التجارة الحرة بالقارة السمراء بين النفاذ والتنفيذ
مازالت افريقيا تسعى بين لفظين في تنمية التجارة البينية اللفظ الأول النفاذ والثاني التنفيذ فعلى الرغم من أن 55 دولة أفريقية اتخذت قراراً بنفاذ التجارة الحرة القارية الأفريقية عام 2019 لكنها مازالت هناك عراقيل في التنفيذ و سبل تعزيز التكامل التجارى بين دول القارة وتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية
فالتبادل التجاري بين دول دول القارة لا يتخطى 15% من إجمالي حجم الناتج الإجمالي
إن إحداث تنمية بدول افريقيا يتطلب إقامة شراكات دولية وتوفير التمويل اللازم وجذب استثمارات عابرة للقارات وعلى دول افريقيا فك رموز الخلافات السياسية والعسكرية وتوفير الأمان والاستقرار الجاذب للاستثمار
وأرى أن هذا هو الوقت المناسب لإحداث طفرة كبيرة في الاستثمار والتنمية بالقارة الأفريقية واستغلال مواردها الطبيعية والبشرية في تحسين مستواها الاقتصادي فكل الدول المتقدمة وجهت استثماراتها في افريقيا وتعمل على زيادتها بشكل غير مسبوق في ضوء المتغيرات العالمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على اقتصاديات أوروبا مما جعل الدول الأوربية تبحث عن أسواق جديدة خاصة في افريقيا لسد احتياجاتها
وأعتقد أن أفريقيا قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لجميع دول العالم في جميع المنتجات الزراعية شريطة إقامة بنية أساسية كما أنها مازالت مليئة بالثروات المعدنية والبترول والذهب وغيرها وهذا يتطلب إقامة تكتلات أفريقية قادرة على النهوض بدول القارة
ومن الممكن أن يلعب النقل الجوي دوراً مهماً في حركة التجارة البينية بالقارة السمراء وهذا يتطلب ضرورة تفعيل السوق الجوي الافريقي ليساهم في التنمية للإقتصاد الإفريقي
ويأتي اجتماع رؤساء حكومات دول الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الكبرى الإفريقية بالعاصمة الكينية نيروبي خطوة هامة في تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وتعزيز التكامل التجارى بين دول القارة وذلك عن طريق دراسة جيدة لسبل تحقيق التكامل التجاري والاقتصادي بين دول القارة وسبل إزالة العراقيل التي مازلت حجر عثرة في طريق عمل منظمة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتفعيل الخطوات التي يجب اتخاذها لتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية
ومطلوب تطبيق بنود الاتفاقيات التجارية بين دول القارة مما يسمح بزيادة التدفقات التجارية البينية كتطبيق الإعفاءات الجمركية والانتهاء من بنود قواعد المنشأ ووضع آليات للتنفيذ وضمان تحرير حقيقى لحركة التجارة في القارة لتحقيق معدلات كبيرة
إن نجاح دول القارة من الخروج من حالة النفاذ إلى حالة التنفيذ سيدعم التجارة البينية لدول افريقيا ويقوي سلاسل الإمدادات في ظل تعطلها عالمياً خلال ازمتي كورونا والحرب الروسية
فمطلوب ضرورة القضاء على البيروقراطية الإدارية المنتشرة في الدوائر الحكومية الأفريقية مع ضرورة الإسراع في تنفيذ شبكات الطرق والسكك الحديدية بين دول القارة والانتهاء من تنفيذ طريق القاهرة كاب تاون والطريق الذى يربط القاهرة بداكار فى السنغال فى غرب أفريقيا وكذلك طريق غرب إفريقيا من نواكشوط بموريتانيا إلى لاجوس بنيجيريا إلى جانب مشروع الربط النهري بين الإسكندرية وبحيرة فيكتوريا
فهذه الطرق من شأنها القضاء على أكبر مشكلة تواجه انسياب حركة التجارة بين دول القارة الأفريقية
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون