اليابان.. تثير فضول الكويتيين لسبر أغوار وجهة سياحية مثيرة

اليابان.. تثير فضول الكويتيين لسبر أغوار وجهة سياحية مثيرة
تقرير/ كونا

- (أيا كان ما تبحث عنه ستجده حتما مع خيارات أخرى لا تنتهي هنا في اليابان).. شعار وغاية يختزلان الكثير من التنوع السياحي الذي تكتنزه اليابان التي أضحت بفضل طبيعتها الخلابة وثقافتها المبهرة إحدى وجهات السفر الجذابة والمثيرة للاهتمام ما دفع بالسائحين من مختلف دول العالم لاسيما الكويتيين للتفكير في سبر أغوار تلك الوجهة المثيرة.

ويقف المسافر إلى اليابان التي تبدو حلما يراود الكثيرين بفضل صورتها الذهنية التي تتراوح بين الروبوتات العالية التقنية والقرى الصغيرة التي كان يعيش فيها مقاتلو الساموراي في العصور السابقة أمام العديد من التساؤلات التي يتمحور معظمها حول سبل التغلب على حاجز اللغة اثناء التعاملات بالإضافة إلى توفر الأطعمة والمطاعم الحلال وكيفية التنقل داخل اليابان وأسعار التذاكر الطيران والفنادق من اجل وضع أفضل الاختيارات والاقتراحات لبرامج رحلات مميزة.

وفي هذا السياق قامت وكالة الانباء الكويتية (كونا) بالتحاور مع السفارة اليابانية والعديد من الناشطين والافراد المهتمين بهذا الموضوع للاجابة عن تلك التساؤلات والاستفسارات وتوضيح العديد من الأمور التي تخص السفر الى بلاد الشمس المشرقة.

وقال السكرتير الثاني في السفارة اليابانية في دولة الكويت اراتا تاتسومي اثناء لقاء مع (كونا) اليوم الخميس ان العديد من الكويتيين يبدون اهتماما كبيرا بالثقافة اليابانية لاسيما الثقافة الشعبية سواء كانت الرسوم اليابانية المتحركة (الانمي) او القصص المصورة (المانجا) او موسيقى البوب اليابانية (جي-بوب).

واكد تاتسومي ان الثقافة اليابانية التقليدية أيضا لها محبوها موضحا ان "بعض عشاق اليابان من الكويتيين لديهم المام عميق بفنون تقليدية كتحضير الشاي على الطريقة اليابانية (السادوه) وفن تنسيق الورد (الاكيبانا) وغيرها".

وأضاف الدبلوماسي الياباني ان جمال الطبيعة في اليابان من العناصر الجذابة للمسافرين الكويتيين مبينا ان "العديد من الكويتيين يحبون ان يروا تفتح أوراق شجرة زهرة الكرز في اليابان ونتيجة لذلك تقوم السفارة باستقبال العديد من طلبات تأشيرات السفر في بداية شهر مارس ومنتصف ابريل".

وقال تاتسومي ان هناك ازديادا ملحوظا في طلبات السفر الى اليابان منذ اعادة فتح هذا الاجراء في أكتوبر الماضي مشيرا الى ان النسبة ارتفعت الى عشرين بالمئة عند مقارنة الأرقام بين يناير عام 2020 ونفس الفترة عام 2023.

وكشف تاتسومي عن ان السفارة اليابانية تستقبل في اليوم حوالي عشرين طلب تأشيرة سفر وفي بعض الأحيان يصل عدد الطلبات الى ما بين ثلاثين وأربعين طلب تأشيرة في اليوم الواحد.

وقال ان السفارة اليابانية ترحب بالأسئلة المتعلقة بالسفر الى اليابان مؤكدا ان أعضاء السفارة يقومون بجهود واضحة في هذا المجال اثناء مشاركاتهم في المعارض والمناسبات الثقافية في الكويت سواء بتوزيع الكتيبات عن السفر الى اليابان او الإجابة عن تساؤلات المهتمين في هذا الموضوع.

وتحدث تاتسومي عن جهود الحكومة اليابانية في استقطاب المسافرين من الكويت والدول العربية والإسلامية موضحا ان القطاعات الحكومية والأهلية في اليابان تضع في عين الاعتبار تسهيل السياحة والسفر من دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خصوصا.

وأشار إلى ان الحكومة اليابانية أطلقت في عام 2018 خطة عمل ترمي الى تسهيل الأمور للمسافرين المسلمين وتلبية احتياجاتهم بمشاركة القطاع العام والخاص في اليابان.

وأضاف انه في نوفمبر عام 2021 قامت هيئة السياحة الوطنية اليابانية (جي ان تي او) بفتح اول مكتب لها في منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في دبي بغرض الترويج للسياحة الى اليابان في المنطقة وخصوصا في دول الخليج العربية.

وأكد تاتسومي ان السفارة اليابانية لديها رغبة في التعاون مع الهيئة في جهودها لدعم السياحة الى اليابان من دولة الكويت.

وأوضح ان الهيئة تجمع معلومات عن الفنادق والمطاعم الحلال وأيضا دور العبادة للمسلمين في اليابان وتضع تلك المعلومات في موقع (دليل المسافرين المسلمين).

وقال انه تم تطوير العديد من التطبيقات الالكترونية مثل (حلال نافي) المختص في إيجاد مطاعم الحلال في اليابان والمساجد و(اوكاشي جكر) الذي يترجم مكونات الأطعمة اليابانية للتسهيل على المسافرين المسلمين واستقطابهم.

ومن ناحيته قال سعد الهاجري وهو مدرب معتمد وصاحب حساب الانستغرام (سعد جي بي ان) انه أنشئ الحساب لغرض عرض محتوى متخصص باللغة العربية حول السفر الى اليابان والتجول فيها وأيضا للتقريب بين الثقافة العربية واليابانية.

وقال الهاجري ان الحساب الذي يتابعه أكثر من 56 ألف مستخدم يحتوي على معلومات عميقة ودقيقة عن كل ما هو متعلق باليابان من حيث السياحة والتنقل داخل البلد وايضا معلومات ثقافية وتاريخية واجتماعية.

وأضاف الهاجري ان حلم السفر الى اليابان راوده منذ الصغر عندما كان يشاهد الرسوم المتحركة اليابانية المدبلجة باللغة العربية وأيضا برنامج الألعاب الياباني الحصن الذي كان يعرض في تلفزيون دولة الكويت في الثمانينيات.

وقال ان "محبي الترتيب والتنظيم يجدون انفسهم في اليابان" مؤكدا ان زيارة اليابان لا تقتصر على التجربة السياحية بل يمكن للمسافر ان يستفيد من ثقافة الاحترام والمسؤولية المجتمعية اثناء زيارة البلد.

وكانت اول زيارة للهاجري الى اليابان في سنة 2007 وسبق هذه الزيارة تخطيط وبحث قبل السفر حيث كان يتردد على السفارة اليابانية ليستفسر عن المعلومات التي تمكنه من تحقيق حلمه.

واستمر الهاجري في السفر الى اليابان منذ ذلك الوقت وأحيانا يتجه اليها ثلاث مرات في السنة لعشقه للبلد وانبهاره بثقافتها وطبيعة الحياة فيها.

وقرر الهاجري عام 2012 انشاء حساب انستغرام خاص به في البداية ومن ثم تحول الى حساب متخصص عن اليابان نظرا للاقبال الشديد من قبل المستخدمين ورغبتهم في معرفة كل ما يتعلق باليابان من حساب عربي متخصص.

وأكد الهاجري انه في البداية كان يضع صورا عن تجربته الخاصة في السفر الى اليابان و لم يتوقع ردود الفعل الإيجابية والاهتمام المتزايد من قبل المستخدمين للمعلومات عن اليابان باللغة العربية.

وقال الهاجري عن الحساب إنه يتضمن معلومات تفصيلية عن كيفية السفر الي اليابان والتنقل داخل البلد عند الوصول واماكن قد تثير اهتمام السائح والمسافر العربي بالإضافة الى معلومات اجتماعية وثقافية مثل أهمية التزام الهدوء في داخل القطارات واحترام النظام.

وأضاف الهاجري ان الحساب يتلقى العديد من الرسائل قد تصل الى أكثر من تسعين رسالة في بعض الاحيان من قبل الراغبين بالسفر الى اليابان وأيضا مسافرين عرب في اليابان يستفسرون عن العديد من الأمور ويحتاجون مساعدة ويحاول هو ان يرد على الرسائل بقدر المستطاع.

واوضح ان اليابانيين المهتمين بالثقافة العربية أيضا يستخدمون الحساب للاطلاع على راي العرب في بلدهم وأيضا يستفيدون في التعرف على الشعوب العربية والمسلمة.

وأكد الهاجري ان اهتمامه بكل شيء متعلق باليابان وطد علاقته بالسفارة اليابانية في دولة الكويت التي ترشح حسابه في انستغرام على الدوام للاجابة عن الاستفسارات والتساؤلات.

وقال ان اللغة يمكن ان تشكل عائقا اثناء السفر الى اليابان ولكن قد يتمكن الشخص من التواصل عن طريق التطبيقات اللغوية للهاتف الذكي لتخطي هذا الحاجز.

واشار الهاجري الى ان المامه واهتمامه باليابان قاداه لان يكون اول شخصية خليجية عربية تلقي محاضرة عن اليابان سنة 2018 في مقر السفارة اليابانية بحضور حوالي 86 شخصا.

وتمنى الهاجري ان تفيد خبرته كل من يتمنى السفر الى اليابان التي يراها كتجربة فريدة من الممكن ان يتعلم منها الفرد أمورا عديدة منها التنظيم في أمور الحياة والترتيب والاهتمام بالوقت وهي أشياء قد تبدو بديهية لكن مهمة في حال ارادت الشعوب ان تنهض وتتطور في جميع مجالات الحياة.

وبدوره قال الأستاذ المساعد في اللغويات التطبيقية بجامعة الكويت وأحد المسافرين الدائمين الى اليابان الدكتور خالد البحري ان السفر الى هناك يحتاج الى تخطيط دقيق لتقليل المصاريف والاستمتاع بالتجربة والزيارة.

ولفت الى ان اول تجربة سفر له الى اليابان كانت في عام 2010 اذ كان من ضمن مجموعة سياحية مكثت قرابة أسبوعين في تلك الدولة.

واكد الدكتور البحري ان "الرحلة كانت في غاية التنظيم اذ تمت زيارة العديد من المعالم الرئيسية في البلاد ولكنني شعرت ان التجربة تحتاج الى التكرار لان مدة الرحلة كانت قصيرة بالنسبة لي".

وبين ان السفر الى اليابان لا يعني بالضرورة صرف مبالغ خيالية لغرض الاستمتاع مؤكدا ان اليابان مثل باقي الدول تحتاج الى دراسة لمعرفة التكاليف المناسبة لكل مسافر.

واوضح انه على سبيل المثال يحمل شخصيا في بعض الاحيان مبلغ حوالي 000ر21 ين ياباني (حوالي 50 دينارا كويتيا او 162 دولارا امريكيا) وهو أكثر من كاف لتغطية مصاريف التنقل والطعام والتبضع مؤكدا ان كل شخص يستطيع تحديد احتياجاته اثناء السفر الى اليابان.

وشدد على أهمية اختيار الوقت والموسم المناسب للسفر الى اليابان موضحا ان السفر في فصل الشتاء يكون اقل تكلفة من ناحية تذاكر الطيران والفنادق مقارنة بفصل الربيع.

وقال ان سعر تذاكر السفر تتراوح ما بين 300 و500 دينار كويتي (977 الى 1629 دولارا امريكيا) للتذكرة في معظم أيام السنة ولكن يمكن ان تقفز الأسعار الى حوالي 700 دينار (2281 دولارا) للتذكرة إذا ما قرر الشخص الحجز متأخرا او في فترة الأعياد والمواسم.

ومن جانبه قال محمد الموسوي وهو موظف في القطاع البنكي انه لطالما كان يحلم بالسفر الى اليابان من الصغر وذلك لحبه لألعاب الفيديو والرسوم المتحركة اليابانية.

وأشار الموسوي الى ان أصدقاءه دائما كان لديهم انطباع جيد عن السفر الى اليابان ولكن بالنسبة له كان لديه انطباع شخصي ان السفر الى اليابان مكلف جدا من حيث أسعار تذاكر وأيضا متعب لطول الرحلة الى هناك.

وأضاف الموسوي ان حاجز اللغة وندرة الاكل الحلال والمطاعم على حسب علمه ثبطا من عزيمته للسفر الى اليابان ولكن اكتشف ان هناك عدة حلول لتلك العوائق مما يشجعه على التخطيط للسفر في أقرب فرصة ممكنة

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار