وزير خارجية تركيا يتوقع موافقة أمريكا على بيع طائرات إف-16
قال مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، أمس الأربعاء إنه يتوقع أن توافق الولايات المتحدة على بيع طائرات إف-16 لتركيا بقيمة 20 مليار دولار، وإن البيع المزمع يتماشى مع "المصالح الاستراتيجية المشتركة" لكل من واشنطن وأنقرة.
ويستضيف أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، جاويش أوغلو في واشنطن لأول مرة منذ تولي إدارة بايدن مهامها قبل عامين تقريبا، وستهيمن على الزيارة حرب أوكرانيا وصفقة طائرات إف-16 ورفض أنقرة الموافقة على منح عضوية حلف شمال الأطلسي للسويد وفنلندا.
وعبرت إدارة بايدن عن دعمها لبيع الطائرات لتركيا، على الرغم من معارضة الكونجرس الأمريكي بسبب سجل أنقرة الحقوقي المثير للجدل وسياستها تجاه سوريا، في إطار مساعي الإدارة للحفاظ على وحدة حلف الأطلسي في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي حديثه قبل اجتماع مع بلينكن في وزارة الخارجية الأمريكية، قال جاويش أوغلو إن صفقة طائرات إف-16 مهمة ليس فقط لتركيا لكن أيضا لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، وبدا واثقا في أنها ستمضي قدما.
وقال في تصريحات مقتضبة "لذلك نتوقع الموافقة بما يتماشى مع مصالحنا الاستراتيجية المشتركة".
لكن قد يتضح أن الموافقة معقدة بسبب رفض أنقرة التصديق على انضمام السويد وفنلندا لحلف الأطلسي.
وقال السناتور الديمقراطي كريس فان هولين في بيان "الهجمات المتكررة التي شنها (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على حلفائنا الأكراد السوريين واستمرار التقارب مع روسيا، بما في ذلك تأخير عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي، ما زالت تمثل أسبابا جدية للقلق".
وأضاف "كما قلت من قبل، لكي تستلم تركيا طائرات إف-16، نحتاج إلى تأكيدات بأنه سيتم معالجة هذه المخاوف".
وتقدمت الدولتان الاسكندنافيتان بطلب للحصول على عضوية الحلف العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا لكن يتعين موافقة جميع الدول الأعضاء الثلاثين في الحلف على الطلبين اللذين لم تصادق عليهما تركيا والمجر بعد.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا منذ أن حصلت تركيا على أنظمة دفاع صاروخي روسية في عام 2019.
واجتمع جاويش أوغلو وبلينكن عدة مرات في الماضي في قمم لحلف الأطلسي واجتماعات للأمم المتحدة، لكن دعوة إدارة بايدن لجاويش أوغلو للقيام بزيارة رسمية استغرقت عامين تقريبا، وهو تأخير يقول محللون إنه يعكس توتر العلاقات.
وأشادت الولايات المتحدة بتركيا لقيامها ببعض التحركات خلال الحرب الأوكرانية، بما في ذلك التوسط في محادثات ممر الحبوب، لكن واشنطن قلقة أيضا من توطيد علاقة أنقرة مع موسكو.
ويختلف البلدان أيضا حول خطط تركيا لشن عملية عسكرية في سوريا واعتزام أنقرة تطبيع العلاقات مع دمشق. وتطالب تركيا، من ناحيتها، واشنطن بعدم دعم الجماعات المسلحة الكردية السورية التي تعتبرها إرهابية.
وأثرت التوترات بشأن بحر إيجه بين تركيا واليونان، العضو أيضا في حلف شمال الأطلسي، سلبا على المشاعر في الكونجرس الأمريكي تجاه أنقرة.
وأخطرت وزارة الخارجية بشكل غير رسمي، الأسبوع الماضي، اللجان التي تشرف على مبيعات الأسلحة في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين بنيتها المضي قدما في البيع.
وأثارت هذه الخطوة أعضاء الكونجرس المعارضين للصفقة أبرزهم السناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن واشنطن لن تمضي قدما على الأرجح في صفقة البيع ما لم يتراجع مينينديز عن معارضته.
وقال إبراهيم كالين، كبير مستشاري السياسة الخارجية لأردوغان، يوم السبت، إن مطالب واشنطن المتعلقة بالطائرات المقاتلة "لا نهاية لها".
وأضاف أنه يأمل ألا تصبح صفقة طائرات إف-16 "رهينة" عضوية السويد وفنلندا في حلف الأطلسي.
وصحيح أن بوسع الكونجرس عرقلة مبيعات الأسلحة للخارج، لكن لم يسبق للكونجرس أن استطاع حشد أغلبية الثلثين في كلا المجلسين المطلوبة للتغلب على حق النقص الرئاسي.