تصريحات إسرائيلية تٌضاعف مؤشرات «تهجير الفلسطينيين»: كيف ردت مصر.. وهل اقترب الصدام؟
يبدو أن القاهرة رصدت «مؤشرات قوية» على مضي الاحتلال الإسرائيلي قدما، وعلى نحو جدي، في تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة، خصوصا بعد تصريحات وزير إسرائيلي وصفتها الخارجية المصرية بأنها «مشجعة» على تهجير أهالي القطاع، ت نيران عدوان شرس دخل يومه الـ67، وهو ما طرح تساؤلا حول بدء العد التنازلي لتصعيد محتمل بين مصر وإسرائيل.
وزارة الخارجية المصرية، وفي بيان اليوم الثلاثاء، رأت إن «الممارسات الإسرائيلية كافة على الأرض تؤكد نوايا الاحتلال، لفرض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم»، معيدة التأكيد على «موقف مصر الرافض جملةً وتفصيلاً لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج غزة بشكل طوعي أو قسري».
تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد جاء تعقيبًا على التصريحات التي أدلى بها وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر بشأن تشجيع الفلسطينيين في قطاع غزة للهجرة خارج القطاع.
ممر جوي آمن للفلسطينيين
وزعم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في وقت سابق الثلاثاء، أن تل أبيب تدرس إمكانية تشجيع الهجرة الطوعية من قطاع غزة. وفي تصريحات نقلها موقع (سكاي نيوز) عربية قال الوزير: «ندرس إمكانية توفير ممر جوي أو بري لمن يرغب في الخروج من قطاع غزة».
يتزامن ذلك مع تسريبات، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، بشأن تشكل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، «فريقا سريا» يضم ديرمر، لبحث «اليوم التالي» للحرب على قطاع غزة. ويضم الفريق سياسيين ودبلوماسيين وجهات أمنية، لوضع تصورات حول مسألة السيطرة على قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، والجوانب المتعلقة بجبهة المواجهة مع حزب الله في «القطاع الشمالي».
مصر: انتهاك صارخ للقانون الدولي
لكن الناطق باسم الخارجية المصرية عد الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة «انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتعارض مع مسؤوليات تل أبيب باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وفقاً للمادة 49 من اتفاقيات جنيف»، مطالبا إسرائيل «بالتوقف الفوري عن قصف واستهداف المدنيين الفلسطينيين، وفرض ظروف وأوضاع إنسانية تجعل من القطاع منطقة غير قابلة للحياة الآمنة والمستقرة للفلسطينيين».
وعقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، عبرت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية عن «القلق منذ الأيام الأولى للحرب من أن تقوم إسرائيل بدفع الفلسطينيين من غزة إلى مصر، وعدم السماح لهم بالعودة بعد الحرب».
وسبق أن أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء تعني جر مصر إلى حرب ضد إسرائيل.وأضاف أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين لمصر، كما أكد أن استمرار العمليات العسكرية والتصعيد في غزة يهدد المنطقة بأكملها، مشيراً إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية من منظور شامل يضمن تحقيق حل الدولتين.
محلل مصري: تصادم قادم إذا أصرت إسرائيل
وفي هذا السياق، يتوقع خبير متخصص في الدرسات الإسرائيلية حدوث تصادم بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، حال إصرار الاحتلال على تهجير الشعب الفلسطني إلى سيناء. وقال الدكتور سامح عباس، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة قناة السويس، في تصريحات خاصة لـ«خليجيون»: «سيحدث تصادم ستحدث إذا أصرت إسرائيل على دفع سكان غزة نحو الجنوب، وباتجاه مصر، وهذا خيار بعيد التنفيذ، لأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد أن التهجير القسري لسكان قطاع غزة خطًا أحمر.
ومؤخرا نسب تقرير إخباري أميركي إلى مسؤولين مصريين - لم يسمهم- القول إنهم أبلغوا إسرائيل بأن سيناريو تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء «يمكن أن يخلق أزمة خطيرة في العلاقات بين مصر وإسرائيل»، وفي حين نقل موقع «إكسيوس» عن مسؤول أميركي لم -يسمه- القول إن «مصر تشاطر الولايات المتحدة المخاوف نفسها، فقد حذر المسؤولين المصريين مما وصف بـ«قطيعة» مع إسرائيل إذا حدث ذلك، فيما لم يصدر تعليق رسمي مصري على هذه الأنباء.
من جهته قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريح إلى «خليجيون»، إن «مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء هو إعلان حرب، وهو ما سبق أن أعلنته مصر وكذلك الأردن منذ الأيام الأولى لاندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة»، موضحًا أن هذا الإجراء -لو تم- «انتهاك واضح للسيادة المصرية، وهو ما ترفضه القاهرة».