كيف يبدوا شكل الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب؟
أظهرت تقارير حديثه، أن الاقتصاد العالمي آخذ بالنمو البطيء على الرغم من تقديرات صندوق النقد الدولي المتشائمة.
ويبدو أن الاقتصاد العالمي اليوم، يعيش مرحلة مربكة ومطمئنة في آن واحد معا، بطالة آخذة بالتراجع التدريجي في عديد الأسواق، بينما التضخم آخذ بالهدوء.
ونظرا لهذه المفارقة، فإن هناك طريقتين مختلفتين تماما للنظر إلى الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي: ما تقوله البيانات، وما يحذر التاريخ من أنه قد يحدث بعد ذلك.
تشير معظم البيانات الأخيرة إلى أن الاقتصاد العالمي آخذ بالنمو البطيء على الرغم من تقديرات صندوق النقد الدولي المتشائمة، أصبحت سوق العمل اليوم في أوروبا والولايات المتحدة وعديد الاقتصادات الناشئة في تراجع.
أشارت التقارير، إلى أنه حتى التضخم، وهو السحابة السوداء الطويلة في سماء الاقتصاد المشمسة، تظهر عليه علامات التبدد، إذ أظهرت بيانات أمريكية صدرت يوم الأربعاء أن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 5% في مارس مقارنة بالعام السابق، وهي أبطأ وتيرة في نحو عامين.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل الأخبار السارة، ما يزال الاقتصاديون قلقين من أن الركود في الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، في الطريق، أو أن الاحتياطي الفيدرالي وبعض البنوك المركزية ستتسبب في محاولة كبح جماح التضخم.
وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن كارين دينان الخبيرة الاقتصادية بجامعة هارفارد والمسؤولة السابقة في وزارة الخزانة: "كانت البيانات العالمية مطمئنة.. الأشياء التي نشعر بالقلق حيالها هي كل الأشياء التي ليس لدينا الكثير من البيانات الصعبة عنها".
القطاع المصرفي الأمريكي
تسبق معظم البيانات الحديثة انهيار بنك وادي السيليكون والاضطراب في النظام المصرفي الذي أعقب ذلك، هناك دلائل على أن المقرضين الصغار ومتوسطي الحجم قد بدأوا في تشديد معايير الائتمان الخاصة بهم استجابة للأزمة.
هذا التشديد في الولايات المتحدة ودول في أوروبا، يمكن أن يدفع الشركات إلى تقليص التوظيف والاستثمار، لن يكون مدى الآثار الاقتصادية واضحًا لأشهر، لكن العديد من المتنبئين -بمن فيهم الاقتصاديون في الاحتياطي الفيدرالي- قالوا إن الاضطرابات جعلت الركود أكثر احتمالية.
أسعار الفائدة
بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة منذ أكثر من عام، لكن تأثير هذه الزيادات بدأ للتو في الظهور في أجزاء كثيرة من الاقتصاد.
فقط في مارس/آذار الماضي بدأت صناعة البناء بالتخلي عن الوظائف، على الرغم من أن سوق الإسكان كان في حالة ركود منذ منتصف العام الماضي.
المصنعون أيضا، كانوا يضيفون وظائف حتى وقت قريب، وما يزال المستهلكون في المراحل الأولى من الصراع مع ما تعنيه المعدلات الأعلى لقدرتهم على شراء السيارات ودفع أرصدة بطاقات الائتمان وتحمل أشكالا أخرى من الديون.
يتوقع اقتصاديون أن يتحول النمو الإجمالي للوظائف إلى الوضع السلبي في أقرب وقت هذا الصيف، حيث يؤثر التأثير المشترك لسياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي وأزمة الإقراض المصرفي على الاقتصاد، مما يؤدي إلى خفض الوظائف.
ويرى تحليل لصحيفة نيويورك تايمز أن صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي "فعلوا أكثر من اللازم" لترويض التضخم، لكن من المرجح أن يرفعوا أسعار الفائدة مرة أخرى على أي حال.
ومع ذلك، يجادل اقتصاديون آخرون بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس لديه خيار سوى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة حتى يتراجع التضخم بشكل نهائي.
صراع الشرق والغرب
ما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي هو الصراع بين الشرق ممثلا بالصين، والغرب ممثلا بالولايات المتحدة وبدرجة أقل، الاتحاد الأوروبي، هذا الصراع قد تنجم عنه أزمة سلاسل توريد عالمية.
تعتبر الصين اليوم، أكبر مصدر للسلع حول العالم، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والسواد الأعظم من الدول النامية، وأي صراع بين بكين وواشنطن، سيصل صداه إلى مختلف الاقتصاد العالمي.
في أكثر من مناسبة قال صندوق النقد الدولي، إن أي صراع تجاري بين بكين وواشنطن، من شأنه أن يفقد الناتج الإجمالي العالمي قرابة 1%.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون