وزير الخارجية ترأس وفد الكويت إلى المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة في إيطاليا
ترأس ممثل الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح وفد دولة الكويت إلى المؤتمر الدولي للتنمية والهجرة الذي دعت إليه رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجا ميلوني مع رئيس الجمهورية التونسية الرئيس قيس سعيد اليوم الأحد في العاصمة الإيطالية روما.
وتم خلال المؤتمر استعراض الجهود الدولية المشتركة نحو مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية ووضع الحلول لها بالتعاون مع دول المنطقة وتسليط الضوء على معالجة جذور هذه الأزمة والحد من آثارها على كافة النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية وبحث أنجع السبل للحد من تدفق المهاجرين ودعم المسارات القانونية في هذا الإطار وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وخلق بيئة تنموية اجتماعية واقتصادية مستدامة في دول المنشأ ومنع المزيد من موجات الهجرة غير النظامية عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وأفريقيا.
كما تم خلال المؤتمر التأكيد على التضامن والشراكة واحترام السيادة الوطنية للدول والمسؤولية المشتركة تجاه الامتثال الكامل للقانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والعمل نحو إيجاد حل هيكلي طويل الأمد للإدارة المستدامة لتدفقات الهجرة.
وقد كان لممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كلمة في هذا المؤتمر جاء نصها على النحو التالي: "بسم الله الرحمن الرحيم معالي رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجا ميلوني فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. .
في البداية يطيب لي أن أتقدم بالشكر الجزيل لحكومة الجمهورية الإيطالية الصديقة على دعوتها الكريمة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة مثمنين عاليا الجهود الكبيرة لمعالي جورجا ميلوني على إبراز هذه القضية الهامة منذ توليها رئاسة الحكومة في الجمهورية الإيطالية كما لا يفوتني أن أشيد بجهود الجمهورية التونسية الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس قيس سعيد لعقد هذا المؤتمر رفيع المستوى بالشراكة مع إيطاليا مؤكدين من جانبنا على أهمية هذا المؤتمر لمناقشة قضية الهجرة بكل أبعادها ومسبباتها والتي تعتبر قضية إنسانية متعددة الأبعاد تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالتطورات الإقليمية والدولية مما يستوجب تضافر الجهود للوصول إلى حلول جذرية لها.
إن اجتماعنا اليوم يسير بالتوازي مع رغبة دولة الكويت الدائمة في العمل من أجل مجتمع عالمي أكثر أمنا واستقرارا فالتعاون الدولي مع الشركاء المتأثرين بالهجرة غير المنظمة سواء كانوا بلدان منشأ أو عبور أو وجهة هو أمر محوري فلا بد من معالجة جذور هذه القضية بتشعباتها السياسية والاقتصادية والمناخية والأمنية بشكل موسع ومدروس يحقق الهدف المشترك للمنطقة برمتها.
وبناء على ذلك فإن دولة الكويت ترى أهمية معالجة الأسباب الجذرية لهذه القضية الإنسانية فالفراغ السياسي والاضطرابات المصاحبة له فضلا عن الركود الاقتصادي وما ينتج عنه من تصاعد لمعدلات البطالة وحدة الفقر الذي تشهده بعض الدول يشكل أرضا خصبة لتزايد ظاهرة الهجرة غير المنظمة والاتجار بالبشر مما يتطلب توحيد الجهود لدعم دول المنشأ لمواجهة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها.
وفي هذا السياق أود أن أشدد على الدور الهام الذي تقوم به دولة الكويت في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية من خلال مؤسساتها وعلى وجه الخصوص دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في تحقيق الجهود الإنمائية للعديد من الدول عبر تمويل مشاريعها الإنمائية وتنفيذ برامجها التنموية.
إذ يمثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية إحدى ركائز دولة الكويت في علاقاتها مع دول العالم فمنذ عام 1961 يساهم الصندوق في خلق فرص عمل وتعزيز البنى التحتية والسعي لتحقيق التنمية المستدامة للكثير من الدول النامية حول العالم حيث غطى نشاط الصندوق 105 دول وبلغت مساهماته من قروض ميسرة ومنح أكثر من 22 مليار دولار أمريكي ومن جانب آخر قدمت بلادي مساهمات خلال السنوات الماضية بلغت حوالي 50 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية لمنظمة الهجرة الدولية.
إن تلك الجهود التي تبذلها دولة الكويت تصب في نهاية المطاف نحو تحقيق هدف مشترك نسعى إليه جميعا وهو تهيئة البيئة الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق النمو والرخاء للدول التي تعاني من هذه المشكلة ونعتقد بأن انعقاد هذا المؤتمر يعد ضرورة في هذه المرحلة وخطوة أولى نباركها ونؤيدها على أن تتبعها خطوات لاحقة لبحث الأسلوب الأمثل في تنفيذ ما سيصدر عن مؤتمرنا هذا من توصيات وذلك من خلال آليات شفافة ومحكمة للوصول إلى الهدف المنشود.
وفي هذا الصدد نود الإشادة باستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ في نسختها الثامنة والعشرين (كوب 28) ونقدر ونثمن مشاركة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في أعمال مؤتمرنا اليوم وإن هذا لدليل على اهتمام وحرص القيادة بدولة الإمارات العربية المتحدة على أهمية موضوع التغيرات المناخية وعلاقتها بالهجرة والتنمية المستدامة.
في الختام.. نؤكد على تعاوننا في دعم الأهداف المحورية التي يسعى المؤتمر لتحقيقها نظرا لما يشكله من فرصة قيمة لتعزيز والشراكة من أجل عالم أكثر أمنا واستقرارا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون