ثلاثة أيام في رياض العزة
بداية حري بي أن أوجه تحية وإجلال للمملكة العربية السعودية وما تشهده من نهضة شاملة على كافة المستويات، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أطال الله في عمره وبارك فيه، والرؤية الثاقبة للأمير الشاب محمد بن سلمان.
فمنذ عام ونصف العام لم أزر المملكة، وعندما وطئت قدمي مطار الملك خالد الدولي في الرياض، فوجئت بمستوى الاستقبال الرائع الذي وجدته. فعندما خرجت من الطائرة، وجدت عاملا واقفا على بابها يرحب بالقادمين، وهو ما ترك في نفسي انطباعا جيدا منذ البداية.
وبعد ذلك، توجهت أنا وحرمي إلى مكتب الجوازات، وكان على «الكونتر» فتاة سعودية كلها نشاط وحيوية، استقبلتنا بالترحيب والتهليل، وقالت لنا: «شرفتونا في زيارتكم للمملكة»، وقد أنهينا إجراءات الدخول في أقل من خمس دقائق.
وعندما وصلنا إلى الفندق، وجدنا في الاستقبال شبابا سعوديا مشرفا ومستعدا لإدارة البلد سياحيا فندقيا على أعلى مستوى.
وبعد ذلك، توجهنا إلى صالة التفتيش، فلم نجد سوى كلمة «ياهلا فيكم بالرياض» مكتوبة على الحائط، وهي كلمة بسيطة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المعنى، وعندما وصلنا إلى الفندق، وجدنا في الاستقبال شبابا سعوديا مشرفا ومستعدا لإدارة البلد سياحيا فندقيا على أعلى مستوى.
وقد حرص موظفو الفندق على تقديم أفضل الخدمات لنا، وكأنهم يستقبلون أعز الناس لديهم. وقد أسعدني هذا الاستقبال الرائع، وجعلني أشعر بأن المملكة العربية السعودية تسير بخطوات ثابتة نحو التطور والازدهار.
بهذا أقول بملئ الفم، لقد ساهمت القيادة الحكيمة للمملكة في تحقيق تقدم ملموس في مجالات عدة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي.
سياسيا، تعززت أكثر مكانة السعودية على الصعيد الإقليمي والعالمي، حيث لعبت دورا فاعلا في تعزيز استقرار المنطقة والعمل على حل القضايا الإقليمية والدولية.
اقتصاديا، شهدت المملكة نموا ملحوظا وتنوعا في قطاعاتها المختلفة، بفضل تنويع مصادر الدخل والاستثمار في القطاعات غير النفطية، مما ساهم في تعزيز قوة الاقتصاد السعودي وتحقيق استقرار مالي واقتصادي قوي يشهد به الجميع.
اجتماعيا، تشهد المملكة تحولات كبيرة في مجال حقوق المرأة وتمكينها، حيث تم اتخاذ عدة إصلاحات تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير فرص متساوية للمرأة في المجتمع. كما تم تعزيز الحوار الاجتماعي والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات.
ثقافيا، تعد المملكة من أهم الوجهات الثقافية في المنطقة، حيث تستضيف مهرجانات وفعاليات ثقافية عالمية تعكس التنوع الثقافي والتراثي للمملكة. كما تم تطوير العديد من الهيئات الثقافية والفنية لتعزيز الابتكار والإبداع في مجالات الفن والأدب والموسيقى والسينما.. .ولعل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي اختتم مؤخرا خير دليل.
وهنا أود بكل صدق أن أشيد بدور الأخ الفاضل المستشار تركي آل شيخ، ذلك الرجل الذي لا يألو جهدا في خدمة وطنه، فهو شعلة نشاط وصاحب عقلية فذة، نجح خلال سنوات قليلة في وضع البلاد على الخارطة السياحية والثقافية والترفيهية، بأفكاره التي لا تنضب وجهده الذي لا يتوقف.
في السعودية اليوم، رأيت بعيني أنه أينما ذهبت وأينما مشيت، تجد المشاريع الكبرى في كل مكان، سواء كانت مشاريع اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو رياضية.
لقد سعدت حقا برؤية العديد من المشاريع الحديثة والبنية التحتية المتطورة، مثل منطقة البوليفارد والصروح السياحية الكبيرة التي تم إنشاؤها في وقت قياسي، فضلا عن المناطق المخصصة للأطفال والتلفريك وغير ذلك من منشآت وتجهيزات تعد بالفعل مفخرة ليس للمملكة فقط، بل لكل عربي.
تعرفت على مشروع طريق الأمير محمد بن سلمان، الذي سيكون نموذجا للطرق الحديثة على مستوى العالم،
كما أنني تعرفت على مشروع طريق الأمير محمد بن سلمان، الذي سيكون نموذجا للطرق الحديثة على مستوى العالم، فهو أحد أهم طرق مدينة الرياض الحيوية، ويمتد بطول 30 كيلومترا، ويربط بين العديد من المناطق الحيوية في المدينة، مثل حي السفارات، ووسط المدينة، ومطار الملك خالد الدولي.
ويتميز الطريق بعرضه الكبير، الذي يسمح بحركة مرورية كثيفة، كما أنه مصمم وفق أحدث المعايير العالمية، ويضم العديد من الخدمات والمرافق، مثل محطات الوقود، ومراكز الخدمات، ومواقف السيارات.
كل هذه المشاريع وأكثر، إنما يعكس استعداد المملكة للحدث الأكبر إكسبو 2030 الذي تستضيفه الرياض، وكلي يقين بأن الحدث سيكون مفاجأة للعالم كله، مع هذه المشاريع العملاقة والتقدم الكبير الذي تحرزه المملكة كما نرى بأعيننا.
لهذا أعتقد أن المملكة في طريقها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء
وبالمناسبة، لقد أرسل لي الصديق العزيز خالد المسيند باقة من الفواكه المتنوعة التي تزرع في المملكة. بعد ذلك، قمت بزيارة سوق الخضار والتمور وأدركت أن القيادة في السعودية تولي اهتماما كبيرا للأمن الغذائي، تماما كما تفعل في النهضة الاقتصادية والتطور الصناعي والاستثماري.. .لهذا أعتقد أن المملكة في طريقها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
كذلك تشرفت بزيارة الأخ الفاضل، فهد بن عبد العزيز الحزيمي، في مجال طب الأسرة، حيث تفضل مشكورا باطلاعنا على المشروعات الطبية المخصصة لخدمة الأسرة والمرضى. وشرح لنا بتفصيل مشروعه الكبير الذي يهدف إلى تسهيل تواصل المريض مع طبيبه، وهو مشروع واعد يعد فخرا للمملكة العربية السعودية والوطن العربي.
ثلاثة أيام فقط، كانت كفيلة ببث روح الأمل والانبهار في قلبي العاشق للمملكة العربية السعودية، بعدما لمست من تقدم وازدهار يدعو كل عربي للفخر، ويؤكد أن المملكة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد تسير في الطريق الصحيح نحو مستقبل باهر.