شخصيات سعودية: اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران مهم لاستقرار ونماء المنطقة
أكدت شخصيات سعودية أن اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران "مهم جدا" لأمن واستقرار الدولتين والمنطقة ونمائها.
وقالت الشخصيات في تصريحات لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بشأن ما تضمنه البيان الثلاثي المشترك لكل من السعودية وايران والصين الذي صدر يوم الجمعة الماضي في العاصمة الصينية (بكين) ان هذا الاتفاق يؤكد نهج السعودية الثابت في السعي لتحقيق الاستقرار والأمن الاقليمي والدولي.
من جانبه قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور فضل البوعينين ان الاتفاق بين المملكة وإيران يأتي متوافقا مع نهج المملكة الثابت وتمسكها بمبادئ حسن الجوار وترسيخ مبدأ الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات والتوصل الى الحلول الناجعة المحققة للمصالح المشتركة ومصالح دول المنطقة دون استثناء.
وأضاف البوعينين ان التوصل الى اتفاق شامل وفق مبادئ ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية سينعكس ايجابا على البلدين وبخاصة الجوانب التنموية والاقتصادية وكذلك على المنطقة ككل "ما يعني مزيدا من الامن والاستقرار والبعد عن اثارة المشكلات وتأمين الممرات البحرية التي تعتبر شريان الاقتصاد لدول الخليج والعالم".
وتابع "مع إيماني التام بالتزام المملكة باتفاقياتها الموقعة ووعودها فإن استشراف المستقبل يعتمد على حسن تنفيذ الاتفاق وفق بنوده الشاملة من الجانب الايراني" متوقعا ان "يعود هذا الاتفاق بالخير والنفع على البلدين والمنطقة بشكل عام حيث ستشهد المنطقة ازدهارا وتنمية اقتصادية واستثمارا امثل لمقوماتها وثرواتها المتنوعة".
من جهته أكد الأمين العام لهيئة الصحفيين السعوديين نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب السعودي الدكتور عبد الله الجحلان ان "هذا الاتفاق سيحقق ازدهارا ونماء للبلدين على أصعدة عدة وسيتفرغ البلدان للاتجاه الكامل لتحقيق التنمية الشاملة والتكامل والتعاون فيما بينهما على مستويات متعددة اقتصادية وسياسية وأمنية".
وأشار إلى أن "المملكة لديها مشروع كبير وطموح للتنمية الشاملة قطعت مشوارا كبيرا وناجحا في تنفيذه ويقوده ويشرف عليه مهندس المشروع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان ويتمثل في برنامج تنموي على كل الأصعدة الداخلية والخارجية وهو مشروع رؤية المملكة 2030 ولا شك أن هذا المشروع يحتاج الى تهيئة كاملة لاستمرار النجاحات في تطبيقه".
واعتبر ان "إيران تمر بأوضاع قاسية على أصعدة متعددة وتواجه ما وصفه اخطارا سياسية وأمنية محدقة تهددها والاتفاق الذي تم توقيعه بين البلدين يعينها ويخرجها من الدائرة الضيقة التي تعيشها ويجعلها جسما سليما يكمل ويتفاعل مع الجهود السلمية والتنموية في المنطقة".
ولفت الى ان "الاتفاق أحد الشواهد على مصداقية المملكة في نظرتها الى ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول المتجاورة وهو ترجمة حقيقية للسياسات السعودية الثابتة التي تقوم على أسس راسخة أبرزها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة كل دولة والتعاون من أجل البناء والنماء لشعوب المنطقة".
وأعرب عن "التفاؤل بتحقق الإرادة الفاعلة للوفاء بما تم الالتزام به وتنفيذ هذا الاتفاق بجميع بنوده وأبعاده سيحقق للمنطقة استقرارا أوسع لأمنها واقتصادها وإبعادا لما يثير القلاقل وانعدام الأمن داخل دول الإقليم وسيتوقف دعم المليشيات التي أوهنت حكومات بعض الدول وتحكمت في سياساتها وتوجهاتها وسيحقق تعاونا أمنيا لدول المنطقة".
وقال الدكتور الجحلان "علاوة على أنه إذا كان البلدان مستفيدين من هذه الاتفاقية دون شك على أصعدة عدة فإن هذا الاتفاق سيمهد لتسوية للأوضاع السياسية والأمنية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وسيسهم في نزع سلاح المليشيات وستكون هناك صياغة جديدة لمستقبل واعد للمنطقة وعلاقتها بالعالم".
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية السعودي الدكتور منيف بن ملافخ ان "نتائج المباحثات بين السعودية وإيران تؤسس لمرحلة جديدة في طبيعة العلاقات بينهما والتي مرت بقطيعة أكثر من سبعة أعوام نتيجة تصرفات القيادة الايرانية وتوجهاتها السياسية التي خالفت الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار بانتهاج سياسة ادركت فيما بعد انها خاطئة تتمثل في التوسع واستغلال النفوذ وبسط السيطرة على بعض دول المنطقة".
وبين ان "اهم نقاط البيان هي اعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد فترة انقطاع وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وهو مبدأ أممي ودائما ما تطالب المملكة به ما يتطلب سياسات متزنة وحكيمة".
وأضاف انه "اذا استطاعت ايران ان تنفذ ما جاء في الاتفاق فإنها ستؤشر لمرحلة جديدة بين دول المنطقة وايران مبنية على احترام سيادة الدول والتعاون المثمر والبناء في مجالات الاقتصاد والاستثمار".
وشدد بن ملافخ على ضرورة احترام إيران اتفاقياتها والعمل على تنفيذها بما يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة ومصالح ايران مؤكدا ان المملكة حريصة على مصلحتها ومصلحة الدول المحيطة بها على ان تكون هناك علاقة متساوية من الاحترام وعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون