حكايات بطولية لقادة الكويت والسعودية والإمارات.. الشيخ صباح والملك فيصل والشيخ زايد نجوم مضيئة في ملحمة انتصارات أكتوبر73
حرب السادس أكتوبر 1973.. هي ملحمة عربية كانت ومازالت مثالًا حيًا على وحدة العرب وسجلًا خالدًا لانتصار مصر وأشقائها في الخليج وباقي الأقطار على العدو الصهيوني.
ويحتفل المصريون هذه الأيام بالذكرى الـ50 لملحمة 6 أكتوبر العظيمة التي وثقت بطولة قادة الخليج العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان له دور بارز في تأكيد النصر لمصر.
العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كان له دور بارز في تأكيد النصر لمصر ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والذي اسهم بدور تاريخي أيضا، كما أسهمت دولة الكويت إبان تلك الفترة ايضا تحت قيادة الشيخ صباح السالم الصباح بمشاركة عسكرية واقتصادية على الجبهتين المصرية والسورية.
كما شاركت البحرين في عهد العاهل الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة بدور كبير إبان اندلاع حرب أكتوبر إذ شهدت شوارعها اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والمعونات العينية والتبرع بالدم لمساندة الجيش المصري
وخلال السطورة التالية يستعرض موقع خليجيون نيوز بعض الحكايات البطولية لقادة الكويت والسعودية والإمارات.
أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح
شاركت الكويت في حرب اكتوبر المجيدة أيضا في عهد الأمير الشيخ صباح السالم الصباح بأسلحة أو مشاركات عسكرية واقتصادية في 1973، فقد ارسل الجيش الكويتي قواته على الجبهتين المصرية والسورية، فضلا عن قرار حظر تصدير النفط للغرب والذي ساهمت فيه بشكل كبير كونها احدى اعضاء دول التعاون الخليجي.
شارك امير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح في حرب أكتوبر بثلث جيش بلاده لمواجهة العدو الصهيوني، إلى مصر فضلا عن القوات الحربية التي ارسلها إلى الجبهة السورية أيضا
أرسلت الكويت كتيبة مشاة قبل اندلاع الحرب عام 1967 وكانت من طليعة القوات الخليجية والعربية التي ارسلت إلى سيناء لتشارك جنبا إلى جنب القوات المسلحة المصرية في مسرح العمليات ضد العدو الصهيوني
وشهد مغادرة القوات الكويتية أرضها للدفاع عن سيناء الحبيبة احتفالا ضخما، ألقى خلاله أمير الكويت حينئذ الشيخ صباح السالم الصباح، خطبة حماسية على مسامع جنود لواء اليرموك
وقال الشيخ صباح السالم الصباح «لقد قررت أمتنا حسم هذا الأمر وقبول التحديات الإسرائيلية، وخوض المعركة متى نشبت، إلى نهايتها»
وأضاف «كم كان محببا لدي أن أكون معكم، كواحد منكم أشارككم المخاطر والمصير في السراء والضراء».
كان تشكيل «لواء اليرموك» الكويتي تتجاوز قوته ألف مقاتل ويتكون من 4 كتائب: الدبابات والصواريخ والمغاوير والمشاة.
وفي يوم 2 يونيو نقلت الكتيبة «مشاة 5» و«المغاوير» التابعتين للجيش الكويتي إلى مصر، حيث وصلت لمطارات القاهرة، وفايد وكبريت
وانضمت القوات الكويتية المقاتلة بالفرقة السابعة المصرية بقيادة الفريق عبد العزيز سليمان في رفح ضمن قطاع منطقة عمليات العريش
وتم إعداد مقر لقيادة اللواء في نادي ضباط قاعدة فايد، واستخدمت إحدى المدارس كقاعدة للمشاة الكويتيين، لحين إرسالهم للجبهة.
وبعد اندلاع الحرب، أمر الشيخ صباح السالم الصباح بإرسال 5 طائرات من طراز «الهوكر هنتر» وأبقى فقط منها 3 في دولته إذ كان إجمالي ما تملكه الكويت من هو 8 طائرات، كما أرسل أيضا إلى مصر طائرتي نقل من طراز «سي-130 هيركوليز» محملة بالذخيرة وقطع الغيار، والتي وصلت إلى قاعدة قويسنا الجوية المصرية في محافظة المنوفية، مساء يوم 23 أكتوبر.
وشاركت القوات الكويتية على الجبهة المصرية في حرب الاستنزاف وبذل نحو 42 جنديا كويتيا ارواحهم في الحرب واختلطت دمائهم مع دماء اشقائهم من شهداء الجيش المصري لتروي ارض سيناء.
وكان يوم 15 أكتوبر 1973 والذي شهد توغل الاحتلال الإسرائيلي على موقع القوات الكويتية المرابطة في ارض سيناء حيث استشهد 37 جندي كويتي
كما امر امير الكويت الراحل بإرسال لواء قتال، في 15 أكتوبر 1973، يحمل اسم قوة الجهراء
وكانت تكليفاته بالمشاركة في القتال الدائر ضد العدو الصهيوني في سوريا خلال حرب أكتوبر المجيدة، فضلا عن حماية العاصمة دمشق، في ذاك الوقت عرف الكويتيون بدقتهم ومهارة رماتهم في اصابة الاهداف ولم تفقد القوة الكويتية في سوريا إي من جنودها.
احتلت القوات الكويتية مواقع في قلب سوريا بالقرب من السيدة زينب، ثم ألحقت بعدها بالفرقة الثالثة في القطاع الشمالي في هضبة الجولان، وظلت على الأراضي السورية حتى اتكمال النصر وغادرتها في 25 سبتمبر 1974
كانت الكويت من ضمن دول الخليج التي أيدت قرار الدول العربية واحتضنت الاجتماع الذي دعت اليه السعودية بعد العدوان الاسرائيلي في 5 يونيو 1976 وكانت ايضا من بين الدول التي قررت قطع امدادات النفط عن الدول الغربية الداعمة لاسرائيل
وأمر الشيخ صباح الجابر الصباح بتغطية الجوانب الاقتصادية المتعلقة بالحربي وايفاد القوات الكويتية على الجبهتين من موازنة الدولة
أيضا كان لامير الكويت دورا في قرار في تلبية احتياجات الجبهتين في سوريا ومصر من أسلحة وعتاد
الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود
خاض الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية (الذي حكم في الفترة من ١٩٦٤-١٩٧٥)حرب أكتوبر قائدا وبطلا اجاد استخدام اسلحته العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية من أجل نصر العرب وإعلاء كلمتهم
بدأ دعم المملكة العربية السعودية لمصر من أجل النصر في المعركة المصيرية التي تستهدف مصر فيها استرداد الأرض ورد كرامتها وكرامة العرب عقب العدوان الإسرائيلي الغاشم في 5 يونيو 1967
ففور العدوان، طالب العاهل السعودي الملك فيصل قادة دول الخليج والاقطار العربية الأخرى بتقديم جميع أنواع الدعم للدول المعتدى عليها
كما طالب الملك فيصل بتخصيص مبالغ كبيرة، لتمكين تلك الدول من الصمود في وجه العدوان الاسرائيلي
ولم ينس المصريون كلمات الملك فيصل للرئيس جمال عبد الناصر ابان العدوان الاسرائيلي على ارض سيناء الطاهرة حين قال « يا جمال مصر لا تطلب وإنما تأمر»
انطلقت كلمات الملك فيصل من العاصمة السودانية الخرطوم حيث قالها في مؤتمر عقد لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على مصر والدول العربية الأخرى، إلى قلب الواقع، حين طلب مقابلة الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون، لبحث موقف بلاده من إسرائيل، وكانت واشنطن حينها قد أعلنت عن مساعدات عسكرية تؤمن للعدو الصهيوني الدعم على الأراضي التي اغتصبها في سيناء والقدس والأردن وسوريا.
وفي 17 أكتوبر 1973 بعد الانتصار العسكري الذي حققته القوات المصرية على الجبهة في سيناء والقوات العربية بالاراضي المحتلة الأخرى، قرر العاهل السعودي الملك فيصل استخدام سلاح بديل عن البارود فدعا لاجتماع عاجل لوزراء النفط العرب في الكويت، واسفر عن قرار عربي موحد بخفض الإنتاج الكلي العربي للنفط 5%، وخفض 5% من الإنتاج كل شهر، حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967
وأعلنت المملكة بإعلان وقف بيع البترول للغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة
كما أعلن الملك فيصل عن تبرعه بمبلغ 200 مليون دولار للجيش المصري، ولم يكن ذلك فحسب هو ما قدمته المملكة ورجالها الأبطال، فقد دشن العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبد العزيز، إبان حرب اكتوبر المجيدة لجنة لجمع التبرعات لصالح الجيش المصري دعما للمعارك و المجهود الحربي في مصر.
سارعت الولايات المتحدة عقب امر الملك فيصل بإرسال وزير خارجيتها هنري كيسنجر في زيارة عاجلة إلى الرياض في 8 نوفمبر 1973، في محاولة لإثناء السعودية عن موقفها الداعم لمصر وسوريا
لم تجد مراوغات كسينجر مسلكا بين يدي الملك فيصل الذي أعلن بقوة عن ان «استئناف تصدير النفط للولايات المتحدة الأمريكية مرهون بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة».
أمر الملك فيصل بمشاركة القوات السعودية في الحرب ضد إسرائيل على الجبهة في سوريا، في الجولان وتل مرعي
وخاض الجيش السعودي معارك طاحنة في مواجعة جيش العدو الصهيوني
كما أمر العاهل السعودي بإنشاء جسر لسلاح الجو الملكي لإرسال الجنود السعوديين إلى الجبهة في سوريا، كما أمر ايضا بإرسال قوات من لواء الملك عبد العزيز، وفوج مدفعية وفوج مظلات وسرية بندقية وسرية إشارة وسرية هاون، وفصيلة صيانة مدرعات، وسرية صيانة للجبهة السورية.
واثناء اندلاع الحرب، أمر الملك فيصل أمراء ووزراء سعوديين للتوجه بزيارات لتفقد القوات المصرية على جبهة القتال وتقديم الدعم والمساندة للقادة والشعب المصري.
وترصد إحدى الصور النادرة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز خلال زيارة قامت بها إلى مدينة السويس خلال الحرب المندلعة على الجبهة بين القوات المصرية الباسلة في مواجهة العدو الصهيوني، وهو يتفقد المدينة والتي بدت مبانيها كأطلال إثر الدمار الذي تعرضت له أثناء العدوان الغاشم في 1965
وترصد صورة أخرى الملك فيصل، أثناء استعراض حرس الشرف للعبور للضفة الأخرى من القناة
ويظهر في صورة ثالثة، الأمير سلطان بن عبد العزيز، وهو يتفقد مع قادة مصر العسكريين حينئذ تحصينات خط بارليف على الجبهة المصرية.
وفور تحقق النصر، ظهر الملك فيصل ليلقي كلمته التي خلدها التاريخ بتحقق النصر لمصر والعرب في معركتهم ضد العدو الصهيوني، وكلماته الونانة التي تخلدت حين لم يعبأ بالغضب الامريكي من القرار العربي الموحد والتهديدات التي لوحت بها دول الغرب بعقوبات وقطع علاقاتها مع المملكة، حين رد قائلا: «عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم».
وأيضا أضاف: «إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم أرواح جنودها فى معارك الأمة المصيرية، واننا قد تعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع اليها مرة اخرى وحرق ابار البترول بأيدينا والا تصل إلى ايد اعدائنا».
مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
ضرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي حكم دولته منذ 1971وحتى 2004 أنبل الأمثلة للبطولة التي لعبتها دولة الإمارات العربية المتحدة في حرب أكتوبر المجيدة
وتجلت مواقفه على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والدبلوماسي والإعلامي ايضا.
بدأ الدعم الاقتصادي لمصر من قبل مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عقب نكسة 5 يونيو 1967 والعدوان الذي شنته اسرائيل على دول مصر وسوريا والأردن وانتهت باحتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان
وضع الشيخ زايد امكانات دولته الاقتصادية في خدمة مصر والقوات المسلحة ويكفى أنه أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون جنيه استرليني لصالح المعارك في الاراضي العربية المحتلة
وفي ثالث أيام الحرب الدائرة على اض سيناء والجبهات العربية، اعلن الشيخ زايد عن دعمه حرب العرب حتى آخر فلس في خزينة الإمارات.
كما استدان مؤسس الإمارات العربية المتحدة من البنك الدولي
باقتراض مليار دولار من البنك الدولى وتحويلها للاتحاد السوفيتى حينئذ تحت حساب الأسلحة التى تحتاجها مصر وسوريا للحرب الدائرة في سيناء والجبهات العربية
وداخليا، أجبر مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة موظفي دولته على التبرع براتب شهر كامل لصالح دعم الجيش المصري
وبالإضافة إلى ذلك، طلب الشيخ زايد من سفير الإمارات فى العاصمة البريطانية لندن، بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء كل المعروض منها في دول أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف، ليعالج فيها الجنود المصريون والسوريون والفلسطنيون واعانات تموينية بصورة عاجلة مع بدء الحرب، دون مقابل
اصدر الشيخ زايد، اوامره إلى وزير النفط الإماراتي في 1973 الدكتور مانع العتيبة، بعقد مؤتمر صحفي عاجل، للإعلان عن أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت قطع امدادات النفط بالكامل عن الولايات المتحدة الأمريكية، وجميع الدول الداعمة لإسرائيل سواء سياسيا أو عسكريا
وكان موقف الشيخ زايد حينها هو أول موقف حاسم لقائد عربي بقطع إمدادات النفط عن الغرب دعما لمصر بعد القرارات التي خرج بها اجتماع الكويت والذي دعت اليه المملكة العربية السعودية لبحث موقف الدول المصدرة للنفط في الحرب وكان الإجماع بخفض إنتاج النفط 5% معلنا قوله المأثور « النفط ليس أغلى من الدم العربي»
وفور إعلان الشيخ زايد، توالت قرارات قادة الدول العربية باتخاذ نفس النهج وهو ما سجله الرئيس الجزائري هواري بومدين في مؤتمر قمة دول الأوبك بالجزائر عام 1975، وفي كلمته الافتتاحية أشاد بموقف مؤسس دولة الإمارات البطولي.
كما أسهم الشيخ زايد بدور فاعل لدولة الإمارات في توقيع اتفاقية جنيف المعدلة بين الدول المنتجة للنفط لتقليل الإنتاج بنسبة ١٥٪ من خلال اجتماع الأوبك.
قال الشيخ زايد إن «المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة»
وانطلاقا من ذلك، دعم مؤسس الامارات مصر، في حرب 1973 على المحفل الدولي وسعى وتمكن من حشد التأييد لها من خلال المؤتمر الذي عقده في العاصمة البريطانية لندن وهو ما وكان له صدى دوليا انعكس من خلال مطالبة شعوب العالم بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لسيناء والأراضي العربية المحتلة.
وصدحت كلمات الشيخ زايد لتجد أصدائها ردا فاعلا على المحفل الدولي حين قال: «سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك، ما تقوم به الإمارات نحو مصر هو نقطة ماء في بحر مما قامت به مصر نحو العرب، ونهضة مصر نهضة للعرب كلهم»
أمر الشيخ زايد بتقديم جميع انواع التسهيلات لرجال الإعلام الذين يريدون السفر إلى الجبهة المصرية والسورية.
للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون
تابعونا أيضاً في أخبار الأقتصاد والفن الرياضة وكل ما يخص دول الخليج ومصر والعالم.