أزمة إنسانية تفوق التصور: اللاجئون السودانيون يعيشون في ظلام الهمجية بعيدًا عن أعين العالم
جنيف - في زيارة مؤثرة إلى جنيف، قامت دومينيك هايد، مديرة قسم العلاقات الخارجية لدى مفوضية شؤون اللاجئين السودان، بمشاركة معلومات حول الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان. حذرت من تصاعد العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، وأشارت إلى صمت العالم تجاه الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني وعدم تحقيق العدالة.
دومينيك هايد أكدت أن "الأفعال الوحشية التي شهدناها في دارفور قبل عقدين قد تتكرر مجدداً في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة الشعب السوداني". وأضافت قائلة: "من المخزي أن تظل الأفعال البشعة تحدث دون محاسبة".
تأثر الملايين ونزوح آلاف
نتيجة للعنف المتزايد، أضطر حوالي ستة ملايين شخص لترك منازلهم، بينهم أكثر من مليون شخص نزحوا إلى دول مجاورة تعاني بدورها من الهشاشة. وتشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين.
مزيد من حالات النزوح
أشارت هايد إلى أن النزوح لا يزال مستمرًا بسبب النزاع الجاري في دارفور، مما يضطر الآلاف إلى البحث عن مأوى، حيث يجد الكثيرون أنفسهم يعيشون تحت الأشجار على جوانب الطرق.
ضغوط على الخدمات الأساسية
زاد النزوح الحاد في عدد اللاجئين ضغوطًا كبيرة على الخدمات الأساسية في المخيمات. وأشارت هايد إلى أن النازحين لديهم صعوبة في الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والمياه النظيفة.
تهديد لمستقبل الأطفال
من المتوقع أن يزداد انعدام الأمن الغذائي في السودان في الأشهر القادمة بسبب الصراع المستمر. وحذرت هايد من تدهور وضع التعليم ومستقبل ملايين الأطفال في السودان.
واقترحت هايد أن "الأمور لا تزال في حالة كارثية، والأمور الصحية تتدهور بشكل كبير، حيث توفي أكثر من 1، 200 طفل دون الخامسة من العمر خلال الفترة من مايو إلى سبتمبر بسبب انتشار مرض الحصبة وسوء التغذية".
نداء للتمويل
مع تصاعد حالات اللجوء، أشارت مفوضية اللاجئين إلى تزايد وتيرة لجوء السودانيين إلى دول الجوار بشكل كبير. تعاني دول مثل تشاد من تدفق كبير للاجئين.
هايد أكدت أنها قامت بزيارة مدينة الرنك الحدودية مع جنوب السودان وشهدت زيادة كبيرة في أعداد اللاجئين الواصلين إليها. حيث عبر أكثر من 20 ألف شخص الحدود إلى مدينة الرنك منذ بداية النزاع في السودان.
المنظمات تبذل قصارى جهدها
وأشارت هايد إلى أن وكالات الإغاثة تبذل قصارى جهدها للمساعدة، ولكن الاحتياجات تمثل ضغطًا كبيرًا على الإمكانيات المتاحة. دعت إلى زيادة التمويل لتنفيذ الخطط الإنسانية وتقديم المساعدة العاجلة.
خطة استجابة إقليمية
وتغطي خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين الاحتياجات الإنسانية في الدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين من السودان، وتعتمد بنسبة صغيرة على التمويل. هايد دعت للحصول على مليار دولار لتغطية العمليات التي يقوم بها 64 شريكًا في خمس دول.
وفي نفس الوقت، لا تزال الاحتياجات الإنسانية داخل السودان تفوق الموارد المتاحة بنسبة كبيرة، حيث تعتمد على تمويل لا يتجاوز ثلث المبلغ المطلوب.
نداء لإنقاذ الأرواح
هايد أكدت على الأهمية الكبيرة للنداءين الإنسانيين، حيث حثت على تقديم الدعم للدول المضيفة ومساعدتها على تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين. وختمت حديثها بالتحذير من أن الناس سيبحثون عن سبل للأمان ومستقبل أفضل لهم ولأسرهم، حتى لو كان ذلك يشمل تعريض أنفسهم للخطر عبر رحلات محفوفة بالمخاطر وبمساعدة مهربي البشر.
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون