية هروب جماعية في يوليو من سجن كوجي بضواحي العاصمة.

وأعلنت الشرطة والجيش تعزيز الإجراءات الأمنية في العاصمة ومحيطها لكن أبوجا محاطة بمناطق جبلية وغابية يصعب تأمينها وأكدت السلطات النيجيرية "اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة" على أثر تحذيرات غربية عدة.

ومن عوامل ارتفاع وتيرة الصراع النمو السريع للميليشيات العراقية، مثل تلك الموجودة في الباشاما (المسيحية) والفولاني (المسلمة) في ولاية أداماوا، وانتشار المتزايد للأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة في نيجيريا، وانتشار الجماعات الإرهابية "بوكوحرام"، و"داعش غرب أفريقيا"، بحسب مجموعة الأزمات الدولية "Crisis Group".

وحذرت مراكز أبحاث من أن تردي الوضع الأمني السيئ واستمرار صراع الرعاة والمزارعين سوف يحد من قدرة المزارعين على إنتاج الغذاء، مما تسبب في نقص الغذاء وارتفاع الأسعار في جميع أنحاء نيجيريا، والتي ارتفعت بأكثر من 40 في المائة.

أيضا التهديد الارهابي أدى إلى لجوء المجتمعات المحلية في كادونا وكاتسينا وزامفارة وولايات نيجيرية أخرى إلى دفع "ضرائب" للإرهابيين، تصل أحيانًا إلى عشرات الملايين من نيرة نيجيرية، للعمل في مزارعهم لحصاد محاصيلهم في سلام، بحسب منظمة أكليد (Acled) المتخصصة في جمع البيانات حول النزاعات المسلحة.

فيما حذرت مجموعة الأزمات الدولية صراع المراعي هو في الأساس مسابقة استخدام الأراضي بين المزارعين والرعاة عبر الحزام الأوسط في البلاد، لكنه اتخذت أبعادًا دينية وعرقية خطيرة، لأن معظم الرعاة هم من البدو التقليديين والمسلمين الفولاني الذين يشكلون حوالي 90 في المائة من الرعاة النيجيريين، في حين أن معظم المزارعين مسيحيون من أعراق مختلفة.

ويعاني 19.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في نيجيريا، هذا هو ما يقرب من 10 أضعاف عن عام 2018 عندما كان هناك 2.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في البلاد.

أهم الأخبار