ارتفاع أسعار الوقود في لبنان يعمق المعاناة
أغلق سائقو سيارات الأجرة طرقا في بيروت احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين التي أصبحت باهظة الثمن بالنسبة لغالبية اللبنانيين بسبب الانهيار الاقتصادي المدمر في البلاد.
وتعد أسعار البنزين اليوم أعلى بنحو عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل بضعة أشهر فقط حيث بدأت بالارتفاع عندما توقف البنك المركزي عن تأمين الدولار بأسعار صرف مدعومة بشدة لواردات الوقود.
وأوقف سائقو سيارات الأجرة مركباتهم في ساحة الشهداء بوسط المدينة مغلقين طريقا رئيسيا قريبا احتجاجا على أحدث زيادة والتي بلغت 25 بالمئة والتي تم إعلانها يوم الأربعاء.
وقال سائقة التاكسي هناء إبراهيم “كيف يفترض بنا ان نعيش؟ كيف بدنا نعيش، عم نبرم (نتجول) ولا نستطيع العثور على راكب على الطريق. الراكب عم نتخانق (نتشاجر) نحن واياه، بيبكي لنا ونحن نبكي له. كيف يعني؟ هل يفترض بنا ان نتشاجر مع الركاب؟ امبارح حرقنا بنزين اكثر مما اشتغلنا.”
وفقدت الليرة اللبنانية حوالي 90 في المئة من قيمتها في العامين الماضيين خلال الأزمة المالية التي دفعت نحو ثلاثة أرباع اللبنانيين إلى الفقر.
وعلى سبيل المثال أصبحت تكلفة رحلة في سيارة أجرة مشتركة ثلاثين ألف ليرة بعد أن كانت 1500 ليرة قبل انهيار العملة.
وقال سائق أجرة آخر يدعى مروان عواد (37 عاما) “نحن كسائقين لم يعد باستطاعتنا التحمل. كنا في السابق اذا ما حصلنا 20 الف ليرة كنا نجيب فيهم ربطة خبز وقالب جبنة على بينتنا عشية الان لم يعد بإمكاننا احضار قالب الجبنة أو أي شيء معنا ليلا صرنا عم نخسر الان. كانت سياراتنا مفولة (ممتلئة بالبنزين) دائما ولكن الان اصبحنا احيانا نروح على البيت ويكون خزان السيارة فارغا لأنه لم يتبق لديك المصاري”.
وخلال اجتماع يوم الخميس أبلغ سائقو سيارات الاجرة وزير الطاقة وليد فياض أن دعم الوقود كان يجب أن يستمر حتى بدء تنفيذ برنامج البطاقة التمويلية الذي وعدت به الحكومة.
وقال فياض لأحد السائقين الذي كان يطالبه بعدم رفع الاسعار قبل ايجاد حل للسائقين وللناس عموما “أشعر بوجعك وأريد أن أجد حلا ولكن دعني أخبرك بشيء لكي لا أعطيك وعودا فارغة. اذا ارتفع سعر الدولار لا سمح الله … ولم أغير سعر البنزين فستحدث مشكلة وحيدة: مستوردو البنزين لن يجلبوا البنزين”.