«خليجيون» خاص| بعد انهيار المحادثات.. السودان إلى أين؟
حذر مراقبون من تداعيات تعثر محادثات جدة التي جرت بوساطة سعودية - أميركية بين طرفي الصراع في السودان، والتي أعقبها مواصلة كل من الجيش السوداني ومسلحي قوات «الدعم السريع» القتال الذي بدد محاولات إنهاء الأزمة الإنسانية في البلاد.
وتسببت الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي في مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وتهجير نحو 7 ملايين من منازلهم، فضلاً عن وقوع جرائم نهب واغتصاب، حسب تقارير صحفية.
تداعيات خطيرة
ترى الدكتورة أماني الطويل مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن «هناك تداعيات خطيرة، نتيجة لفشل مفاوضات جدة والمرتبطة بخلل في الميزان العسكري بين الأطراف المتنازعة لصالح الجيش السوداني إلى حد كبير».
وتنبأت أماني في اتصال هاتفي مع «خليجيون» بتفاقم الفوضى بالسودان، جراء سلبية المفاوضات التي جرت بالمملكة العربية السعودية، لافتة إلى صعود جماعات مسلحة خارج طرفي النزاع الرئيسين، والتي منها بعض القبائل التي لجأت لتسليح أفرادها لحماية أراضيها وممتلكاتها، فضلا عن الفصائل الدارفورية والمناطق المحررة بقيادة عبد العزيز الحلو في النوبة.
ضرورة استمرار ممارسة الضغط الدولي
وشددت على ضرورة استمرار ممارسة الضغط الدولي، كوسيلة لبلورة معادلات عسكرية وسياسية من شأنها وقف الحرب التي يدفع ثمنها الشعب السوداني من نزوح و سرقة أراضيه، والتعدي على ممتلكاتهم واغتصاب نسائهم في أماكن عدة - على حد قولها-.
وعن تداعيات سحب المبعوث الأممي من السودان فولكر بيرتس، علقت أماني قائلا:«إن الاطراف المتنازعة ارتضت باستبدال فولكر بـ الجزائري(رمطان العمامرة) فضلا عن انتهاء البعثة الأممية (يونيتامس)، لكن لا يزال الوضع في السوداني ما زال خطرا في عدة أبعاد على رأسهم العبد الجيوسياسي وفيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان والتي تحتاج إلى جهود دولية حاسمة لإنهاء تلك الأزمة».
وشغل لعمامرة منصب وزيرا للشؤون الخارجية من 2013 إلى 2017 ومرة أخرى من 2021 إلى 2023، كما سبق له أن تولى منصب المبعوث للأمم المتحدة الى ليبيريا بين عامي 2003 و2007، بينما شغل في الفترة 1993 و1996 منصب سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة.
الوسطاء مستعدون لمحادثات إضافية
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات صحفية له اليوم الأربعاء إن «الوسطاء ما زالوا مستعدين لمحادثات إضافية، لكن يتعين على الطرفين أن يظهرا قدرتهما على تنفيذ تعهداتهما»، حسبما نقلت وكالة الأنباء البريطانية رويترز.
والإثنين الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 3 مسؤولين بالمخابرات خلال فترة حكم البشير بسبب ما تردد عن ضلوعهم في إشعال الصراع بين الطرفين.
الحرب لن تنتهي
وقال قائد الجيش السوداني الفريق الركن عبد الفتاح البرهان في كلمة للجنود، السبت الماضي، إن «الحرب لن تنتهي حتى يتم تحرير كل شبر من أرض البلاد لوثه التمرد».
لكن قوات الدعم السريع، أعلنت الأسبوع الماضي، سيطرتها على جسور رئيسية على نهر النيل بين الخرطوم والخرطوم بحري، بجانب ثلاثة جسور على النيل الأبيض من جهة الخرطوم.
وفي وقت سابق من نوفمبر الماضي، حذرت مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، من أن «العنف ضد المدنيين في السودان يوشك أن يصل إلى حد الشر المطلق»، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف في إقليم دارفور غربي البلاد.
اقرأ أيضا:
- تجدد التصعيد العسكري في العاصمة السودانية: قصف مدفعي بين القوات المسلحة والدعم السريع
- الفاو تصدر إنذارًا: السودان يواجه أزمة إنسانية تتطلب 74.4 مليون دولار
- أزمة إنسانية تفوق التصور: اللاجئون السودانيون يعيشون في ظلام الهمجية بعيدًا عن أعين العالم