«خليجيون».. خاص| هل ينزع «النواب الليبي» ورقة التوت عن الدبيبة من أنقرة؟
يرجح محللون أن يكون ملف تشكيل حكومة موحدة جديدة في ليبيا، تقود البلاد لانتخابات رئاسية وتشريعية، هو البند الأهم في أجندة زيارة رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح إلى تركيا، التي تعد أحد أبرز القوى الإقليمية الداعمة لحكومة الوحدة في غرب البلاد برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
ويحاول المبعوث الأممي عبد الله باتيلي البحث عن حل سياسي في بلد تتنافس فيه على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
باتيلي والخمسة الكبار
ويروج باتيلي لفك الجمود السياسي في ليبيا، والدفع نحو حكومة موحدة، عبر عقد اجتماع خماسي لقادة المؤسسات الرئيسية في ليبيا بمن فيهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، وقائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر، علاوة على الدبيبة وعقيلة صالح
وفي مقابل تأييد رئيس النواب الليبي لهذا اللقاء الخماسي، وما يخص تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية طال انتظارها، إلا أن الدبيبة الذي رحب بهذا اللقاء وأبدى في الوقت نفسه تحفظات على البند الأهم المطروح على طاولته، والخاص بتشكيل حكومة موحدة جديدة تطيح بحكومته على نحو ناعم.
في المعسكر الآخر، كان لقاء رئيس مجلس النواب الليبي أمس الأربعاء، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ ناقشا عددا من الملفات السياسية وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. وحسبما أفاد المركز الإعلامي لرئيس النواب، فقد عقد اللقاء بمقر الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة بحضور رئيس مجلس النواب التركي نعمان كورتولموش.
عقيلة اختصر المسافة بزيارة أنقرة
ويقول رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة يوسف الفارسي لـ«خليجيون» إن «عقيلة صالح اختصر المسافة بالتوجه إلى تركيا، لما يدركه من نفوذ لأنقرة على حكومة الدبيبة»، وفق تعبيره. راصدا في الوقت نفسه «محاولات تركية لمد جسور مع الشرق الليبي عبر المشاركة في إعمار درنة ومحاولة التقارب من مجلس النواب».
وتعد زيارة عقيلة صالح هي الثانية من نوعها منذ أن التقى أردوغان في أغسطس 2022 بعد سنوات من القطيعة السياسية. وجاءت قبل يومين من احتضان تونس للاجتماعات التحضيرية للطاولة الخماسية.
وإذ عد الفارسي زيارة عقيلة إلى أنقرة من قبيل «سحاب البساط من تحت قدم حكومة الدبيبة في معقل تحالفاتها»، فإنه رأى في الوقت نفسه أن «تركيا تريد موطئ قدم في مشاورات تشكيل الحكومة الموحدة الجديدة، في ظل ما يلقاه الاجتماع الخماسي من دعم غربي».
ويأتي انفتاح رئيس مجلس النواب الليبي على تركيا في وقت تشهد فيه العلاقة بين أنقرة والقاهرة تطورا لافتا، وهو ما يمنح مجلس النواب الليبي هامشا أكبر للتحرك.
ماذا طلب الوفد البرلماني الليبي من أنقرة؟
وتقول مصادر برلمانية ليبية إن الوفد البرلماني الليبي طالب المسؤولين الأتراك بضرورة إجراء الانتخابات، وكذلك العمل على تشكيل حكومة واحدة، وفيما لم تتكشف مواقف تركية واضحة من هذه الطلبات، إلأ أن وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلت عن عضو مجلس النواب الليبي، الصالحين عبد النبي، أحد أعضاء الوفد البرلماني الموجود في أنقرة، لمسنا رغبة كبيرة من الجانب التركي في التعاون معنا، كما وعدت أنقرة بتقديم كل الدعم لتعود ليبيا إلى مكانتها الطبيعية.
وفيما يرى المحلل الليبي محمد الترهوني يقول لـ«خليجيون» إن «الحديث الدارج عن تحالف ناشئ بين عقيلة وتركيا هو رهان خاطئ وغير منطقي»، مضيفا إن «الدبيبة هو الأكثر قبولا لدى تركيا هو الدبيبة لقوة سيطرته المادية على مصرف ليبيا المركزي، إلا إذا صدق ما يتردد عن خلاف بين الدبيبة مع محافظ المصرف الصديق الكبير».
وفي هذا السياق، يأمل الترهوني أن يكون هدف هذه الزيارة «تشكيل حكومة تقود البلاد نحو انتخابات فقط»، مشيرا إلى «إجماع دولي على ضرورة هذه التشكيلة، خصوصا أن الفاعلين الاقليميين أصبحوا أكثر انفتاحا على الجهة التشريعية في البلاد، وموقفها الداعم لتشكيل حكومة انتقالية».