الاعلام العربي …للخلف دُر
الطبيعي جداً أن الدول تبحث وتسعى دائما إلى التقدم في كل مجالات الحياة ومن بينها ومن أهمها إن لم يكن في الصدارة أهم القطاعات التي تبحث الدول وتسعى إلى تطويرها هو قطاع الإعلام بكل أنواعه وأشكاله فلدى الدول العربية ثروة ثقافية لا يمكن أن تجدها لدي أي أمة أخرى مع الاحترام والتقدير لكل الشعوب والأمم ولكن تبقى الأمة العربية لديها ما يتفوق على غيرها من تلك الأمم والتاريخ يشهد على ذلك وبالتالي امامها فرصة عظيمة لإستغلال ذلك التاريخ و تلك القيم إعلاميا بما تطمح إليه الشعوب العربية
ولكن ما يحدث للأسف أنك لا تجد بين المؤسسات الإعلامية العربية من استغل تلك الكنوز وطورها وصنع منها المحتوى الإعلامي الذي يجعلها في صدارة المشهد،
نعم لدى كل المؤسسات الاعلامية مسؤليات وطنية لايمكن بأي حال من الأحوال تجاوزها أو الغاؤها ولكن تلك القيم وذلك التاريخ لايمكن ايضاً تجاهله تحت أي ظرف من الظروف حتى وإن كانت تطويرية في الشكل والهوية الإعلامية.
لدينا الوسائل ولدينا العقول ولدينا كل شيء في الوطن العربي ما ينقصنا هو التخطيط السليم والأهداف الواضحة وتمكين الكفاءات وتدريب الجيل الإعلامي الجديد، واستحداث المزيج بين الكفاءات والخبرات وتلك الأجيال الشابة.
المؤسسات الإعلامية العربية الى هذه اللحظة لا أجدها تقوم على تلك الركائز المهمة للنهوض بالمشروع الإعلامي العربي بل تفرغت بعضها الى تفريغ محتواها من تلك القيم المهمة وهذا بحد ذاته خطر لا يضاهيه خطر لسقوط تلك المؤسسات من عين وعقل واهتمام الجمهور العربي بشكل عام.
على جامعة الدول العربية مسؤلية كبرى في هذا الصدد وعلى مجلس وزراء الإعلام العرب مسؤليات اعظم تجاه وضع خارطة طريق عملية وملزمة للكيانات الإعلامية العربية للعودة الى المنجم الثقافي والقيمي العربي، ومحاولة ايجاد اليات فعالة وممكنة تتجاوز الخلافات السياسية الى اتفاقيات اعلامية فربما تكون هي طوق النجاة لعودة اعلامنا العربي للمضي قدماً والتخلي عن الدوران للخلف، فوطننا العربي جسد واحد وروح واحدة وأنا على يقين أنه سيعود يوماً لقيادة العالم اعلامياً وسياسياً واقتصادياً.