قادة عرب بـ«منتدى الدوحة»: نرفض «قوات دولية» في غزة
أجرى قادة عرب اجتمعوا في قطر مشاورات حول ما سيحدث بعد الحرب في غزة، لكنهم أعربوا عن معارضتهم الشديدة لإرسال قواتهم أو قوات دولية إلى القطاع الذي دمره العدوان الإسرائيلي، وفق وكالة فرانس برس.
تعد القضية الفلسطينية التي تحظى بتضامن واسع من الشعوب العربية مسألة حساسة بالنسبة لقادة المنطقة. وفي منتدى الدوحة السنوي الذي اختتم اليوم الإثنين، كررت قطر القول بأنها لن ترسل قوات لتحقيق الاستقرار في الوضع بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
لا وصاية على الفلسطينيين
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «لن يقبل أحد في المنطقة.. .إنزال قوات على الأرض (بعد) أن وطأتها دبابة إسرائيلية. هذا غير مقبول». لكنه عارض أيضا إرسال أي قوة دولية إلى غزة في ظل الظروف الحالية. وقال «لا ينبغي لنا أن نتحدث دائما عن الفلسطينيين وكأنهم بحاجة إلى وصاية».
قطر: القصف الإسرائيلي «يضيق فرص» وقف لإطلاق النار
مثَّل الفلسطينيين في المنتدى السلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من الخلافات مع حماس، قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية إنه لا يمكن القضاء على الحركة. وقال للمنتدى إنها «جزء لا يتجزأ من الفسيفساء السياسية الفلسطينية».
ولكن القضاء على حماس هو ما توعدت به حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتسعى إليه من خلال عدوانها البري والبحري والجوي الذي قتل ما لا يقل عن 18200 شخص في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.
في قلب النزاعات
وحذر رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة من أن الفشل في التعامل مع «ما يأتي لاحقًا» بعد الحرب قد يعني «مشاهد أبشع خلال عام أو عامين». وأعرب عن أمله في أن تكون الحرب بمثابة «جرس إنذار» خصوصًا وأن النزاع يهدد بإشعال حرب إقليمية أوسع نطاقا.
حفز العدوان قوى داعمة للمقاومة حماس على شن هجمات على القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في العراق وسوريا واليمن، بينما تخوض إسرائيل اشتباكات شبه يومية عبر حدودها الشمالية مع حزب الله في لبنان.
الأردن: النزاع يهدد بإشعال حرب إقليمية أوسع
وقال رئيس الوزراء القطري إن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني «في قلب كل النزاعات في المنطقة»، مضيفا أن «ما يخرج من غزة كل يوم لا يؤثر فقط على تلك القوى في لبنان أو اليمن، بل يؤثر أيضا على جيل كامل قد تدفعه مثل هذه الصور إلى التطرف»، حسب «فرانس برس».
لكن لم تُطرح توجهات أو سياسات ملموسة خلال المنتدى الذي لم يضم ممثلين رفيعي المستوى من الفاعلين الإقليميين الرئيسيين، المملكة العربية السعودية ولبنان ومصر.
هل تحكم السلطة الفلسطينية غزة؟
أشارت الولايات المتحدة، الحليف الدبلوماسي والعسكري الرئيسي لإسرائيل، في السابق إلى أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تتولى إدارة كل من غزة والضفة الغربية في أعقاب توقف القتال. لكن الفلسطينيين يقولون إن الوضع يتطلب استجابة جوهرية، تأخذ على محمل الجد، كما قال اشتيه، قيام «دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على جميع الأراضي الفلسطينية».
قالت قطر التي تستضيف قيادة حماس، إنها ما زالت تواصل جهودها للتوصل إلى هدنة جديدة مثل تلك التي أعلنت الشهر الماضي وتم خلالها التوقف مدة أسبوع عن القتال وتبادل عشرات الرهائن الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.
لكن رئيس الوزراء القطري حذر من أن القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة «يضيق فرص» التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وأضاف «تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية جماعية لوقف القتل والعودة إلى طاولة (المفاوضات) من أجل التوصل إلى حل دائم».