«خليجيون» استطلعت آراء خبراء: هل يشهد السودان إبادة جماعية «صامتة»؟

«خليجيون» استطلعت آراء خبراء: هل يشهد السودان إبادة جماعية «صامتة»؟
مخيم ميتشي للاجئين السودانيين في تشاد. (رويترز)
القاهرة: نصر عبد المنعم

تباينت آراء محللين بشأن سيناريوهات ارتكاب جرائم حرب وصفت بـ«الصامتة» في السودان مؤخرا، خصوصا بعدما حمّلت واشنطن معسكري الحرب المسؤولية عن ممارسة عمليات تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية.

وبموازاة الانشغال الإقليمي والدولي بالعدوان الإسرائيلي على غزة، أطلت لغة السلاح مجددا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حرب باتت على أعتاب شهرها التاسع.

ويرجح الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية، بجامعة الكويت إدريس آيات وقوع ما وصفها بـ«إبادة صامتة» في السودان، دون أن يفصح عن مرتكبيها أو أعداد الضحايا، وفق تغريدة عبر منصة «إكس»

الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن «عناصر في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب وتطهير عرقي في السودان».

مسوغات قانونية للإبادة في السودان

ولا تفضل مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتورة أماني الطويل، وصف ما يحدث في السودان بأنه «قتل جماعي» لأنه يحتاج لمسوغات قانونية وتعريف دولي.

لكنها تستدرك في تصريح لـ «خليجيون» بالقول «لا أحد يستطيع تحجيم هذا الصراع، فهو مرشح للتوسع والتفاقم، ويمضي بالسودان لحالة من الفوضى، خصوصا مع وقوع أعداد كبيرة من الضحايا فق تقارير دولية».

وفي منتصف أبريل الماضي، اندلعت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل 8 أشهر تقريبا، والتي تسببت في فرار 5.6 مليون شخص من منازلهم، علاوة على تدمير البنية التحتية بالعاصمة الخرطوم ومدن كبرى في ولايات دارفور وكردفان.

وحسب آخر تقديرات دولية، فقد حصدت الحرب الأهلية في السودان ما لا يقل عن 9 آلاف قتيل، وفق مسؤول رفيع في الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي، وهو أعلى رقم رسمي تصدره مؤسسة دولية.

لكن من غير المستبعد أن يقفز أعداد ضحايا الاشتباكات إلى 10 آلاف قتيل، وفق تقديرات حديثة لمنظمة «مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها» (أكليد)، في نزاع تسبب ـيضت بنزوح نحو ستة ملايين شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة، حسب الأمم المتحدة.

أعمدة دخان فوق الخرطوم في 8 يونيو (أ.ب)
أعمدة دخان فوق الخرطوم في 8 يونيو (أ.ب)

ومع الحديث عما توصف بـ«جرائم إبادة صامتة»، فقد تعثرت مرارا محادثات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، وكان آخرها الأسبوع الماضي، في ظل مواصلة الجانبين حملاتهما العسكرية.

لكن في تطور مهم، أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) لدول شرق أفريقيا، التي تشارك في جهود الوساطة بشأن الحرب في السودان، إنها حصلت على التزام من الطرفين المتحاربين بتنفيذ وقف لإطلاق النار، وإجراء حوار سياسي يهدف إلى إنهاء الصراع.

مسؤولية الأمم المتحدة

وتُحمل الطويل، في تصريح إلى «خليجيون» «الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مسؤولية التقصير في الاهتمام بالملف السوداني»، لكنها تشير أيضا إلى «تدخلات خارجية تفاقم الأزمة» وتقول «لا يوجد صراع داخلي في أي دولة دون تدخل أطراف خارجية وأبعاد دولية».

في هذه الأثناء يقول محللون إن الانشغال الدولي بالعدوان الإسرائيلي على غزة، الذي دخل شهره الثالث وأسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، ربما وفر غطاء لجرائم حرب مستترة في السودان.

ويقول الباحث في العلوم السياسية د.عمار علي حسين لـ«خليجيون»«الأنظار والاهتمام ينصرفان إلى ما يحدث في قطاع غزة»، مضيفا أن «ما يحدث في السودان كارثة تتفاقم بعيدا عن الاهتمام الدولي».

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار