«تخلصوا من الوقود الأحفوري».. مصادر الطاقة أول الخلاف في COP28
يواصل مؤتمر COP28 فعالياته في دبي الإماراتية لليوم الثالث على التوالي، وسط بوادر لخلافات مبكرة بشأن التوصيات النهائية وفرصة تنفيذها على أرض الواقع وظهرت الخلافات جليا حول فرص تخلي أو تقليل الدول استخدام الوقود الأحفوري، بما يشمل النفط والغاز والفحم، وقادت السعودية جهود الرفض فيما يصر الاتحاد الأوروبي على إيجاد البدائل بينما تجري مفاوضات جانبية بين الأف الدبلوماسيين والخبراء على قضايا ذات صلة بالمناخ.
معركة مصادر الطاقة
رفعت جلسات COP28 في يومه الثالث شعار الطاقة المتجددة أولا في خضم جلسات ساخنة عن مصادر الطاقة التقليدية كثيفة الانبعاث وطالب المؤتمرون بالتركيز على الطاقة النووية والطاقات المتجددة، في وقت تدور فيه رحى مفاوضات شاقة بين وفود 200 دولة للبحث عن صيغة مشتركة للتخلص من الوقود الأحفوري خلال عقود.. وفق «فرانس برس».
في سياق مواز تعهدت 118 دولة على الأقل حول العالم بمضاعفة قدرات الطاقات المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030 مع زيادة كفاءة الطاقة مرتين في الفترة نفسها على حساب الطاقة التقليدية.
وشملت المناقشات تعهدات لعشرات الدول للعمل من أجل زيادة القدرات العالمية للطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية إلى 11 ألف غيغاوات بنهاية العقد الحالي، مع الأخذ في الاعتبار الفروقات والظروف الوطنية لمختلف الدول، مع العلم تصل القدرات الحالية للطاقة المتجددة لنحو 3400 غيغاوات على مستوى العالم.
رسالة قوية لمجتمع الاستثمار
من ناحيتها اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الإعلان الذي يجري الإعداد له منذ أشهر ودعمته دول مجموعة العشرين، رسالة قوية للغاية إلى الأسواق والمستثمرين، حسب «فرانس برس».
ومن بين الدول الموقعة على الإعلان الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة العشرين وهي مسؤولة عن 80% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية حسب الوكالة.
في نفس الوقت امتنعت الصين والسعودية وإيران وفنزويلا عن التوقيع عن هذا التعهد فيما تنتظر بقية دول العالم لترى منحنى التوافق على مشروع الطاقة البديلة.
- خلافات ساخنة وتوافق بعيد
بعيدا عن الجلسات العلنية يدير آلاف المفاوضين من 200 دولة اجتماعات بعيدا عن الإعلام لحسم القضية الأكثر تحديًا لمؤتمر COP28، وهي النصوص التي ينبغي اعتمادها بالتوافق بحلول 12 ديسمبر وهو موعد نهاية المؤتمر.
بداية الخلاف كان مع مناقشة النسخة الأولى من الاتفاق والتي استمرت لساعات متأخرة من ليل الجمعة حول التخلي عن الوقود الأحفوري أو خفض الاعتماد عليه بما يشمل النفط والغاز والفحم، بحسب الوكالة الفرنسية، وتمسك كل طرف بموقفه التقليدي حيث دافعت المملكة العربية السعودية عن الاستخدام الكثيف لتكنولوجيا التقاط الكربون مقابل دافع الاتحاد الأوروبي عن إصراره التخلي عن الوقود الأحفوري.
- عودة الاهتمام بالطاقة النووية
امتدت المناقشات في اليوم الثالث من المؤتمر المناخي بتوجيه أكثر من 20 دولة دعوة لزيادة مصادر الطاقة النووية في العالم ثلاثة أضعاف بحلول 2050 مقارنة بالعام 2020، وهو ما كشف عن عودة الاهتمام بالطاقة الذرية التي تسمح بتوليد كهرباء خالية من الكربون تقريبًا، رغم الكوارث النووية التي هزت العالم وكان أخرها كارثة فوكوشيما في اليابان عام 2011 وما عاشه العالم من رعب وخوف نتيجة اقتراب القصف الروسي من المنشآت النووية الأوكرانية بسبب الحرب، هناك فيما تزال ذكرى مأساة تشرنوبل عالقة في الأذهان.
الحل النووي لقي دعما أمريكيا وأوروبيا وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الطاقة النووية هي طاقة نظيفة، فيما أكد نظيره البولندي أندريه دودا أن الطاقة النووية تمثل المستقبل.
وضمت قائمة الموقعين إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، نحو عشرين دولة بينها الإمارات والدول الأوروبية المؤيدة لاستخدام الطاقة النووية وكوريا الجنوبية واليابان وغان، وفق تقرير «فرانس برس».