أكتوبر.. الزهرة الأبدية في تاريخ العلاقات الكويتية - المصرية
منذ وعيت على الدنيا وأنا أرى العلاقات الكويتية - المصرية أشبه بمحيط واسع ملؤه المحبة والأخوة والنضال المشترك، بينما من وقت لآخر يثير بعض من ضعاف النفوس ما يمكن تسميته بزوبعة في فنجان، بغرض تكدير صفو هذه العلاقة الأبدية بين شعبين عربيين يجمعهما تاريخ ولغة ودين.. ودم ولعلي هنا أستثمر ذكرى حرب السادس من أكتوبر المجيدة، التي نعيش أجواءها هذه الأيام، للتذكير بقوة العلاقة بين البلدين الشقيقين وما شهدته هذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعا من تعاون وتآخي، بل لا أجدني مبالغا إذا قلت إن تلك الحرب نجحت في توحيد كل العرب وأظهرت معدنهم الأصيل.
في هذه الحرب، امتزجت دماء الكويتيين بدماء المصريين، في مشهد مؤثر يجسد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين. لكن إحقاقا للحق لم تكن هذه المرة الأولى، فمنذ 1967 تطوع مجموعة من الكويتيين للقتال إلى جانب أشقائهم المصريين، وشاركوا في الدفاع عن سيناء كذلك خلال حرب الاستنزاف 1969، حيث سابق كبار السن الشباب في التسجيل للدفاع عن مصر والعروبة. ونشرت الصحف صور الأبطال من الجيش الكويتي خلال تجهيزهم للانضمام إلى المعركة.
وفي حرب أكتوبر عام 1973، شاركت الكويت بنحو ثلث قواتها العسكرية في القتال على الجبهتين المصرية والسورية. وقدم الكويتيون 42 شهيدا في هذه الحرب، روت دماؤهم الزكية أرض الكنانة، ويحتضنهم تراب مصر في كل من الإسماعيلية والسويس.
ولم تقتصر مشاركة الكويت في حرب أكتوبر على الجانب العسكري، بل شمل حظر تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أدى إلى هزيمة إسرائيل اقتصاديا ومعنويا، وهنا تجدر الإشارة إلى دور المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهو من اتخذ القرار بقطع البترول عن الغرب وكلف الحكومة الإماراتية بالتنفيذ والإعلان عنه، وأيده بعد ذلك بقية الدول العربية..
لقد كانت حرب أكتوبر ملحمة عسكرية خالدة، استطاع فيها العرب تحقيق انتصار كبير على إسرائيل. فقبل خمسين عاما عبرت القوات المصرية قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع - كما كانوا يدعون - وهو ما أجبر إسرائيل على التراجع.وحققت القوات السورية تقدما كبيرا على الجبهة السورية، مما أجبر إسرائيل على الانسحاب إلى خط وقف إطلاق النار.
كان نصر أكتوبر بمثابة نقطة تحول في الصراع العربي - الإسرائيلي، حيث أظهر للعالم أن العرب قادرون على الرد على العدوان الإسرائيلي. وهذا النصر كان له دور كبير في تعزيز التضامن العربي، ودفع إسرائيل إلى التفاوض مع العرب.
وصدقا كلما يعود الحديث إلى ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، ينبعث في قلبي الفخر والاعتزاز، وتعود الذكريات العزيزة التي اختلطت فيها الدماء بالعزة والكرامة والعروبة، لتشكل لوحة مؤثرة تدمع لها العيون.
في هذا اليوم العظيم، نتذكر أبطالنا وشهدائنا الأبرار من أبناء الكويت والشقيقة مصر، الذين قدموا أرواحهم فداء للحق. وسنظل نذكر تضحياتهم البطولية.
حفظ الله مصر وأهلها ودامت المحبة بين الشعبين الشقيقين، فستظل الكويت دوما داعما وسندا للشقيقة مصر قلب العروبة النابض، وستظل العلاقة الأبدية في أبهى صورة لها رغم كيد الكائدين.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون
تابعونا أيضاً في أخبار الأقتصاد والفن الرياضة وكل ما يخص دول الخليج ومصر والعالم.