غزة تتحدى الألم: عمليات جراحية بدون تخدير تكشف واقع المعاناة
في مشهد يتجاوز حدود الخيال الإنساني، يُجرى العديد من العمليات الجراحية في قطاع غزة دون استخدام التخدير، مضطرين إلى التعامل مع مزيد من الألم، بينما يعاني القطاع من حرب دموية وحصار طويل أدى إلى نقص حاد في المواد الطبية، خاصة تلك المستخدمة في عمليات التخدير.
أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان صحفي أن أكثر من 160 من العاملين في مجال الرعاية الصحية لاقوا حتفهم خلال خدمتهم في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. وتسلط الضوء على مأساة المستشفيات في القطاع، حيث أجبرتها الظروف على القيام بعمليات جراحية دقيقة دون توفر مواد التخدير اللازمة.
طبيب التخدير في المستشفى الأوروبي، نبيل الأسطل، قال إن الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي أجروا عمليات بدون تخدير للمصابين بسبب نقص المواد، ورغم الجهود البطولية للأطقم الطبية في توفير إغاثة باستخدام مواد مخدرة بديلة، إلا أن هذا لم يكن كافياً لتخفيف ألم المرضى.
وفي ظل سيطرة الاحتلال على المستشفيات وقصفها، يواجه الأطباء صعوبات في توفير مواد التخدير اللازمة، ما يجعل العمليات الجراحية بدون تخدير هي الحلا الوحيدة في بعض الحالات، بحسب ما أوضحه الأسطل.
من جهة أخرى، أكد طبيب الجراحة عبد العزيز عادل أن العمليات التي تتطلب فتح الطبقات الستة لجلد المريض تصبح أكثر ألمًا دون تخدير، مما يؤثر على دقة العملية ويرفع الضغط العصبي على الطبيب.
يظهر الواقع الصعب الذي يعيشه المرضى في غزة، حيث يعانون ليس فقط من الآلام الجسدية، بل ومن آثار نفسية جسيمة ناتجة عن تجربة العمليات دون تخدير. وبالنظر إلى مدى تعقيد بعض الحالات، يُجبر الأطباء في بعض الأحيان على اللجوء إلى بتر الأطراف لتجنب تفاقم الأوضاع الصحية للمرضى.
في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، يتساءل المجتمع الدولي عن مدى استمرار هذه الأزمة الطبية في ظل الحصار المفروض على غزة، وعن تأثيرها البالغ على الحياة اليومية للمدنيين الفلسطينيين.
للمزيد: تابع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك