أسعار المنازل في بريطانيا تنخفض بنحو 4%.. فما الأسباب والتفاصيل؟
كشفت تقارير حديثه، أن بائعي المنازل في بريطانيا الذين يقبلون تخفيض أسعارهم، يبيعون عقاراتهم بقيمة أقل بنسبة أربعة في المئة، أو بنحو 14 ألف جنيه استرليني (17500 دولار أميركي) في معدل وسطي.
كما أوضح موقع "زوبلا" Zoopla أنه على رغم تراجع الطلب على شراء المنازل في بريطانيا عما كان عليه قبل نحو عام، فإن تحسين الاختيارات واعتماد الواقعية من جانب البائعين، يشكلان عاملين مساعدين في تحريك المبيعات.
أشار الموقع الإلكتروني الذي يتتبع السعر الأول للطلب وسعر البيع الذي يتم الاتفاق عليه، لعدد من صفقات بيع المنازل، إلى أن الحسومات البالغة 14 ألف جنيه استرليني (17500 دولار أميركي) هي المعدل الوسطي، ما عدا المنازل التي جرى بيعها من دون تخفيض أسعارها.
وسجلت منصة "زوبلا" أن الطلب من جانب الأفراد الذين يتحينون فرص شراء منازل، تراجع بنسبة 43 في المئة عن العام الماضي، لكن حجم المبيعات التي تم الاتفاق عليها، انخفض فقط بنحو 16 فقط عن عام 2022.
ولفت الموقع إلى أن البائعين حققوا مكاسب كبيرة في أسعار المنازل على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي منحهم مزيداً من المرونة في ما يتعلق بالأسعار التي يتم الاتفاق عليها.
وأشار "زوبلا" إلى أن الذين يبحثون عن منازل لشرائها، أصبحت لديهم الآن خيارات أوسع بشكل عام، بحيث بات وكيل عقاري على سبيل المثال، يعرض مروحة من 25 منزلاً على المشتري، مقارنة بـ 14 منزلاً قبل نحو عام.
وأضاف أن الارتفاعات السريعة في أسعار الإيجارات، وسوق العمل القوية، والانخفاض في بعض معدلات الرهون العقارية، جميعها عوامل تساعد في دعم الطلب على شراء مساكن.
إلا أنه على رغم ذلك، ربما يستغرق بيع العقارات في المتوسط نحو 15 يوماً أطول من المدة التي كان يتطلبها في العام الماضي. وأشار موقع "زوبلا" إلى أن متوسط فترة البيع، تتفاوت ما بين 28 يوماً في اسكتلندا، و44 يوماً في لندن، وأن مناطق اسكتلندا وويلز وشمال شرقي إنجلترا ولندن، تشهد مستويات قوية نسبياً من الطلب على الشراء.
وأكد الموقع أنه يشهد تحولاً في المبيعات نحو الأسواق التي تقدم قيمة أفضل لقاء المال، وتوقع أن تشهد سوق الشقق في لندن مزيداً من النشاط والديناميكية عام 2023.
"زوبلا" لفت في المقابل، إلى أن الطلب على شراء المنازل هو أقل في المناطق التي قفزت فيها الأسعار بقوة، لا سيما خلال جائحة كورونا، وحيث تكون الأسعار أعلى من المتوسط الوطني.
وأوضح أن هذه الأسواق يؤثر فيها ارتفاع كلف الاقتراض على القدرة الشرائية للأفراد، وتشمل النصف الجنوبي لإنجلترا، ومناطق ميدلاندز في وسط المملكة المتحدة.
وجاء في تقرير الموقع العقاري الذي شمل شهر مارس (آذار)، أنه "من خلال مقارنة المبيعات في الشهر الفائت مع الفترة نفسها من العام الماضي، تبين لنا أن هناك ارتفاعاً في حصة المبيعات للعروض التي هي أرخص بـ 40 في المئة من سعر السوق. كما أننا نشهد تراجعاً في حصة المبيعات للعروض التي هي أعلى بـ 40 في المئة من سعر السوق".
ورأى تقرير الموقع العقاري أن "هذا يشكل دليلاً واضحاً على استمرار الطلب من الأشخاص الذين يشترون عقارات للمرة الأولى، أو الذين يقدمون على الخطوة الثانية (مشترون ابتاعوا منزلاً للمرة الأولى في السابق ويعيشون فيه، وينوون اتخاذ الخطوة التالية على سلم العقارات). كما أنه يشير إلى أن المالكين الراهنين للمنازل يعتمدون مزيداً من الحذر".
ويقول ريتشارد دونيل المدير التنفيذي لـ"زوبلا" إنه "يمكن تأكيد أن سوق الإسكان باتت أكثر توازناً مما كانت عليه قبل أكثر من ثلاثة أعوام".
وأضاف أن "مستويات العرض استقرت، وأن هناك تقارباً في النظرة إلى الأسعار ما بين المشترين والبائعين، وهذا يعني أن الاتفاق على عقد الصفقات يتم بمعدل متزايد".
وذكر دونيل أن "مستويات التسعير آخذة في التكيف نزولاً مقارنة بما كانت عليه قبل عام، لكن المخاوف من حدوث هبوط كبير في الأسعار تعد أمراً مبالغاً فيه".
وأوضح أن "انخفاض معدلات الرهن العقاري وسوق العمل القوية، عاملان يعززان مستويات النشاط لدى الأفراد الذين ينوون المضي في قراراتهم والذين يحتاجون إلى أن يكونوا واقعيين في شأن السعر، إذا كانوا جادين في الانتقال إلى منازل يمتلكونها عام 2023".
وقال المدير التنفيذي لموقع "زوبلا": "نتوقع أن تواصل مستويات النشاط العقاري التحسن بشكل مطرد خلال فترة عيد الفصح، وفي الصيف المقبل، وفي (النصف الثاني من العام)".
كيفن شو المدير العام للمبيعات الوطنية في "مجموعة ليدرز رومانس" Leaders Romans Group (LRG) (شركة خدمات عقارية)، اعتبر أن "الأهم من ذلك، أننا نرى القليل من البائعين والمشترين الذين لم يحسموا أمرهم بعد: فأولئك الموجودون في السوق اليوم هم أشخاص جديون في الانتقال".
مات سميث الخبير في الرهون العقارية لدى موقع العقارات الإلكتروني "رايت موف" Rightmove، أشار من جانبه إلى أن حجم تخفيضات معدل الرهن العقاري من جانب المقرضين ازداد بوتيرة متسارعة".
ورأى أن ذلك "يعكس الثقة المتزايدة من جانب المقرضين بالاتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة، بعد إعلان ’بنك إنجلترا‘ Bank of England عن سعر الفائدة الأساسي. وربما تكون هذه إشارة إلى أن المقرضين يتنافسون بنشاط على الأعمال التجارية من مشترين محتملين للمنازل".
ورجح سميث أخيراً: "مع اقتراب عطلة عيد الفصح، يمكننا أن نتوقع أن تظل المعدلات ثابتة أو حتى أن تنخفض وتيرتها قليلاً الأسبوع المقبل، ويعود ذلك جزئياً للعطلات الرسمية من جهة، وإلى أن المقرضين يعملون على تقييم تأثير نشاط إعادة التسعير الأخيرة".
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون