الأمم المتحدة تصوت لصالح وقف «حرب غزة» وسط خلافات بايدن ونتنياهو
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، وبأغلبية الأصوت لصالح مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة، وسط وسط خلافات إسرائيلية أميركية بشأن جدوى استمرار الحرب.
وخلال الجلسة التي عقدت اليوم الثلاثاء بدعوة من مصر وموريتانيا، صوتت 153 دولة لصالح القرار، في مقابل معارضة 10 دول وامتناع 23 دولة عن التصويت.
عدوان مستمر.. وفيتو أميركي
ومنذ أكتوبر الماضي، شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا وحصار كامل للقطاع المكتظ بالسكان، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 18 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وكان مجلس الأمن الدولي فشل الجمعة الماضية في التصويت على قرار مشابه، بعدما صوتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار، في مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع بريطانيا عن التصويت.
بايدن: إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي
لكن الرئيس الأميركي جو بايدن قال اليوم الثلاثاء إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم بسبب قصفها «العشوائي» لغزة وإنه يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تغيير حكومته المتشددة، مما يكشف عن صدع جديد في العلاقات مع نتنياهو.
وتعد تصريحات بايدن التي أدلى بها أمام مانحين لحملته الانتخابية لعام 2024 الأشد انتقادا حتى الآن لتعامل نتنياهو مع العدوان على غزة. وتتناقض التصريحات على نحو تام مع تأييده اللفظي والسياسي للزعيم الإسرائيلي بعد أيام من عملية «طوفان الأقصى» في السابع من أكتوبر.
وقال بايدن إن «أمن إسرائيل يمكن أن يعتمد على الولايات المتحدة لكن لديها في الوقت الحالي ما هو أكثر من الولايات المتحدة. لديها الاتحاد الأوروبي وأوروبا ومعظم دول العالم.. .لكنها بدأت تفقد هذا الدعم بسبب ما يحدث من قصف عشوائي».
محادثات صريحة مع نتنياهو
وكشفت تصريحات بايدن عن جزء من محادثاته الخاصة الصريحة مع نتنياهو الذي كانت لديه خلافات كبيرة معه على مدى عقود.وألمح بايدن إلى محادثة خاصة قال فيها نتنياهو «لقد قصفتم ألمانيا وألقيتم القنبلة الذرية ومات الكثير من المدنيين».
وقال بايدن إنه رد بالقول «نعم ولهذا السبب تم إنشاء كل هذه المؤسسات بعد الحرب العالمية الثانية لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى.. .لا ترتكبوا نفس الأخطاء التي ارتكبناها في 11 سبتمبر. لم يكن هناك ما يدعونا لخوض حرب في أفغانستان».
وتأتي تلك التصريحات الحادة في وقت يستعد فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، لزيارة إسرائيل لإجراء محادثات مع حكومة الحرب الإسرائيلية.
وكان نتنياهو قد قال في بيان يوم الثلاثاء إن إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة لهدفها المتمثل في القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن المحتجزين لدى الحركة، لكن الحليفتين تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في غزة. لكنه أضاف «هناك خلاف بخصوص فترة ما بعد حماس وآمل أن نتوصل إلى اتفاق في هذا الصدد أيضا». وقال بايدن «يتعين على (نتنياهو) تغيير هذه الحكومة. هذه الحكومة في إسرائيل تجعل الأمر غاية الصعوبة».
وتابع أن إسرائيل «لا يمكنها أن تقول (لا) لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف»، وهو ما يعارضه متشددون إسرائيليون. وذكر بايدن «لدينا فرصة للبدء في توحيد المنطقة.. .وهم لا يزالون يرغبون في ذلك. لكن علينا أن نتأكد من أن بيبي (نتنياهو) مدرك أنه يجب أن يتخذ بعض الإجراءات من أجل تعزيز ذلك.. .لا يمكنك أن ترفض قيام دولة فلسطينية.. .وهنا يكمن الجزء الصعب».
نتنياهو وخطأ أوسلو
وقال نتنياهو يوم الثلاثاء أيضا إنه «لن يسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو» في إشارة إلى اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في التسعينيات وأدت إلى إنشاء السلطة الفلسطينية في إطار مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية محتملة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وأضاف نتنياهو "لن أسمح بأن يدخل غزة من يرعى الإرهاب ويدعمه ويموله". وتنفي السلطة الفلسطينية هذه الاتهامات.