خطيب المسجد الحرام: الفساد بكل أنواعه سلوك منحرف في الأفراد والفئات
قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن كل انحراف بالوظيفة العامة أو الخاصة عن مسارها الذي وضعت له ووجدت لخدمته فهو فساد، وجريمة، وخيانة، منوهًا بأن الفساد بكل أنواعه سلوك منحرف في الأفراد والفئات.
وأوضح " بن حميد" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يرتكب صاحبه مخالفاتٍ من أجل أن يحقق أطماعاً ماليةً غَير شرعية، أو مراتب وظيفيةً غير مستحقة، مما يؤدي إلى الكسب الحرام، وإضعاف كفاءة الأجهزة والمؤسسات والمنشآت، مشيرًا إلى أن الفساد منهج منحرف، متلون، متفلِّت، مستتر، محاط بالسرية والخوف، يدخل في كل مجال في الدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والإدارة والفساد تواطؤ وابتزاز، وتسهيل لارتكاب المخالفات الممنوعة والممارسات الخاطئة.
ونبه إلى أن الفساد استغلال مقيت للإمكانات الشخصية والرسمية والاجتماعية يستهدف تحقيق منافع غيرَ مشروعة، ومكاسبَ محرمةً لنفسه ولمن حوله، سوُء استغلالٍ للسلطة والصلاحية، في مخالفة للأحكام الشرعية، والقيم الأخلاقية، والأنظمة المرعية والفساد داء ممتد، لا تحده حدود، ولا تمنعه فواصل، يطال المجتمعاتِ كلَّها متقدِّمَها و متخلَفها، وفي التنزيل العزيز.
وأشار إلى أن للفساد مظاهر كثيرة، وصور عديدة، ومسالك متنوعة منها الاختلاس، والرشوة، وسوءِ استخدام السلطةِ والصلاحيةِ، وإفشاءِ أسرار العمل، أو كتمانِ معلومات حقها أن تكون معلومة معلنة، في الشأن المالي أو الوظيفي، والعبثِ والتزوير بالوثائق والمستندات والقرارات، وعدمِ احترام العمل وأوقات الدوام - حضوراً أو انصرافاً -، وضعفِ الإنجاز، والتشاغلِ أثناء العمل بقراءات خارجية، أو استقبالِ من لا علاقة لهم بالعمل، والبحثِ عن منافذ وأعذار.