شاهد| فظائع الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى كمال عدوان
تحولت باحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في شمال القطاع إلى أطلال تتناثر بينها الجثث، فيما يعلو بكاء فلسطيني يكفّن أحد الجثامين قبل دفنها، بعدما أنهى جيش الاحتلال عمليته العدوانية في المستشفى بزعم وجود مقاومين فلسطينييين في المستشفى.
بدت آثار الدبابات والجرافات واضحة مع خراب كبير في باحة «كمال عدوان» الذي كان آخر مؤسسة استشفائية حكومية تعمل في الشمال، بعدما
تعرّضت كل المنشآت الصحية والاستشفائية في قطاع غزة لأضرار جسيمة جراء العدوان على غزة منذ أكتوبر الماضي.
أمام باحة المستشفى، الذي ناله 6 أيام من الإجرام الإسرائيلي وقف أبو محمد وهو يبكي قائلا لوكالة فرانس برس «هدموا المبنى. قتلوا الأطباء. حتى الأطباء لم يسلموا منهم. لم يبقوا على أي شئ». وبتأثر أكد الرجل «ابني هنا (مشيرا تحت الأنقاض). لا أعرف كيف سأعثر عليه. أين الدول العربية؟».
أما محمود عساف البالغ 50 عاما فقد أتى من جباليا مع عربة لإجلاء طفلين من أقاربه مصابين بحروق بالغة. ويقول وقد بدا عليه التأثر الشديد «عند وصولي إلى المستشفى وجدت دمارا هائلا لا يوصف. المرضى في كل مكان. لا يوجد أي شيء صالح للحياة». ويتابع «وجدت هادي وهو مشلول ملقى على ظهره تحت الكراسي وكل شيء فوقه».
ويوضح «دخلا (الطفلان) المستشفى قبل عشرة أيام. وبمجرد الانسحاب، جئت لأخذهما على وجه السرعة، وهما مصابان بحروق على كامل الجسم دون أي أكل أو شرب أو عناية». ويضيف «هناك إصابات أخرى من أقاربي (في المستشفى)لا استطيع نقلها».
في حين يقول أبو محمد، الذي غلبه اليأس «مللنا. يقتلوننا منذ 1948، فليرشوا علينا (السلاح) الكيميائي ويقتلونا لنرتاح بدلا من هذا العذاب».
ونددت حركة حماس بـ«مجزرة مروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني تمثلت بتجريف خيام النازحين في ساحة المستشفى بمن فيها من الجرحى والنازحين ما تسبب في دفنهم أحياء واستشهادهم».
بدوها كشفت وكتالة «رويترز» عن تسجيل مصور يظهر جثتين مكفنتين وصبيا مصابا وسيارة مدمرة وجدرانا محطمة ومحترقة وأكواما من المتعلقات المهجورة في المستشفى. في هذا السياق، قال الدكتور أحمد الكحلوت الطبيب بالمستشفى «لقد داهموا المبنى، واقتادوا جميع الموظفين للتحقيق، كما يجري التحقيق مع المصابين».
من جهته، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي مستقل في معلومات عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بدفن مصابين وفلسطينيين وهم أحياء في ساحة مستشفى كمال عدوان بعد 9 أيام من «الحصار والاقتحام واقتراف فظائع مروعة».
اقرأ المزيد:
بالأسود وأفلام الصمود.. حرب غزة تهيمن علي «الجونة السينمائي»