تجربة مصر في الإعلام السياحي نموذج يحتذى به
مصر التي تُدير بوصلة الاهتمام العربي والعالمي نحو المفهوم السياحي الحديث تظل مبادرة في دعوة الناس اليها وهي حاضرة دائماً بإنجازاتها وإبداعاتها، وبيت خبرة في التسويق لقدراتها السياحية وأسلوبها الجاذب للسياح.
ومن خلال حملتها الأخيرة التي أنطلقت على منصات التسويق الرقمي وعبر منبر الإعلام السياحي العربي يظهر لنا مرتكزات ومؤشرات أداء السياحة في مصر العربية بعد التحول الكبير الذي تشهده البنية التحتية ودعم الإقتصاد السياحي ومع ظهور العاصمة الإدارية الجديدة ومنافستها لمدن العالم، والاحتفال الكبير أثناء أزمة كورونا بفعاليات غير مسبوقة حيث شهد موكب نقل مومياوات ملوك مصر القديمة من المتحف المصري إلى موقعهم الجديد في المتحف القومي للحضارة المصرية اعظم حدث مر في التاريخ الحديث ونقل الإعلام بالصوت والصورة هذا الحدث بكل تفاصيله وبأيدي أبناءها وحيث لازالت مصر في الصدارة العالمية في أمتلاك ثلث أثار العالم المسجلة لدى المنظمات العالمية رسمياً.
وعوداً على عقب فإن خبرة مصر في صناعة إعلام سياحي متخصص لتسويق سياحتها بكافة أنماطها ونجاحها في مشاركة المجتمع المحلي في ذلك فرصة للإعلام العربي السياحي الإستفادة من هذه التجربة فالجميع متعطش للوقوف على مكنونات البلدان العربية في مجالات السياحة والآثار والتراث والمقومات الكبيرة التي بدأت الحاجة لها تظهر جلياً بعد أن تغيرت المفاهيم والاهتمامات تجاه السياحة ودورها في تقديم الأوطان العربية بصورة مختلفة وهوية راسخة الجذور وقيم عريقة وسامية.
لم تعد السياحة ترف للفئة البرجوازية من المجتمعات بل تخطت ذلك المفهوم المحصور لتشكل صناعة واقتصاد ونهضة متكاملة للأوطان، ومن هنا فإن الاعلام السياحي يضطلع بدور كبير وهام في ترسيخ المفاهيم الحديث والقيم المتجددة للسياحة بجميع فنونها وأشكالها ومما لاشك فيه أن مواكبة الإعلام السياحي للخطط الاستراتيجية للدول العربية والتي بدأت تضع ايديها على أهم المرتكزات السياحية لديها يعتبر منطلقاً هاماً ومرتكزاً اساسياً في نشر الوعي السياحي وتوجيه الاهتمام وتصحيح المفاهيم وتسليط الضوء وتحديد نقاط القوة وتحييد نقاط الضعف والاعلام بصوره المختلفة سواء المرئي والمقروء أو الحديث بكل أشكاله تحت مسمى وسائل التواصل الاجتماعي يمتلك من التأثير ما يغير القناعات السلبية تجاه فنون السياحة ومجالاتها ويرسم خارطة طريق للمهتمين بالسياحة وبيئاتها المختلفة.
ولذلك فنحن مطالبون بأن نستثمر دور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعلي وامتلاك محركات البحث الخاصة بإعلامنا وتكنولوجيا الاتصالات باعتبارها الحامل الأبرز للإعلام ما يمكننا من إنتاج المعلومة والصورة ووسائل حملها ونقلها وبثها للتأثير في تكوين رأي عام لإبراز مقومات أقطارنا العربية ومقدرات بلداننا والتشجيع على السياحة البينية العربية.
وفي الوقت الذي تنشد فيه مجتمعاتنا التنمية المستدامة وتتطلع اليها وتعمل على تحقيقها لتشمل أبعادا مجتمعية كثيرة، متنوعة اقتصادية وثقافية واجتماعية. ولذلك فإنه يقع دور مهم، ورئيس وفعال على وسائل الاعلام المختلفة، التقليدية منها والحديثة على السواء، من صحف ومحطات وقنوات تليفزيونية ومواقع الكترونية، بالإضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من اشكال الاعلام الجديد بفنونه وأشكاله المختلفة، فى نشر مفاهيم التنمية والمشاركة الفعالة فى عملية تحديث المجتمع، باعتبارها عملية مشتركة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، حيث يقوم الاعلام بدور محورى فى مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات المجتمعية.
وهو وجه التنمية وصوت المواطن والإعلام الحياديّ والصادق مهم في نشر الوعي بين الناس، وتعريفهم بما يغيب عنهم، إذ إنّ للكلمة قوّة تؤثر بالعقول البشريّة، وتثير العواطف وتجعلهم يتحركون لفعل أمر ما، أو يبنون قرارات على إثرها، لذا فوسائل الإعلام مُلزمة بمراقبة ما تبثّه إلى العقول، وما الهدف منه، فالهدف النبيل الذي تتخذه وسائل الإعلام عند نقلها الأخبار والمعارف والثقافات، دائمًا ما يحثّ الإنسان على فعل الأمور الخيّرة التي تفيده وتفيد الغير، وتجعله يبتعد عمّا يسيء وتدفعه للتفاعل مع التنمية ويستمتع بها لتعود عليه بالفائدة.