الرئيس الرواندي: تربطنا علاقات شراكة وصداقة قوية مع قطر ونتطلع لتعزيزها
أشاد فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا بعلاقات الصداقة والشراكة القوية القائمة بين بلاده ودولة قطر، معربا عن تطلع البلدين ورغبتهما الأكيدة لتوطيدها وتعزيزها مستقبلا.
وقال فخامة الرئيس كاغامي في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأمن العالمي الذي بدأت أعماله اليوم بالدوحة: "إن قطر ورواندا تعملان سويا لتطوير وبناء شراكة نموذجية بينهما، وتتعاونان بشأن الكثير من القضايا المختلفة التي يمكنهما القيام بها، لخدمة مصالحهما ومصالح الآخرين، بما في ذلك موضوع الأمن"، وشدد على أن لدى البلدين الكثير لتقديمه كقيمة مضافة لتعزيز هذه الشراكة، معربا عن بالغ سروره وسعادته بتواجده بالدوحة والانضمام لحوار هذا المنتدى.
واستعرض فخامة الرئيس الرواندي التحديات الأمنية التي يواجهها العالم وسبل معالجتها بشكل جماعي، لافتا إلى أن مسألة الأمن مرتبطة بالضرورة بقضايا الحوكمة، وقال: "إن للعنف أشكال مختلفة تتجاوز الحدود وتؤثر على دول أخرى وبالتالي يتعين التعامل مع الأفكار المتعددة المرتبطة به بجماعية وشمولية للسيطرة عليه، لكنه رأى في الوقت نفسه أن الأمر لا يتعلق بالمال أو بالمشاركة للقضاء على العنف، وإنما من خلال الحكم الرشيد لتحقيق السلام"، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بذلك وقد حققته بالفعل بالعمل مع الأمم المتحدة.
وعلى صعيد متصل أشار فخامته إلى مساهمات رواندا على مدى السنوات الماضية بقوات حفظ السلام في عدد من الدول تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، غير أنه نبه إلى أن الأمن والأمان لن يتحققا بدون جهد الحكومة الوطنية وتوفير الدعم الضروري لها، والبحث في جذور المشكلة، بعيدا عن أي إملاءات من قوات حفظ السلام الخارجية.
وتحدث فخامته عن جملة من حالات عدم الاستقرار في بعض الدول، لافتا إلى أنه لا توجد "عصا سحرية" أو جهة واحدة يمكنها حل كل هذه المشاكل والتوترات، وقال: "إن الأمر يتوقف على الظروف السائدة في كل بلد وفهمها وقدرة حكومته وشعبه للعمل معا لتجاوز ما ارتكب من أخطاء، والأخذ بعين الاعتبار آراء السكان والعمل معهم للوفاء بمتطلباتهم وحاجياتهم"، وقال: "إن ذلك هو جزء من الحل الذي تسعى إليه رواندا باستمرار".
وتابع ردا على سؤال حول تقدم رواندا في أعقاب ما شهدته من إبادة جماعية سابقا "لقد وحدنا صفوفنا وعالجنا اختلافاتنا واستثمرنا في العنصر البشري من خلال التعليم، ووفرنا بيئة مواتية للاستثمار الخارجي، ووضعنا رؤية 2000 - 2021، وأخرى على مدى الـ 30 عاما القادمة، وحققنا تكاملا في مجال الطاقة، وعالجنا قضايا إقليمية مع بناء شراكات وعلاقات في أفريقيا والعالم الخارجي، وبذلنا جهودا لاستخلاص أكبر قدر من الدروس، ولم نختلق المشاكل التي تؤرقنا، وبنينا على المكتسبات والمنجزات، لذا نشاهد بلدنا ينمو ونطمح في أن تصبح رواندا دولة متوسطة الدخل خلال الـ 30 عاما القادمة".
كما أكد من ناحية أخرى في تناوله لمسائل تعنى بالشأن الصحي وفيروس كورونا /كوفيد-19/ أن غياب المساوة والعدالة في توزيع اللقاحات أثر على جهود التنمية والتعافي والإصلاحات، وولد الشعور بالظلم "ما يحتم علينا تعلم الدروس والعمل المشترك لتحقيق نتائج أفضل".
وشرح فخامة الرئيس بول كاغامي بهذا الصدد جهود رواندا في إنشاء صناعة دوائية مستقلة وإنتاج لقاحات فيروس /كوفيد-19/.
وبشأن ما يدور من صراع وتنافس على أفريقيا من بعض الدول، أكد فخامته أن أفريقيا يجب أن تبقى وتكون للأفارقة، ولا يتعين على أي جهة أخرى أن تتصرف بالنيابة عنهم أو تدير شؤونهم، بل عليها أن تدعمهم وتنخرط في شراكات معهم، دون التدخل بمبررات وأخطاء قد ترتكب هنا أو هناك.