الجروان:تعزيز دور الاسرة العربية يساهم في تماسك نسيج المجتمع العربي ويتصدى لمحاولات طمس هويتنا

الجروان:تعزيز دور الاسرة العربية يساهم في تماسك نسيج المجتمع العربي ويتصدى لمحاولات طمس هويتنا
لولوة العميري

اكد أحمد بن محمد الجروان رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أن الأسرة العربية لعبت دوراً بالغ الأهمية في فترات سابقة من الزمن في تربية الأطفال وتنشئة الشباب وإشرابهم القيم والمثل الراسخة في تراسنا ودياناتنا، مشددا على ان هذا ساهم بشكل حقيقي في تماسك نسيج المجتمع العربي لفترة طويلة، وعزز من قدرتنا على التصدي لكل محاولات طمس الهوية العربية التي تعرض لها في تاريخنا.

جاء ذلك في كلمته امام منتدى استدامة دور الأسرة في تنمية المجتمع الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية، ونظمه الاتحاد العام للخبراء العرب بالتعاون مع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة وتحت رعاية جامعة الدول العربية.

وقال الجروان ان تماسك النسيج الأسري كان أحد السمات المميزة لمجتمعاتنا العربية، كونه الدعامة الحقيقية لتماسك نسيج مجتمع أي دولة.

وشدد على اهمية أن جلسات هذا المنتدى كونها صممت بشكل يضم كافة المحاور المتعلقة بسبل الحفاظ على استدامة دور الاسرة في تنمية المجتمع العربي، موضحا ان المنتدىً ناقش دور المنظمات الدولية في تعزيز دور الأسرة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما القى الضوء على المرجعية الدينية لهذا الدور.

واضاف الجروان ان المنتدى يسعى إلى تعزيز دور الأسرة في ترسيخ قيم التسامح في مجتمعاتنا العربية وإرساء ثقافة السلام في دول ما بعد الصراع.

واشار الجروان الى ان تعزيز دور الأسرة العربية في تحقيق التنمية العربية الشاملة يتطلب ايضا إلقاء الضوء على تشريعاتنا الوطنية للوقوف على مدى قدرتها على معالجة القضايا الأسرية، بالإضافة إلى أهمية رصد وتحليل أثر وسائل الاتصالات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات على العلاقات الأسرية، وكذلك أثر وسائل الإعلام المختلفة التقليدي منها والحديثة، وتابع قائلا: أن الواقع الذي نعيشه بمفرداته المتعددة شكلت منظومة حياة مختلفة كلياً عن تلك التي عاشتها الأجيال السابقة.

واكد الجروان ان توقيت انعقاد المنتدى هام للغاية كون الدور الذي تقوم به الاسرة تراجع خلال الفترة الماضية بفعل العديد من العوامل، أهمها الانفتاح على الخارج ودخولنا عصر السماوات المفتوحة وما تبعه من إطلاق الأقمار الصناعية التي تبث مئات القنوات، وايضاً الإنترنت وما تبعه من انتشار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة التي يصعب التحكم في محتواها.

وقال إن الواقع العربي الذي نعيشه اليوم والذي تشهده الكثير من الدول العربية التي مرت بانقسامات ونزاعات داخلية يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأننا في حاجة ماسة إلى استعادة دور الأسرة العربية، ذلك الدور الراسخ في موروثنا الثقافي، والمستمد على أسس صلبه في دياناتنا.

واضاف الجروان: ان ما يحدث في السودان اليوم شاهداً على خطورة الصراع والانقسام والفتنه التي تشتعل نيرانها بين ليله وضحاها في أي دولة، والأخطر من ذلك أن تدخل بعض الدول وإرسال قواتها لمناطق النزاع بدعوى تهدئة الأوضاع وإجلاء رعاياها يحمل بين طياته أهداف أعمق بكثير من تلك الملعنة.

وقال ان اشتعال نيران الصراع الداخلي في أي مجتمع يفتح أبواب التدخل الخارجي الذي يستتبع تصاعد الأزمة وزيادة التحديات أمام تسويتها، معربا عن اسفه أن الصراع الذي يهدد بقاء الدولة ووحدتها وسيادتها يمثل من جانب أخر تهديداً جسيماً للأمن القومي العربي ككل.

وقال:ورغم إدراك صعوبة الملابسات والتحديات السياسية الداخلية التي تحيط بالمشهد في السودان، إلا أنني أتصور أن تعزيز دور الأسرة السودانية في التصدي لتلك الأزمة التي تعصف بهذا البلد الشقيق يمثل أحد أهم أدوات التهدئة إلى جانب الجهود الدبلوماسية التي تُبذل في هذا الإطار.

أهم الأخبار