الإمارات في عيدها الوطني.. ماضٍ عريق ومستقبل يعانق القمر
اليوم تهل علينا نسمات العزة والفخر بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات الحبيبة بعيدها الوطني.. تلك المناسبة الغالية على قلوبنا جميعًا كعرب، وعلى قلبي خصوصًا كمواطن عربي يعتز بقوميته.. إذ يجسد الثاني من ديسمبر روح الوحدة والتقدم، ويذكرنا بالمسيرة الحافلة لهذا البلد المعجزة.. إنها فرصة للاحتفال بتحقيق إنجازات لا تعد ولا تحصى، والترحيب بمستقبل مشرق ينتظر هذا الشعب الكريم.
إن العيد الوطني يأتي ليعلن عن تجسيد رؤية رائدة، وعن تفاني قادة هذا البلد الحكماء في خدمة شعبهم وتطوير قدراته، فقد كان للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - دورًا كبيرًا في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أعطى الأولوية لتحقيق رفاهية شعبه وتقدمه.. كانت رؤيته الحكيمة تهدف إلى توفير الرعاية الشاملة للمواطنين، وتحقيق التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، فهذه الأشياء هي مفتاح تقدم الأمم.
وعلى درب زايد سار أبناؤه، فحملوا المشعل وصانوا الأمانة، إذ تولى الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان حكم البلاد في العام 2004، وتحت قيادته، شهدت الإمارات تطورًا هائلاً في مجالات متعددة، فتم تعزيز الاقتصاد، وتحقيق نمو مستدام وتعاون دولي واسع النطاق، كما أطلقت الدولة العديد من المبادرات الاستراتيجية في مجالات مثل التعليم والصحة والابتكار والتنمية المستدامة.
وفي ظل استمرار هذه الروح، تولى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زمام الأمور، ليكمل المسيرة الرائعة التي بدأها والده.. وقد برهن سموه على حنكته السياسية ورؤيته الاستباقية في توجيه الدولة نحو مستقبل واعد.وتحت قيادته، شهدت الإمارات نهضة كبيرة في مختلف المجالات، بدءًا من التنمية الاقتصادية والتنويع، وصولًا إلى تعزيز الابتكار والتكنولوجيا والتحول الرقمي.
ومن هنا، لا يمكننا إلا أن نذكر إنجازاً مهمًا تحقق تحت قيادة سمو الشيخ محمد بن زايد، وهو الوصول إلى القمر من خلال مسبار الأمل. إن هذا الإنجاز التاريخي يعكس تفاني وإصرار الإمارات على تحقيق الريادة والتفوق في مجال العلوم والفضاء، ويثبت أننا كعرب قادرين على صنع الفارق، وعلى مواكبة تطور وتقدم الشعوب الأخرى.
في هذا اليوم المجيد، نهنئ القيادة الرشيدة والحكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الكريم.. إنها فرصة للتفكير في الماضي العريق والاحتفال بالحاضر المشرق، وتجديد العهد بالمستقبل الأفضل. إن نجاح هذا الوطن العزيز هو نجاحنا جميعًا، لكنه كذلك يتطلب أن تستمر القيادة والشعب في العمل معا بجد وتفانٍ، وأن يتم تعزيز روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع. فقد أثبتت دولة الإمارات أنها تمثل نموذجًا يُحتذى به في تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، حيث تعمل بشكل فعّال على تعزيز الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي.
في الختام، نتوجه بأحر التهاني والتبريكات لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذا اليوم الوطني العزيز. نتمنى لها مستقبلاً مشرقًا ومزدهرًا، وأن تظل قيادتها الرشيدة تواصل البناء الأرض وتحقيق التقدم والازدهار لشعبها الكريم. إنها بلد تتحلى بالحضارة والتسامح والتقدم، ونحن فخورون بكوننا جزءًا من هذا الوطن العظيم.
وختاما، أقولها بكل فخر ويقين إنَّ إرث خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان سيظل حاضرًا في تاريخ الإمارات، وسيستمر تأثيره الإيجابي على مستقبل هذا البلد العظيم.