خمسة حلول غربية لحل أزمة التلوث بالبلاستيك

ازمة التلوث بالبلاستيك هى واحدة من اكبر التحديات التي تواجه سكان كوكب الأرض

حاليا يتم إلقاء 12.7 مليون طن من النفايات البلاستيكية في المحيطات كل عام وهو ما يسبب عواقب وخيمة علي الحياة البحرية من أختناق السلاحف إلي تسمم الحيتان إلي غير ذلك، قد يبدوا أن الحل الرئيسي هو تقليل كمية البلاستيك التي نستخدمها، ولكن كل من يسعي في حل تلك المشكلة قد تحولوا إلي التفكير في طرق تكنولوجية أخري أو طريقة تفكير جديدة لحل المشكلة من المصدر أو حتي الإستعانة بأنواع أخري من الكائنات الحية لحل معضلة الوحش البلاستيكي العملاق الذي نقتل به كوكبنا.

وفيما يلي عرض لأغرب خمسة حلول:

الفطريات

أن فطر اسبيرجيليوس تيوبنجنسيس Aspergillus tubingensis هو نوع من الفطريات الداكنة اللون والتي تعيش في المناطق الدافئة، وشكلها قد لا يبدوا رائعاً ولكنها تمتلك خاصية تجعلها محط أهتمام العلماء، فالمشكلة الأكبر في أزمة تلوث البلاستيك أنه لا يتحلل أو يتكسر وهو السبب الذي قد يجعل من الممكن حدوث تلوث بالبلاستيك حتي في داخل اجسامنا، فالعثور علي مادة أو عامل يساعد علي تحلل البوليمرات سيساعد بشكل كبير في حل معضلة البلاستيك. وقد أكتشف مجموعة من الباحثين في مجال الأحياء الدقيقة في جامعة باكستانية أن فطر اسبيرجيليوس تيوبنجنسيس Aspergillus tubingensis يمكنه أن يقوم بتكسير مادة البولي يوريثين. فالفطر يقوم بإفراز أنزيمات قادرة علي تحليل وتكسير البلاستيك وذلك لكي يحصل الفطر علي المغذيات، فيمكن أستخدام هذا النوع من الفطريات لتحطيم جزيئات البلاستيك في مكب النفايات.

تنظيف المحيط

تتجمع النفايات البلاستيكية في مناطق معينة من المحيطات ومن أكبرها في المحيط الهادي المنطقة التي تم أطلاق أسم "رقعة القمامة الكبري في المحيط الهادي" وهي تقع بين كاليفورنيا وهاواي وتبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة فرنسا ويتجمع بها 80 ألف طن من البلاستيك، وقد قام مجموعة من المهندسين من هولندا بقيادة المخترع ذو ال24 عاماً بويان سليت بتطوير نظام يسمي " النظام 001” وهو عبارة عن جهاز ضخم عائم بطول 600 متر لتجميع النفابات عن طريق حاجز غاطس بعمق ثلاثة أمتار وتقوم سفينة جمع نفايات بتفريغ النفايات من المحطة كل عدة أشهر، وقد قام فريق المهندسين بإختبار هذا النظام عن طريق محاكاة الكمبيوتر و عن طريق نماذج مصغرة للنظام وهو في طريقه الأن لرقعة القمامة الكبري، وقد تم مدح المخترع بويان سليت من أجل اختراعه وكذلك نقده بشكل لاذع، ولكن الجميع يتنظر ليري مدي نجاح أو فشل النظام علي أرض الواقع.

طريق مصنوع من البلاستيك

فكرة أخري تأتينا من هولندا وتسمي "مشروع طريق البلاستيك". وهو مشروع أنشاء طريق مخصص للدرجات في مدينة زويل الهولندية مصنوع من البلاستيك المعاد تدويره. وهذه الفكرة هي الأولي من نوعها، فهي طريقة لإعادة أستخدام الزجاجات والأكواب ومواد التغليف البلاستيكية بدلا من حرقها أو إلقائها في مكبات القمامة، التصميم الحالي للطريق يتسخدم 70% من مواد الإنشاء من البلاستيك المعاد تدويره ولكن المخططات المستقبلية تطمح لإستخدام 100% من مواد الإنشاء من البلاستيك المعاد تدويره، وتقول الشركة المصممة للمشروع أن الطريق سيكون أفضل وذو متانة اعلي من الطرق الأسفلتية ويستهلك كمية أقل من الطاقة لإنشاء الطريق بجانب أنه لا يحتاج إلي معدات ثقيلة ويتم تسليم الطريق في وقت أقل بكثير من الطرق الأسفلتية العادية، الطريق الأول الذي قامت الشركة بإنشائه طوله حوالي 30 متر فقط ويحتوي علي بلاستيك معاد تدويره يعادل 218 ألف كوب بلاستيكي و نصف مليون زجاجة بلاستيكية، ويتم الأن الإستعداد لإنشاء طريق أخر في مدينة هولندية أخري.

الاعشاب البحرية بدل البلاستيك

الحرب ضد وبال البلاستيك قادت المهندسين والباحثين للبحث عن مواد أخري صالحة للإستخدام في تغليف المنتجات الغذائية، والبلاستيك العضوي هو نوع من البلاستيك يصنع بإستخدام المواد البيولوجية المتجددة مثل الزيوت والدهون النباتية والنشاء النباتي أو نشارة الخشب أو المخلفات الغذائية هو بديل مناسب للبلاستيك المصنوع من منتجات البترول، و في أندونسيا قامت شركة ايفووير الناشئة بالتعاون مع مزارعي الأعشاب البحرية لتصنيع بلاستيك عضوي من الأعشاب البحرية يتستخدم في تغليف السندوتشات والبرجر ومغلفات القهوة والملح والسكر و الصابون. هذا النوع من البلاستيك العضوي قابل للذوبان في الماء الساخن لتقليل المخلفات إلي الصفر، ومواد التغليف تلك أيضا قابلة للاكل ومغذية ومستدامة.

البلاستيك الإجتماعي

اكبر مخاطر البلاستيك هي تأثيره علي الحياة البحرية. فيقدر البعض أنه بحلول 2050 سيكون هناك مخلفات بلاستيك بعدد أكبر من أعداد الأسماك في المحيطات. وأحد الإفكار لمنع وصول البلاستيك للمحيطات هي فكره غريبة للغاية، وهي أنشاء بنك أجتماعي للبلاستيك يدفع للناس أموال أو خدمات(مثل دفع رسوم المدارس او فواتير استهلاك الكهرباء ألخ) مقابل نفاياتهم البلاستيكية، بغرض تشجيع الناس علي تجميع البلاستيك قبل ان يدخل المجاري المائية والمحيطات، وفي نفس الوقت يساعد المشروع في محاربة الفقر ويزيد من الدخل ويقلل من المخلفات الملقاة بالشوارع ويقلل من كمية البلاستيك المهدور التي تذهب للمحيطات. الغرض من البنك هو ان يصبح البلاستيك ذو قيمة للناس تمنعهم من إلقاءه في المخلفات. يقوم البنك ببيع هذا البلاستيك للشركات محققاً ربح جيد للبنك، هذا الفكره مطبقة الأن في بعض الأماكن في البرازيل والفلبين وهايتي و مخطط لفتح مواقع أخري في جنوب أفريقيا والهند وبنما والفاتيكان.