خبراء: "السوشيال ميديا" خطر يهدد الصحة العقلية والنفسية
حذر خبراء وأطباء نفسيون من خطورة إدمان السوشيال ميديا، والبقاء لفترات طويلة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، على الصحة النفسية والعقلية لكل الفئات العمرية على حد سواء وإن كانت خطورتها تتفاقم بالنسبة للشباب
في دراسة أجريت أواخر عام 2016، وشملت 1787 شابا، يستخدم كل منهم (من 7 إلى 11) منصة وسائط اجتماعية شهيرة، من بينها، فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام، سنابشات، ووجدت أن "استخدام منصات الوسائط الاجتماعية يرتبط ارتباطا وثيقا بالاكتئاب والقلق".
واتضح أن الأشخاص الذين يستخدمون وسائل التواصل بهذا الحجم لديهم أكثر من 3 أضعاف خطر الإصابة بهذه الأضرار، من ذوي الاستخدام الأقل (من 0 إلى منصتين فقط).
ورغم أن د.براين بريماك، مدير مركز جامعة بيتسبرغ للصحة السلوكية، والمشرف الرئيسي على الدراسة، يعتقد أن استخدام وسائل التواصل أصبح جزء لا يتجزأ من حياة هذا العصر. لكنه يرى أنه "لابد أن يظل مكملا للعلاقات الحقيقية، وليس بديلا عنها".
من جانبه يرى الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن كثرة التعلق بالسوشيال ميديا هو عرض من أعراض الإدمان السلوكي، الذي يؤدي إلى الخمول وضياع بهاء الوجه، وتشوه القوام وآلام الظهر، كما تكمن خطورة هذه العادة في التغيير الكلي للإنسان، فتدفعه إلى إيذاء ذاته والتحريض على العنف، كما تقلل شعوره وانفصاله عن الواقع الحقيقي، وتجعله في حالة مقارنةٍ بينه وبين الواقع الافتراضي.
ويتابع هندي أن من أهم الآثار التي طبعتها السوشيال ميديا على الأفراد هي انشغال عقولهم بسبب الرغبة الدائمة في الحصول على وقت إضافيٍ عليها، ما يدفعهم إلى الدخول في حالةٍ من البلادة الحسية وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسهم أو مجتمعاتهم.
مشيرًا إلى أن السوشيال ميديا كانت سببًا في دحض الموهبة والفكر، وعملت على إبراز الشخصيات المهتزة غير الواثقة بنفسها التي بداخلنا، وأدّت إلى اختلاف التركيبة النفسية والعاطفية والاجتماعية التي بداخل كل شخصٍ مِنا، فأصبحت السوشيال أهم من إنقاذ حياة الآخرين في الحرائق وعلى الطرقات.
وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2019، شارك فيها حوالي 10 آلاف طفل بإنجلترا، وجد الباحثون أن وسائل التواصل قد تضر بالصحة العقلية للفتيات، من خلال زيادة تعرضهن للتنمر، وتقليل نومهن وممارستهن للرياضة.
وقد أثبتت دراسة نُشرت عام 2018 أن وسائل التواصل لا تسبب التعاسة فحسب، وإنما تؤدي أيضاً إلى تطور مشكلات الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب، عند استخدامها أكثر من اللازم أو دون توخي الحذر.
حيث قال 41% من المشاركين إنهم سيتركون وسائل التواصل لأنها تجعلهم يشعرون بالقلق أو الحزن أو الاكتئاب.
الجلوس أمام الشاشات لمدة ثلاث ساعات أو أكثر يوميا يرفع خطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال
ذكر د.تيم بونو، عالم النفس، ومؤلف كتاب "عندما لا تكون الإعجابات كافية"، 6 ظواهر قد تؤثر سلبا على صحتنا العقلية، وهي:
الحسد، فالوقت الذي تقضيه في مشاهدة الصور "المثالية" على منصات التواصل قد يثير غيرتك وحسدك، ويؤثر على صحتك العقلية دون أن تشعر.
الإدمان الذي يجعلنا نشعر بضرورة فتح فيسبوك وإنستغرام وتويتر، والقفز بينها مرارا وتكرارا، مما يسبب حالة تسمى "التمزق" تدفع الشخص لتتبع التحديثات في جميع ساعات النهار والليل.
عدم التواصل، فمع أن أقوى مؤشر على صحتنا العقلية وسعادتنا هو قوة روابطنا مع الآخرين، لكننا سمحنا لوسائل التواصل أن تحل محل تواصلنا المباشر مع الناس، حتى أصبح مقدار الوقت الذي نخصصه للشاشة، يقابله انخفاض مماثل في كمية ونوعية صلاتنا الشخصية.
التشويش، حيث تُلتقط أكثر من تريليون صورة سنويا حول العالم، لتظهر على منصات التواصل للفوز بإعجاب المتابعين، فتحرمنا من الاستمتاع بجوانب أخرى من الحياة تشتمل على كثير من اللحظات الشائقة وصحبة الأهل الأصدقاء، وتساهم في التشويش على ذاكرتنا الفعلية.
عدم النوم، فالانفعال بالقلق أو الغيرة مما نراه على وسائل التواصل يُبقي الدماغ في حالة تأهب قصوى، ويحرمنا من النوم، مما يؤثر على صحتنا العقلية.
تشتيت الانتباه، يقول د.بونو "إذا لم تستطع التخلي عن هاتفك لدقائق، فالأفضل أن تجرب قوة إرادتك لتحقيق ذلك". فكمية المعلومات التي توفرها وسائل التواصل بكل سهولة تشتت انتباهك.
ماهي الطريقة الأمنة لتناول الطعام خارج المنزل في زمن كورونا؟
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون