تقارير.. ساعات العمل الطويلة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن العمل لساعات طويلة قد لا يؤدي فقط إلى الإرهاق والضغط النفسي، ولكنه يشكل أيضًا خطرًا كبيرًا على القلب والأوعية الدموية.
وفقا لموقع "health site" سلطت العديد الدراسات الضوء على الصلة المحتملة بين ساعات العمل المفرطة وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والمشاكل المتعلقة بالقلب، مما أثار مخاوف بشأن تأثير ثقافة العمل الحديثة لدينا على الصحة.
س: هل صحيح أن ساعات العمل الطويلة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟
ألقت الدراسات الحديثة التي أجرتها مؤسسات بارزة في جميع أنحاء العالم الضوء على العلاقة المتبادلة بين ساعات العمل الطويلة وصحة القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال، وجد تحليل شامل فحص البيانات من الأفراد في مختلف الصناعات وجود ارتباط واضح بين ساعات العمل الطويلة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم. تتوافق هذه النتائج مع الدراسات السابقة التي أجريت في بلدان مختلفة، والتي تظهر باستمرار اتجاهًا مثيرًا للقلق.
كشف تحليل المجلة الطبية البريطانية (BMJ) بدمج البيانات من أكثر من 600000 فرد في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا أن العمل 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع كان مرتبطًا باحتمال أعلى بنسبة 33 في المائة للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بأولئك الذين يعملون في قياسي 35-40 ساعة.
الآليات التي من خلالها تساهم ساعات العمل الطويلة في مخاطر القلب والأوعية الدموية متعددة الأوجه، فيمكن أن يؤدي التعرض المستمر للإجهاد وقلة النشاط البدني والعادات الغذائية غير الصحية ووقت التعافي المحدود إلى تراكم عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة وخصائص الدهون غير الصحية. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي أنماط النوم المتقطعة والإرهاق المزمن المرتبط بساعات العمل الطويلة إلى تفاقم هذه المخاطر، مما يؤثر في النهاية على صحة القلب والأوعية الدموية.
ومما يضاعف المخاوف بشأن هذه القضية الانتشار المتزايد لساعات العمل الطويلة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمنظمة العمل الدولية (ILO)، يعمل ما يقدر بنحو 90 ٪ من سكان العالم لساعات طويلة بشكل مفرط، حيث أدى جائحة COVID-19 إلى تفاقم الوضع بالنسبة للكثيرين بسبب ترتيبات العمل عن بُعد والحدود غير الواضحة بين الحياة الشخصية والمهنية. هذا التحول الجماعي نحو إرهاق العمل يزيد من الحاجة إلى استراتيجيات شاملة لمعالجة التأثير على صحة العمال.
يؤكد خبراء الصحة على أهمية زيادة الوعي حول المخاطر المحتملة المرتبطة بساعات العمل الممتدة وتعزيز ممارسات العمل الصحية. يلعب تعزيز ثقافة التواصل المفتوح والدعم يمكن أن يساعد الموظفين على الشعور براحة أكبر في التعامل مع مخاوف عبء العمل والبحث عن الدعم اللازم.
يتم تشجيع الأفراد أيضًا على إعطاء الأولوية لرفاههم من خلال تبني عادات نمط حياة صحية مثل التمارين المنتظمة، والوجبات الغذائية المتوازنة، والنوم الكافي، وتقنيات الحد من التوتر. يمكن أن تساعد الفحوصات الطبية المنتظمة والاستشارات مع المتخصصين في الرعاية الصحية في مراقبة العلامات المبكرة لمشاكل القلب والأوعية الدموية ومنع المضاعفات المحتملة.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون