خليجيون| هل تستجيب بلدان الخليج إلى قرار «كوب 28»؟
تزامنا مع استمرار دول الخليج العربي، الاعتماد على الوقود كمصدراً للإيرادات، تُقر قمة المناخ 28 COP بنهاية الاعتماد على الوقود الأحفوري والاستغناء عنه بحلول عام 2050، فيما رأى متخصصون صعوبة استجابة بلدان الخليج لذلك القرار.
وأقرّ مؤتمر المناخ كوب 28 الذي انعقد في دبي، بالحاجة إلى التخلي عن الوقود الأحفوري، دون الوصول إلى التزام واضح ومحدد زمنيا، للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري باعتباره المحرك الرئيسي لأزمة المناخ.
و شدد الدكتور هشام عيسى الخبير البيئي، رئيس الوفد التفاوضي المصري في مؤتمر المناخ بباريس cop21، على صعوبة تنفيذ قرار مؤتمر المناخ (كوب 28)، الذي جرى من خلاله الاتفاق على الاستغناء على الوقود الأحفوري.
وتساءل عيسى في تصريح إلى «خليجيون» عن بدائل الوقود الأحفوري التي قدمها (كوب 28»، قائلا:«هل قدم المؤتمر أية بدائل عن الوقود الأحفوري حتى يتم التوافق على الاستغناء عنه.. وإذا قدم البدائل ما هي ألية استخدامها في أليات لا تعمل إلا بالوقود الأحفوري».
دفاع شرس من بلدان الخليج
في حين دافع ممثلو عدد من الحكومات الخليجية عن الوقود الأحفوري، وعلى رأسهم وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك، الذي قال في كلمته خلال الاجتماع «أفاجأ من الهجمة الشرسة لما يسمى فايزنج آوت (الاستغناء التدريجي عن) النفط وتقليل الاعتماد علىيه كمصدر للطاقة بهذه الشراسة التي ربما تقابلها الشراهة من الغرب عموما في الاستحواذ على الاقتصاد والمكانة المتقدمة.. .وأتعجب من هذا الإصرار غير العادي لحرمان الشعوب ودول كثيرة أكثرها في العالم النامي من مصدر أساسي للطاقة».
دافع ممثلي عدد من الحكومات الخليجية عن الوقود الأحفوري. وزير النفط الكويتي سعد ناصر حمد البراك يتعجب من الإصرار الغير عادي لحرمان شعوب من مصدر أساسي للطاقة
وعن موقف دول الخليج العربي من كوب 28، توقع عيسى «رفض كل بلاد الخليج الاستجابة لذلك القرار لاسيما وأن المصدر الرئيسي للإيرادت الخليجية متمثلة في النفط - أحد مصادر الوقود الأحفوري- ما يعني توجيه ضربة اقتصادية لتلك البلدان».
ويعد النفط المصدر الرئيسي للإيردات بدول الخليج، إذ حققت الكويت أول فائض في ميزانيتها منذ 9 سنوات بلغ 6.4 مليار دينار (20.9 مليار دولار)، بدعم من ارتفاع إيرادات النفط، حسب ما أظهره بيان نشرته وزارة المالية الكويتية على موقعها الرسمي في يوليو الماضي.
ويشير عيسى إلى أن «مؤتمرات السابقة لم تؤتي ثمارها وعلى سبيل المثال كوب 27 والذي توعدت فيه الدول الكبرى بتقديم 300 مليار سنويا كمبادرات تمويلية للدول الأفريقية للحد من تأثير آثار الاحتباس الحراري.
وأطلق مستضيفو محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 27) في نوفمبر 2022، خطة عالمية لمساعدة المجتمعات الأشد فقرا في العالم على الصمود في مواجهة آثار الاحتباس الحراري.
وعن غياب تنفيذ تلك الوعود، علق عيسى« بات الوفاء بالوعود وأكثر صعوبة في وقت تسارعت فيه أميركا والدول الأوروبية لتقديم المليارات إلى أوكرانيا في حربها مع روسيا، وكذلك الحال في دعم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وضرب عيسى مثالا بمؤتمر المناخ في غلاسكو «كوب 26» في 2021، حيث عدم تنفيذ قرار الإجماع العالمي على «التخلص التدريجي» من استخدام الفَحم.