لبيك يا مغرب
في ظل الأحداث الأليمة التي هزت المغرب مؤخرًا، وتحديدًا الزلزال الذي تسبب في فقدان العديد من الأرواح البريئة وتعرض العديد من الأشخاص للإصابة والألم، يجدر بنا أن نقدم خالص تعازينا وتضامننا الصادق مع المغرب الشقيق وشعبه الكريم.. إنني وكل مواطن في كل قطر عربي بل وكل إنسان صادق نشعر بالأسى والحزن لفقدان الأرواح الثمينة جراء هذه الكارثة المدمرة.
صحيح أن الزلازل هي من الكوارث الطبيعية التي تعصف بالبشرية من حين لآخر، ولكنها تظل صدمة قاسية تحطم قلوبنا جميعا. وفي مثل هذه الأوقات الصعبة، نرسل دعواتنا الصادقة بالرحمة للشهداء الذين فقدوا حياتهم في هذا الزلزال الرهيب. إننا وندعو الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمنح أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
كما نتمنى الشفاء العاجل للمصابين، وندعو لهم بالقوة والشجاعة لتجاوز هذه التجربة الصعبة. خصوصا وأن الجروح الجسدية والنفسية التي تركتها هذه الكارثة تحتاج إلى وقت وجهود للتعافي، ولكننا نعلم أن الإرادة والتضامن القوي في المجتمع المغربي الحبيب ستساعدهم على التغلب على الصعاب والعودة إلى الحياة الطبيعية.
أيضًا أود أن أعبر عن امتناني العميق للدول والشعوب التي وقفت إلى جانب المغرب في هذه المحنة العصيبة. وخاصة دولة الجزائر الشقيقة على تعبيرها السريع والصادق للتضامن والمساندة. إذ سارعت بفتح الأجواء من أجل وصول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة. حقا إن هذه اللحظات الصعبة تكشف عن الروح الإنسانية الجميلة والعلاقة الأخوية القوية التي تربط الشعبين، وكذا بين مختلف الشعوب العربية.
بالتأكيد، يجب أن نتجاوب جميعًا مع نداء المساعدة والوقوف إلى جانب المغرب في محنتهم. كمجتمع عربي - إسلامي، يجب أن نفزع ونتحد ونقدم الدعم والمساندة لإخواننا في المغرب في هذه الأوقات الصعبة.. وليكن شعارنا "لبيك يا مغرب" فكلنا اليوم مغرب.
أقول ذلك لأن التضامن والدعم المقدم من الأفراد والمجتمعات في الأوقات العصيبة يعكس قوة الروح الإنسانية ويعزز الأمل والتآلف بين الشعوب. لهذا ندعو الله أن يجزي كل من ساند المغرب خير الجزاء، وأن يديم على العالم هذه الروح النبيلة للتعاون والتكاتف في مواجهة الكوارث.
نعلم أن المغرب وشعبه الصامد سيتجاوزون هذه المحنة بالتأكيد.ستظل روح المغرب القوية وإرادته في بناء مستقبل أفضل لشعبه لا تعرف الضعف. ونحن على يقين بأن المغرب سيعود بقوة ويعمل على إعادة بناء وترميم المناطق المتضررة وتقديم الدعم والرعاية للمتضررين.
في هذه الأوقات العصيبة، فلنتكاتف جميعًا لنكون داعمين ومصدر قوة للمغرب. دعونا نقدم يد العون للمحتاجين ونساهم بما نستطيعه في إعادة بناء المجتمعات المتضررة. فلنتذكر أن التضامن والمساندة هما أساس بناء عالم أفضل.
ولنتعلم من هذه الكارثة ونعزز الإجراءات الوقائية ونعمل على تعزيز قدرات الطوارئ والاستعداد لمواجهة الكوارث في المستقبل. ولندعم البحوث والتكنولوجيا المتعلقة بالزلازل لتطوير نظم إنذار مبكر وتقنيات البناء المقاومة للزلازل.
في النهاية، نؤكد على أن المغرب ليس وحده في هذه الرحلة. نحن هنا لنقف بجانبه، ونقدم الدعم والتضامن في هذه الأوقات الصعبة.. فإن قوة الروح الإنسانية والتلاحم بين الشعوب هي ما يمكننا من تحقيق الشفاء والبناء.
لذا، فلنؤكد على نشر رسالة المحبة والتضامن بيننا، ولنظل على استعداد لمد يد العون للمغرب قيادة وحكومة وشعبا. ولندعو الله أن يحفظ المغرب وشعبه، وأن يجعلهم من المملوءين بالقوة والسلام والأمان.