وزير الخارجية الكويتي يترأس وفد بلاده المشارك في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي
يترأس وزير الخارجيةالشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وفد دولة الكويت المشارك في اجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في دورته ال49 والمنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الفترة من 16 - 17 مارس 2023 حيث تم بحث مجمل القضايا والتحديات الراهنة التي يشهدها العالم الإسلامي وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والتصعيد المستمر في القدس والانتهاكات المتكررة من العدوان الإسرائيلي.
كما تمت مناقشة أطر تعزيز التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب ومواجهة الاسلاموفوبيا ودعم آليات التعاون المشتركة والوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في المنظمة تكريسا لقيم الدين الاسلامي الحنيف والدفاع عنها.
وألقى وزير الخارجية كلمة دولة الكويت في هذا الاجتماع جاء نصها على النحو التالي: "بسم الله الرحمن الرحيم الحمدالله والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى وعلى آلة وصحبه أجمعين.. .معالي الأخ / محمد سالم ولد مرزوك وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الموريتانية الإسلامية.. .
معالي الأخ / حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.. .
الإخوة أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.. .. الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة وبركاته يسرني في البداية أن أستثمر هذه الفرصة لأهنئكم بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك داعيا الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى أمتنا الاسلامية بالخير واليمن والبركات.
كما يسرني أن أعرب عن خالص تقديرنا وجزيل شكرنا للجمهورية الموريتانية الإسلامية على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم في الضيافة.. .والشكر موصول أيضا إلى جمهورية باكستان الإسلامية على جهودها وعلى ما بذلته خلال رئاستها الدورة الماضية لمجلسنا هذا.
كما أعرب عن بالغ التقدير لمنظمتنا المباركة وأمينها العام وكوادرها الكفؤة على ما يقومون به من جهود خيرة تجاه تفعيل العمل الإسلامي المشترك. أخواني أصحاب السمو والمعالي.. .الحضور الكريم يأتي انعقاد اجتماعنا هذا في موريتانيا العزيزة مرفأ الشعر والشعراء وأمتنا الإسلامية تواجه العديد من الأخطار الجسام التي يفرضها ما يشهده العالم من أحوال وأهوال وظروف معقدة وحروب دامية وكوارث طبيعية مقلقة وأوبئة منتشرة.
تشكل جميعها تحديات غير مسبوقة باتت لا تعترف بحدودنا الجغرافية كحد لآثارها وتنذر بمرحلة جديدة مليئة بالكثير من الصعاب التي لا قبل لأي دولة منا على مواجهتها والتغلب عليها دون أخواتها وعمقها الإسلامي.
أخواني أصحاب السمو والمعالي.. .الحضور الكريم إن جسامة هذه الصعاب والتحديات تستوجب منا أن نستنهض هممنا ونستجمع قوانا ونوحد مواقفنا وسياساتنا.
لنزرع بذور الأمل في قلوب ونفوس شعوبنا التي عانت من مشاعر اليأس والظلم والاجحاف جراء غياب الإرادة الدولية الصادقة في ضمان الحل العادل لقضاياها المستحقة رغم ما يتوافر لديها من قرارات دولية ملزمة أضحى معظمها بكل أسف حبرا على ورق.
فمن غير المقبول أن نبقى دون رؤية واضحة وشاملة لخطة تجمعنا وتضمن تفعيل العمل الإسلامي المشترك بشكل تمكننا من نبذ جميع أشكال الفرقة واختلاف وجهات النظر حيال كيفية مواجهة هذه الأخطار والتحديات.
لنصل إلى حشد طاقاتنا ومواردنا في سبيل خدمة مصالحنا المشتركة لنجسد بذلك حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ولعل أهم هذه التحديات وأخطرها هي حالة الجمود المزمنة التي تعاني منها القضية الفلسطينية التي ستبقى دائما وأبدا الهم الذي يشغل الوجدان العربي والإسلامي.
ولأننا دعاة سلام فقد آن الأوان للعالم أجمع أن يدرك بأنه لا مجال لمنطقتنا أن تنعم بالاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل لهذه القضية وبشكل يتماشى مع تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوب الأمة الإسلامية بأسرها. وفيما يتعلق بظاهرة الإسلام فوبيا وما يتعرض له ديننا الإسلامي الحنيف من حملات متعمدة تهدف إلى النيل منه ومن صورته السمحة ولمبادئه الداعية إلى الاعتدال والسلام وقبول الآخر مهما كان مختلفا فإنه تقع على عاتقنا نحن جميعا مسؤولية حماية صورته الحقيقة والدفاع عنها.
وفي هذا الإطار أود أن أشيد بالجهود المضنية والمقدرة المبذولة من قبل منظمتنا والتي توجت بإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلان منتصف شهر مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة ظاهرة الإسلام فوبيا.
وفي الختام.. .أخواني أصحاب السمو والمعالي.. .الحضور الكريم يحدوني كل الأمل بأن نتمكن في اجتماعنا المبارك هذا أن نجمع كلمتنا على الخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تمكننا من التغلب على كل هذه التحديات التي تواجهنا.. .لأنه وبكل بساطة.. .قدرنا ومصيرنا نحن المسلمين واحد.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."