خليجيون خاص| السيسي رئيسًا.. 4 مؤشرات تحسم انتخابات الرئاسة المصرية مبكرًا
ترسم الانتخابات الرئاسية في مصر ملامح رئيسية لشكل الدولة المصرية خلال السنوات الست المقبلة، في مشهدٍ يبدو محسومًا مبكرًا لصالح الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي لإعادة انتخابه لولاية ثالثة تستمر حتى 2030، نظرًا لأربعة اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية.
ينافس أربعة مرشحين على الانتخابات الرئاسية المصرية هم: عبد الفتاح السيسي، الذي يتولى السلطة منذ العام 2014، بعدما فاز في الدورتين الرئاسيتين السابقتين عامي 2014 و2018، حصل في آخرها على 97% من أصوات المقترعين الصحيحة، بالإضافة إلى رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، والذي يمثل تيار يسار الوسط، ورئيس حزب الوفد الليبرالي عبد السند يمامة، وهو أكاديمي المتخصص في القانون، ورابعهم رئيس حزب الشعب الجمهوري، حازم عمر وهو رجل أعمال.
انطلاق الانتخابات المصرية
وفتحت اللجان الانتخابية أبواب الاقتراع أمام الناخبين في التاسعة صباحًا، وتستمر لمدة 3 أيام على مدار أيام الأحد، والاثنين، والثلاثاء، على أن تغلق في التاسعة من مساء الثلاثاء.
وأجريت الانتخابات المصرية في الخارج، شملت 137 سفارة وقنصلية في 121 دولة حول العالم، واستمرت على مدار 3 أيام بين 1 و3 ديسمبر الماضي، شهدت مشاركة جادة وفعالة، بحسب تصريحات رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات حازم بدوي.
ملف غزة.. والنفوذ الإقليمي
تشير التقارير إلى أن السيسي الأوفر حظًا من بين المرشحين الأربعة، بفعل التطورات الإقليمية الأخيرة، لاسيما الأحداث في فلسطين، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي استطاع خلالها النظام المصري تحقيق حضور مميز، اكتسب من خلاله دور بارز في المنطقة، وبات الرئيس المصري محط أنظار قادة العالم الذين يعولون على دوره لتحقيق توازن في المعادلة التفاوضية لاسيما مع النجاح في التوصل إلى هدنة مؤخرًا قادت إلى الإفراج عن عدد من المحتجزين والأسرى بين الطرفين الإسرائيلي وحركة حماس.
وبالتالي، يشير المراقبون إلى أن ملف غزة وضع السيسي في مكانة بارزة على المستوى الدولي من خلال نفود دبلوماسي واستراتيجي زاد من مكانة الرئيس المصري، ويجعل استمراره على رأس السلطة أمرًا ضروريًا لتحقيق السلم والأمن الإقليميين، على أن تغيير النظام لا يصب في صالح الداخل المصري أو الإقليمي والدولي.
اقرأ أيضًا:
- المصريون يتوافدون على صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم
- توقعات مرشح رئاسي لـ«خليجيون»: «إقبال» و«تنافسية» في الانتخابات المصرية غدا
- رسالة خاصة من بوتين لـ السيسي عشية انتخابات الرئاسة
الاقتصاد والدعم الدولي
ثاني الدوافع التي تشير إلى وفرة حظوظ السيسي، ينبع من العامل السابق، وهو ما لاحظته وكالة «بلومبرغ» الأميركية، التي ربطت بين حرب غزة والاقتصاد المصري، حين ذهبت إلى أن القيادة السياسية المصرية خلقت ثقلاً استراتيجيًا لتغيير الأوضاع الجارية في فلسطين، وهو ما جعلها محط اهتمام زعماء العالم.
الوكالة قدمت عدة مبررات تجعل المؤسسات الدولية مهتمة بمساعدة الاقتصاد المصري الذي واجه تحديات جسام خلال السنوات الأخيرة، بفضل النفوذ المصري الذي خلفته أحداث غزة، وبالتالي فإن حدوث انتعاشة للاقتصاد المصري مرتبط باستمرار هذا النسق السياسي في البلاد، يجسده إعادة انتخاب السيسي رئيسيًا للجمهورية.
استكمال خطط التنمية
ثمة محفزات لدى قطاع ريادة الأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص، يتحسب كثيرًا من أي تغيير يمكن أن يطرأ على النظام المصري، بفضل خطط التنمية التي جرى تدشينها خلال السنوات الأخيرة والتي تحتاج إطارًا سياسيًا لاستكمالها، وبالتالي فإن تلاقي هذه الأهداف مع غيرها السياسية والاستراتيجية، يرشح بأن يفضّل النخب الثقافية والاجتماعية استمرار السيسي رئيسًا لولاية ثالثة أتاحها الدستور.
وأطلق السيسي منذ توليه السلطة في عام 2014، مشاريع اقتصادية ضخمة على رأسها مشروع توسيع قناة السويس، ومشاريع الإسكان والتعمير، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمزارع السمكية والإنتاج الزراعي وغيرها، ولذلك يرى مؤيدوه أن السيسي هو الأنسب لاستكمال خطط ومشروعات التنمية في مصر.
ضعف التيارات السياسية وغياب البديل
يعتقد فريق آخر أن الحظوظ الأعلى للسيسي، تنبع من التيارات السياسية التي لم تقدم خيارات فعالة في المشهد المصري خلال السنوات الماضية، بل يدفع البعض بأن البدائل التي تناولها الشارع المصري لا ترقى لدرجة المنافسة على انتخابات رئاسية، بل يمكن أن تفشل في حصد مقعد في الانتخابات التشريعية على المستوى المحلي.
وتشير تقارير إلى أن النخب السياسية المصرية لم تقدم خططًا أو برامج ذات فاعلية تُقنع الشارع المصري بأنها قادرة على إحداث تغيير جذري في البنية الاقتصادية، مقارنة بالمشروعات التنموية ذات الأثر الاقتصادي بعيد المدى التي أعلنها السيسي خلال فترتين رئاسيتين.