«كامكو إنفست»: أسعار الغاز الطبيعي تشهد انخفاضا لتصل الى مستويات ما قبل الصراع بين روسيا وأوكرانيا

«كامكو إنفست»: أسعار الغاز الطبيعي تشهد انخفاضا لتصل الى مستويات ما قبل الصراع بين روسيا وأوكرانيا
الغاز الطبيعي ( الإنترنت)

أظهر تقرير حديث لمؤسسة كامكو إنفست حول أداء أسواق الغاز الطبيعي العالمية، أن أسعار الغاز الطبيعي بدأت في التراجع منذ بداية العام الحالي. حيث تأثرت توقعات الطلب سلباً على خلفية اعتدال معدلات الطلب خلال فصل الشتاء والشعور السلبي تجاه الاستهلاك الصناعي والذي ساهم في تعزيزها مواصلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة. إذ انخفض مؤشر الغاز الطبيعي الشهري للبنك الدولي بنسبة 59.1 في المائة خلال الستة أشهر الماضية مما يؤكد ضعف الشعور العالمي تجاه الغاز الطبيعي.

وللمرة الأولى خلال الشتاء الماضي واجهت الدول الأوروبية نقصاً في إمدادات الغاز خلال فصل الشتاء نتيجة تداعيات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. إلا أن الدول الأوربية لم تشعر بنقص الغاز خلال الشتاء نتيجة للطقس المعتدل وتأمين دول الاتحاد الأوروبي بدائل للغاز الروسي. وساهمت تلك التطورات في الحد من الشعور السلبي في سوق الغاز تجاه قدرة الدول الأوروبية على الحصول على إمدادات غاز بديلة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي العالمية.

أسعار الغاز الطبيعي

ووفقاً للبنك الدولي، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في أبريل 2023 بنسبة 66.9 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 2.16 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وبالمثل، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية لشهر أبريل 2023 بنسبة 58.0 في المائة على أساس سنوي ليصل المتوسط الشهري إلى 13.52 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما تراجع المتوسط الشهري لسعر الغاز الطبيعي المسال الياباني لشهر أبريل 2023 بنسبة 3.4 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 15.73 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. كما شهدت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال في أوروبا وآسيا ثلاث تراجعات شهرية متتالية خلال الفترة الممتدة ما بين ديسمبر 2022 ومارس 2023. وفي مارس 2023، بلغ متوسط أسعار العقود الفورية للغاز الطبيعي 13.35 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بينما تراوح المتوسط الشهري على عقود مرفق نقل الملكية في حدود 13.87 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

أما على صعيد الاستهلاك، فمن المتوقع أن ينمو الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي بما نسبته 1 في المائة خلال العام 2023 بدعم من الولايات المتحدة والصين وبعض الأسواق الناشئة خاصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفقاً لمنتدى الدول المصدرة للغاز. في حين انخفض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من العام. كما انخفض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي إلى 40 مليار متر مكعب في يناير 2023 مدفوعاً بصفة رئيسية بارتفاع درجات الحرارة بمستويات أعلى من المتوسط، مما أثر على الطلب على التدفئة في القطاع السكني بالإضافة إلى التدابير التي تم اتخاذها لخفض استهلاك الغاز.

وبالمقارنة، انخفض استهلاك الغاز في الولايات المتحدة بنسبة 8.8 في المائة على أساس سنوي بسبب تباطؤ وتيرة النشاط الصناعي بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة. وفي فبراير 2023، تراجع استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي هامشياً بنسبة 0.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 38.5 مليار متر مكعب، بينما شهد استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة انخفاضاً بنسبة 5.9 في المائة على أساس سنوي خلال نفس الفترة. وواصل استهلاك الغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي تراجعه في مارس 2023 حيث سجلت الكتلة الأوروبية انخفاضاً بنسبة 13 في المائة على أساس سنوي، ليصل الاستهلاك إلى 34.1 مليار متر مكعب.

تراجع الطلب في أوروبا وأمريكا

وفي الوقت الذي تراجع فيه الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا والولايات المتحدة زاد استهلاك الغاز الطبيعي في الصين منذ بداية العام 2023. وفي فبراير 2023، نما الطلب على الغاز الطبيعي في الصين بنسبة 4.6 في المائة على أساس سنوي إلى 31 مليار متر مكعب فيما يعزى بصفة رئيسية إلى رفع تدابير احتواء الجائحة وبرودة الطقس أكثر مما كان متوقعاً في السابق. ومن المتوقع أن ينمو الطلب على الغاز الطبيعي في الصين بمقدار 19 مليار متر مكعب أو بنسبة 5.1 في المائة في العام 2023 ليصل إلى 386.5 مليار متر مكعب، وفقاً لمعهد أبحاث مؤسسة البترول الوطنية الصينية. ومن المتوقع أن يؤدي نمو القطاع الصناعي في الصين، لاسيما قطاع الصلب والزجاج إلى الجزء الأكبر من نمو استهلاك الغاز الطبيعي في البلاد خلال العام. من جهة أخرى، انخفض استهلاك اليابان من الغاز بنسبة 1.9 في المائة على أساس سنوي في مارس 2023 إلى 9 مليار متر مكعب فيما يعزى في الغالب إلى تأثيرات سياسة توفير الطاقة وتأثير الطقس المعتدل. في المقابل، سجل استهلاك الغاز الطبيعي في الهند نمواً بنسبة 4.2 في المائة على أساس سنوي في كل من شهري يناير وفبراير 2023 ليصل إلى 4.5 مليار متر مكعب في فبراير 2023. وكان تزايد استهلاك الغاز الطبيعي في الهند بدعم رئيسي من انتعاش قطاع الأسمدة في البلاد والذي شهد نمواً بنسبة 31 في المائة على أساس سنوي في فبراير 2023.

ووفقاً لأحدث توقعاتها للطاقة على المدى القصير، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يتراجع استهلاك الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة في العام 2023 بنسبة 1.3 في المائة مقارنة بكمية الاستهلاك في العام 2022 ليصل إلى 87.37 مليار قدم مكعب يومياً (2.47 مليار متر مكعب يومياً) مما يعكس انخفاض الاستهلاك المتوقع للقطاع الصناعي.

ومن المتوقع أن يرتفع العرض العالمي للغاز الطبيعي بنسبة 4 في المائة في العام 2023 وفقاً لوكالة الطاقة الدولية. وإن كان هذا النمو لن يتم توزيعه بالتساوي على مناطق إنتاج الغاز في العالم. وبصفة عامة، من المتوقع أن تظل إمدادات الغاز العالمية محدودة في العام 2023 نتيجة لتأثرها بانخفاض إمدادات خطوط انابيب الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن ينمو العرض العالمي للغاز الطبيعي المسال بمقدار 20 مليار متر مكعب فقط أو بنسبة 4 في المائة في العام 2023 مدفوعاً بصفة رئيسية بزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة. إلا أنه من المتوقع الا يتمكن نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بتعويض التخفيض المتوقع لإمدادات خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، انخفضت إمدادات الغاز الطبيعي لخط الأنابيب الروسي إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية بنسبة 70 في المائة (50 مليار متر مكعب) على أساس سنوي خلال موسم التدفئة 2022/2023. وانخفضت حصة استهلاك الغاز الطبيعي في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوروبا التي تمت تلبيتها من خلال إمدادات الغاز الطبيعي لخطوط الأنابيب الروسية إلى أقل من 10 في المائة خلال موسم التدفئة 2022/2023. نتيجة لذلك، ما يزال هذا التراجع الحاد لإمدادات الغاز الروسي الموجهة إلى أوروبا يفرض حالة من عدم اليقين لإمدادات الغاز العالمية في العام 2023. وبالفعل، زاد صافي واردات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا بنسبة 8 في المائة على أساس سنوي خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام 2023، حيث تسعى الدول الأوروبية للاستفادة من أسعار الغاز المنخفضة التي لم تشهدها منذ أغسطس 2021. وبصفة عامة، ارتفعت إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام 2023 بدعم رئيسي من تزايد إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ التي شهدت نمواً بنسبة 2 في المائة و5.5 في المائة على أساس سنوي، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية. وكانت قطر وإندونيسيا وأستراليا وماليزيا من الدول الرئيسية التي ساهمت في نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال هذه الفترة. وبالمقارنة، تراجعت صادرات الغاز الطبيعي المسال للولايات المتحدة بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام 2023 فيما يعزى بصفة رئيسية إلى تأخير إعادة تشغيل محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال التي ظلت خارج نطاق العمل لمدة 8 أشهر نتيجة لتضررها من الحرائق العام الماضي.

كما تشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى وصول الإنتاج المسوق للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى 100.87 مليار قدم مكعب يومياً (2.86 مليار متر مكعب يومياً) في العام 2023، أي بزيادة قدرها 2.8 في المائة مقارنة بالعام 2022. أما بالنسبة للقطاعات، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تظل حصة الغاز الطبيعي الأمريكية من توليد الكهرباء ثابتة عند مستوى 39 في المائة على مدار عامي 2022 و2023 قبل أن تنخفض الى 37 في المائة في العام 2024. وفيما يتعلق بأسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يصل متوسط سعر عقود هنري هب الفورية نحو 2.94 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في العام 2023 ثم يرتفع إلى 3.71 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في العام 2024 على خلفية الارتفاع المتوقع لصادرات الغاز الطبيعي المسال في ظل عودة محطة فريبورت للغاز الطبيعي المسال إلى العمل بكامل طاقتها الإنتاجية بالتزامن مع الارتفاع المتوقع لاستهلاك الغاز الطبيعي في قطاع الطاقة الكهربائية.

دول مجلس التعاون الخليجي

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي من أبرز المناطق الرئيسية التي تتطلع إليها دول الاتحاد الأوروبي لإمدادات الغاز الطبيعي المسال في سعيها للتنويع بعيداً عن الطاقة الروسية. وتستغل شركات النفط الحكومية في المنطقة، مثل شركة الطاقة الرائدة أدنوك التابعة للحكومة الإماراتية، الصراع بين روسيا وأوكرانيا لتوسيع نطاق إنتاجها من الغاز الطبيعي وزيادة التزاماتها الاستثمارية في الوقت ذاته لاستهداف سوق الغاز في أوروبا. وتقوم أدنوك (شركة بترول أبوظبي الوطنية) حالياً بتوسعة مرافقها لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال وتوسيع نطاق بصمتها في مجال إنتاج الغاز الطبيعي العالمي في دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط. وكانت الشركة قد أعلنت عن استحواذها على حصة استراتيجية في شركة "نيوميد" للطاقة الإسرائيلية. كما أفادت شركة الطاقة أيضاً أن احدى شركاتها التابعة، أدنوك للإمداد والخدمات اللوجستية، اضافت خمس ناقلات غاز عملاقة تم بناؤها في الصين. وستقوم السفن بشحن غاز البترول المسال لتعزيز مرونة أدنوك لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز. من جهة أخرى، استعادت قطر مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم في العام 2022 وفقا لمنتدى الدول المصدرة للغاز. حيث قامت قطر بتصدير نحو 80 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال خلال العام 2022 تليها أستراليا (79 مليون طن) والولايات المتحدة الأمريكية (78 مليون طن) وروسيا (32 مليون طن).

وفي العام 2022، كانت الولايات المتحدة هي المحرك الرئيسي لصادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية مع مساهمة الدول الأخرى المصدرة للغاز مثل قطر وروسيا والنرويج بشكل ضئيل في زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال. وعلى عكس العام 2022، تبدو الأمور مختلفة حتى الآن. وفي مارس 2023، كانت قطر القوة الدافعة لصادرات الغاز الطبيعي المسال في الدول الأعضاء في المنتدى. حيث ارتفع معدل النمو الإجمالي لصادرات الغاز الطبيعي المسال لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 6.7 في المائة (1.11 مليون طن) على أساس سنوي في مارس 2023 لتصل إلى 17.66 مليون طن. ومثلت قطر 0.62 مليون طن أو ما يعادل 56 في المائة من إجمالي زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال من قبل الدول الأعضاء في المنتدى. ويعزى ارتفاع صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر إلى انخفاض أنشطة الصيانة في العام 2023 مقارنة بالعام 2022.

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار