الذكرى الـ 60 لِاسترجاع السيادة الجزائرية على الإذاعة و التلفزيون
لا يفوتكم أن الإعلام بأشكاله كان مصاحبا للثورة الجزائرية منذ اللحظة الأولى لاندلاعها في الفاتح من نوفمبر 1954م حين وثقت جبهة التحرير الوطني مع هيئات إعلامية عربية الحدث الأعظم في تاريخها و فعلا كانت البداية من إذاعة مصر.. .هنا القاهرة.. .بيان أول نوفمبر.
حاربت الجزائر بكل ماتملك وقدمت من خيرة أبناءها فداء لله و للوطن النفس و النفيس لاسترجاع كل ذرة تراب من أراضيها الطاهرة و استعادة مؤسساتها قبل و بعد الإستقلال واقتلاعها من عين الإستعمار الفرنسي الغاشم.
و من أهم تلك المؤسسات التي عملت الجزائر على استرجاعها هي مؤسستي الإذاعة و التلفزيون أين اتخذهما الفرنسيون منبرا لتشويه الثورة الجزائرية و تبريرا لمخططاته الإستعمارية و لمحاولة تضليل الرأي العالمي اتجاه الحق المشروع لحرية الجزائريين و الشعوب المحتلة.
تأسس التوجيه للإعلام الجزائري سواء أثناء ثورة التحرير أو بعدها تزامنا مع التحضير للثورة و تم التركيز على فعاليته في مؤتمر الصومال 20 أوت 1956م.
كيف تم استرجاع السيادة الوطنية الجزائرية للإذاعة و التلفزيون؟
بعد استبدال العلم الجزائري بالفرنسي على مبنى الإذاعة و التلفزيون بالعاصمة الجزائر خرج التقنيون و الصحفيون الفرنسيون من المبنى في احتجاج على استبدال علمهم بعلم الجزائر مؤكدين توقف البث الإذاعي و المتلفز متوهمون أن العمال الجزائريون غير قادرين على تسيير المؤسستين من دونهم.
و لكن انطلق الصوت و الصورة باللغة العربية من طرف الصحفي عيسى مسعودي بالإعلان عن استرجاع الإذاعة و التلفزيون يوم ال28 من أكتوبر 1962م
و برهن الجيل الأول من التقنيين و كان عددهم 24 تقنيا و مجموعة من الصحفيين و العمال الجزائريين المجاهدين أنهم على قدر التحدي و أنهم أبناء الشهداء و البواسل الذين حرروا الجزائر و كسبوا بذلك الرهان.
وكان إنتصارا آخر للجزائر و سميت الجزائر أنذاك الوطن الأم للحرية صاحب الإستقلالين.
و يحتفل التلفزيون و الإذاعة الجزائرية اليوم بهذا الإنتصار في يوم مفتوح على المباشر تشارك فيه كل المحطات التابعة للمحطة المركزية للإشادة بالإنجاز الجبار الذي قام به زملاءهم الأوائل.
تحيا الجزائر و تحيا الأمة العربية
و هاهو التلفزيون الجزائري و القنوات الجزائرية الخاصة و الصحف و الجزائد الوطنية على قدم وساق لتغطية فعاليات القمة العربية في طبعتها ال31 في العاصمة الجزائر في الفاتح من نوفمبر 2022 م نتمنى لهم التوفيق في نقل هذا الحدث المهم في جمع الشمل العربي.