"ورا مصنع الكراسي".. لماذا تثير الجدل والسخرية بمصر؟

أثارت لافتات دعائية في الشارع المصري بعنوان "ورا مصنع الكراسي" جدلا وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تساءل رواد السوشيال ميديا عن ماهية الإعلان، حتى تكشفت الصورة، واتضح أن الافتات عبارة عن دعاية وترويج لفيلم سينمائي جديد يحمل عنوان " رهبة - ورا مصنع الكراسي" من بطولة أحمد الفيشاوي، نسرين أمين، محمد لطفي، ثراء جبيل، محمود البزاوي، سماء إبراهيم، وياسر الطوبجي، ومن المقرر نزوله بدور العرض قريبا بعد البدء في الحملة الإعلانية والدعائية للفيلم على الطرقات.

لكن السؤال لماذا أثارت عبارة ورا مصنع الكراسي كل هذا الجدل؟

بالعودة لأصل العبارة نجدها تتمحور حول قصة مصنع الكراسي الذي تم تأسيسيه بمصر في ستينيات القرن الماضي، عندما خصص الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، 50 فدانًا لإنشاء أكبر مصنع لصناعة الكراسي في مصر، بحي الوراق بمنطقة إمبابة، لتنتعش مبيعات المصنع ويذاع صيته في بلدان عديدة.

وعندما تولي الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقاليد الحكم في مصر، بدأ عصر الانفتاح الاقتصادي، وأصبح مصنع الكراسي غير قادر على المنافسة العالمية، وبدأت رحلة الانهيار، ومع مرور الوقت بدأ العمال في التقاعد المبكر، ولجأت الدولة إلى تطبيق نظام الخصخصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تلك القلعة الصناعية المنهارة، حتى جاء عام 2012 وتم إعلان إغلاق المصنع رسميا.

تحول المشهد من قلعة صناعية عملاقة تنبض بالحياة، إلى غابة مهجورة مساحتها 50 فدانًا تسكنها الحيوانات الضالة، ويرتادها المشردون، والخارجون عن القانون، فأصبحت مقولة "ورا مصنع الكراسي" كناية عن الأعمال غير المشروعة، ولكنها كانت مقتصرة على أهالي حي الوراق وإمبابة فقط.

لكن مرت الأيام وبدأت مقولة "ورا مصنع الكراسي" في الانتشار بجميع أنحاء مصر، ولكن في سياق "السخرية" من الخصم والاستخفاف بقدراته، بعدما تحوّر معناها لتحمل دلالة أخرى وهي إلحاق الضرر بالخصم "ورا مصنع الكراسي".

كما خلدها الزعيم عادل إمام في أحد مشاهد فيلمه «مرجان أحمد مرجان» في إشارة إلى منطقة سكن مجهولة وراء المصنع في إمبابة.

كما استخدم الفنان أحمد مكي المصطلح للمرة الثانية في فيلم «لا تراجع ولا استسلام» علي لسان شخصية «حزلئوم» موجهاً حديثه إلى البطلة «جيرمين» التي قدمت دورها الفنانة دنيا سمير غانم.

كما قدّمت المذيعة داليا أبو عمر برنامج كوميدى ساخر بعنوان «ورا مصنع الكراسي»، على قناة نجوم إف إم خلال شهر رمضان فيما اعتبر البعض اسم البرنامج تجاوز أخلاقياً، خاصة أنه جاء ضمن برنامج يعرض فى شهر رمضان.

أما شهرة المقولة عالميا، فهي بدأت عندما لعب نادي بايرن ميونيخ الألماني مع النادي الأهلي المصري مباراة ودية في قطر عام 2012 قبل كأس العالم للأندية، وقبل المباراة نشر بايرن ميونيخ على صفحته في "فيسبوك" مشاركة عن المباراة، وعلق أحد مشجعي النادي الأهلي أن "الأهلي سيأخذكم وراء مصنع الكراسي"، ولاقى تعليقه إعجاب الآلاف، مما دفع القائمين على الصفحة ليسألوا المعلق عن مقصده.

وقتها رفع أحد المشجعين الأهلاوية، واسمه عبد الحميد فودة، لافتة، مكتوب عليها تعليق باللغة الإنجليزية: Al Ahly will take you behind the factory of chairs، ومعناها أن فريق الأهلي سينال من فريق بايرن ورا مصنع الكراسي.

وفي 24 يناير 2016 نشر نادي بايرن ميونيخ الألماني مقطع فيديو يظهر فيه أشهر لاعبيه وهم يرددون جملة "ورا مصنع الكراسي"، مصحوبا بتعليق: " ربما علينا أن نذكركم بين الحين والآخر أين تجدوا منافسي البايرن؟".

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون