"إيجار قديم" نموذج للدراما الناجحة
مبدئيا يعتبر مسلسل إيجار قديم من الأعمال الناجحة فقد توفر له نص جيد ومنتج فاهم ومخرج مهنى، هذه هى العناصر الثلاثة التى تميز أى عمل درامى وترجح كفته سواء للنجاح أو للفشل.
المؤلف عمرو الدالى والمخرج طارق رفعت والمنتج كريم أبو ذكرى شكلا قاعدة الهرم ثم تم البناء بقواعد وأصول فكان هذا الأنتاج الخصب الذى أمتع المشاهدين طوال 30 يوما.
بطل الأحداث هو رمزى - شريف منير - الذى افتتح الحكاية بمشهد محاولته الأنتحار بعد أن تقرر إخلاء العقار الذى يقطن فيه لتعرضه للسقوط، ( المشهد على مستوى الفكرة والكتابة فيه مبالغة ) خاصة عندما نعرف فى المشاهد اللاحقة أنه يملك عقار جميع وحداته مؤجرة بالنظام القديم، وينقل رمزى منقولاته لسطح منزله المكشوف! ويبدأ من هنا تفاعله مع سكان العقار من منطلق هو المالك وهم المستأجرين، ويحدث الصدام مع الجميع تقريبا، مثل ليلى - إلهام وجدى - والموجودة فى شقتها بالعمارة بٌحكم أنها حاضنة بعد طلاقها من أحمد - محمد العمروسى - أو ربيع - هشام إسماعيل - المحامى الذى حول جزء من شقته لمكتب يقابل فيه عملاؤه، ولكن يتعاطف معه حسين - صلاح عبد الله - ويستضيفه فى منزله الذى يعيش فيه مع أبنه الوحيد طارق - محمد الشرنوبى -، وبسبب الخلافات فى وجهات النظر بين حسين وابنه طارق بسبب خطيبته ريهام - بسمة داوود - وطريقة تخطيطه لمستقبله يترك طارق شقة والده ويؤجر شقة يعيش فيها بضغط من خطيبته، ثم يموت حسين بعد أن أقام له أصدقاؤه عيد ميلاد الليلة السابقة. وينشأ خلاف بين طارق ورمزى على أحقية كل واحد منهم فى الشقة.
الكتابة
بالطبع تشكل الكتابة العصب الرئيسى للعمل الدرامى وهنا وضع لنا عمرو الدالى من خلال العقار القديم عدة قضايا مجتمعية وناقشها بدون زعيق وبدون مباشرة وهى قضية الإيجارات القديمة، والأمر الثانى استدعاء روح هذا العصر ( القديم ) بقيمه التى اندثرت أو كادت من خلال شخصياته حسين الذى يواجه من خلال أبنه طارق أفكار جيل مختلف متمرد يرفض نصائح الكبار، ورمزى مدرس الموسيقى الذى دفن موهبته فى غرفة الموسيقى المدرسية وأصبح مجرد حارس على الآت لاتخرج أبدا بعد أن صارت حصة الموسيقى احتياطية يجور عليها مُدرسى المواد الأخرى، ثريا - ميمى جمال - الفنانة الكبيرة التى انسحبت عنها الأضواء ولم يعد أحد يتذكرها.
أو متابعة الخلافات الزوجية الأعتادية بين حازم - حازم سمير - وزوجته ريم - رحمة حسين -.
ورغم هذا فهناك حالة من البهجة تظلل أحداث المسلسل شاهدناها فى الحوار بين حسين ورمزى أو بين رمزى وربيع، أو بين ربيع وزوجته مروة - رانيا عبد المنصف - والتى أعتبرها مفاجأة وفنانة كوميدية قادمة.
ايضا من الملاحظ فى هذا العمل المساحات المتساوية لنجوم العمل صلاح عبد الله - حتى وأن غاب فى منتصف الحلقات -، شريف منير، ميمى جمال، فيدرا، حازم سمير، بسمة داوود.
ولادة نجمة
واعتبر وجود إلهام وجدى من اجمل مفاجآت هذا العمل وأخذت مساحة تستحقها رغم وجودها فى الدراما التليفزيونية لأول مرة.
اهتم المخرج طارق رفعت بالتفاصيل الصغيرة جدا وكان حريصا على تقديم فريق عمله فى افضل صورة، فقد رأيت فيدرا ورحمة حسن وكأنى أراهما لأول مرة، كما يعيد المسلسل تقديم محمد الشرنوبى كممثل بحضور قوى وجيد.
تحية تقدير للقديرة حنان سليمان، ميمى جمال، علاء زينهم، محمد غنيم، محمد العمروسى، أحمد أبو زيد.
خلف الكاميرا هناك ابداع حقيقى مهندس الديكور الرائع رامى دراج، مدير التصوير كريم أشرف، ومن المرات القليلة التى أجد فيها صوتا نقيا واضحا فتحية واجبة لمهندس الصوت مصطفى رمضان، والموسيقى التصويرية التى تدخل هامسة معبرة لمحمد أبو ذكرى، وكان التتر طريفا وجديدا فى تصميمه بصوت هشام عباس ومحمد الشرنوبى بكلمات مصطفى البرنس وألحان إيهاب عبد الواحد.