السودان وصراع النهايات المفتوحة

السودان وصراع النهايات المفتوحة
عبد الله حشيش
عبد الله حشيش

أكملت الحرب في السودان بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو شهرها الرابع من انطلاقه في ٢١ أبريل الماضي.، مخلفة اكثر من خمسة آلاف قتيل حتى الآن ونروح ما يتجاوز الملايين الست في الداخل والخارج.

فشل طرفا الصراع حتى الآن في حسم المعركة لصالحه وطال أمد الأزمة، وتعقدت الأمور مع تعثر جهود الوساطة حتى الآن، وانزلق السودان إلي هوة ما يعرف النهايات المفتوحة في الاعراف العسكرية.. .وبات من الصعوبة استشراف مستقبل السودان أو تحديد سقوف زمنية لنهاية الحرب بسبب تضارب المعطيات المحلية مع المعطيات الإقليمية والدولية المتداخلة في الصراع عبر مواقف تلك الاطراف من الدعم والتأييد لطرفي الصراع

أقرب السيناريوهات المرجحة بقوة للنهايات المتوقعة للحرب يتمحور حول دخول السودان الي مرحلة الدولة الفاشلة والذي تمثل خلال الشهور الماضية في عجز الدولة عن تدبير مرتبات العاملين في الجهاز الإداري للدولة السودانية واختفاء السلع وتوقف الخدمات داخل العاصمة الخرطوم

وربما تصل السودان الي ماهو أبعد من الدولة الفاشلة ووصول الأمر إلى قيام المليشيات بفرض امر واقع السيطرة على بعض المناطق تمهيدا إلي المطالبة او ربما اعلان الانفصال من بعض الفصائل والمليشيات المتمردة سواء في دارفور أوجبال النوبة ما لم تحاول الاطراف الدولية الإقليمية بالضغط لانهاء الصراع وفرض تسوية دولية من خلال مجلس الأمن الدولي، وان هذا التداخل ربما ظهرت شواهده عبر بيان الأمم المتحدة الصادر يوم الجمعة محذرا من كارثة انسانية يعيشها المواطن السوداني.

على الصعيد الميداني يحاول طرفا الصراع السيطرة المباراة العسكرية الرئيسية في الخرطوم وان من ينجح في حسم معركة المقار العسكرية الخمسة يحقق انتصارا كبيرا يمكنه من حسم الصراع ويقوي من مركزه في أية تسويات سياسية

وتتمثل المقار العسكرية الخميس في مقر القيادة العامة للجيش، ويحكم الجيش سيطرته عليها، وفشلت عدة محاولات لقوات الدعم في اقتحامها، فيما تدور المواجهات حول مقر سلاح المدرعات والذي يقع جنوب القيادة العامة بحوالي ١٢ كيلو متر، وتدور مناوشات بشكل متقطع

هناك أيضا قيادة سلاح المهندسين وسط أم درمان، فضلاً عن قيادة منطقة وادي سيدنا التي تضم المطار الحربي وتقع شمال مدينة أم درمان، بالإضافة طبعا إلى معسكر سلاح المدرعات جنوب العاصمة، ومقر سلاح الإشارة وسط الخرطوم بحري.

تشير المعطيات السابقة الي اصرار طرفي الصراع على الحسم عسكريا، ويستخدم كل عناصر القوة التي يمتلكها سواء الجيش وقواته الجوية التي ترجح كفته ولكن يعطلها خبرات قوات الدعم السريع في حرب العصابات وقدرتها المناورة والتحصن في الأحياء السكنية مما يقلل من قدرات سلاح الجو السوداني من استخدام قدراته القتالية بكفاءة، وهو ماسوف يطيل أمد الصراع على حساب الدولة والشعب السوداني.

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار