خبراء يحددون لـ«خليجيون» روشتة لإنقاذ موسم السياحة الشتوي في مصر
حدد خبراء في قطاع السياحة نقاط القوة يمكن لمصر الاعتماد عليها لإنقاذ موسم السياحة الشتوي في البلاد، بالتزامن مع تداعيات خلفتها الحرب في غزة، لاسيما بمدن طابا ونويبع والعريش، التي يُرجّح أن تكون متأثرة بالأحداث الجارية، فضلاً عن المناطق الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
وفي حين يبدو التأثر متوقعًا على مدن الجوار الفلسطيني، يشير خبراء إلى إمكانية الرهان على مدينتي الأقصر وأسوان، وتنشيط السياحة الداخلية، وتدشين هيئة تنشيط السياحة حملات جديدة، بانتظار انفراجة تفرض الهدوء في قطاع غزة.
عمرو صدقي: الحرب في غزة لها تأثيرات لا يمكن إنكارها على صعيد الإقبال السياحي ليس على مصر وحدها وإنما على اقتصاديات الدولة المجاورة لفلسطين
من جانبه، قال عمرو صدقي الرئيس الأسبق لمنظمة السياحة الأميركية بمصر، إن الحرب في غزة لها تأثيرات لا يمكن إنكارها على صعيد الإقبال السياحي، ليس على مصر وحدها وإنما على اقتصاديات الدولة المجاورة لفلسطين. وبالنسبة للموسم السياحي الشتوي، دعا إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لإنقاذ الموسم المهم في مصر.
أهمية موسم السياحة الشتوي في مصر
وأضاف صدقي في تصريحات خاصة لـ«خليجيون»: «عملت لمدة تزيد على 40 عامًا فى مجالات السياحة والسفر، وأدرك جيدًا أهمية الموسم الشتوي بالنسبة إلى مصر وغيرها من الدول التي تعد مقاصد مثالية للسياح الراغبين في الاحتفال بأعياد الكريسماس وغيرها في أجواء شتوية دافئة مقارنة ببلدانهم، لافتا إلى أن استقرار الأوضاع على المستوى السياسي والعسكري في غزة، سيعود بالنفع على السياحة المصرية دون شك.
واعتبر الخبير السياحي المصري أن مناطق العريش ونويبع وطابا قد تكون أكثر المقاصد السياحية تأثرًا خلال موسم السياحة الشتوي جراء الحرب المتصاعدة في قطاع غزة، في حين يرى أن المناطق المطلة على البحر الأحمر كمرسى علم وشرم الشيخ والغردقة تبقى الأقل تضررًا، وربما تنقذ موسم السياحة الشتوي.
تنسيق حكومي برلماني وإعداد خطط بديلة
لكن رئيس لجنة السياحة والطيران بالبرلمان المصري النائبة نورا علي، تؤكد عدم وجود أي قلق بالغ حول الموسم السياحي الشتوي في مصر جراء الأوضاع المتوترة في فلسطين وعلى الحدود مع مصر، لافتة إلى أن مجلس النواب تلقى تقارير من وزارة السياحة تتضمن أرقامًا مطمئنة حول عدم وجود أية إخطارات بإلغاء حجوزات للأفواج السياحية المتعاقدة على زيارات مقاصد خلال بالموسم السياحي الشتوي.
وشددت النائبة المصرية في تصريحات خاصة إلى «خليجيون» على ضرورة عدم تجاهل الأوضاع المشتعلة في غزة بشكل مطلق، متابعة: «نشعر باطمئنان في المجمل، ورغم ذلك، فإن اللجنة وأعضائها من كبار الخبراء في المجال السياحي يعدون خططًا بديلة، تكفل للموسم السياحي الشتوي تحقيق إيرادات سياحية مرضية وجيدة رغم الظروف الحالية، حيث يمكن التركيز على السياحة الدينية والعلاجية والشاطئية».
نائبة مصرية: نشعر باطمئنان في المجمل ويمكن التركيز على السياحة الدينية والعلاجية والشاطئية
النقطة المهمة لتعزيز إيرادات الموسم الشتوي، تراها البرلمانية المصرية في التركيز على السياحة الداخلية وتكثيف العروض للمواطنين من هيئة تنشيط السياحة لتعويض أية معدلات انخفاض قد تطرأ فى معدلات الحجز من الخارج، والتركيز والاهتمام على مدينتي الأقصر وأسوان جنوب البلاد، حيث تقديم تسهيلات لشركات السياحة هناك، بهدف زيادة عدد الغرف الفندقية في الأقصر وأسوان لتعويض تأثر طابا ونويبع جنوبي سيناء.
سؤال برلماني للحكومة
في السياق نفسه، قدمت عضو لجنة السياحة والآثار بمجلس النواب سحر طلعت مصطفى، سؤالا برلمانيا إلى حكومة بلادها لاستيضاح خطتها للاستغلال الأمثل لموسم الشتاء سياحيًّا، خاصة بعد تأثر مدينتي شرم الشيخ وطابا بأحداث غزة، مشيرة إلى أن فصل الشتاء موسم رئيسي للسياحة في مصر، نظرًا للمناخ المعتدل الذي يجذب السياح من مختلف العالم لاسيما الدول شديدة البرودة مثل أوروبا وروسيا، الذين يقصدون شرم الشيخ وطابا ونويبع.
وقالت البرلمانية المصرية: «نظرًا لاقتراب تلك المدن السياحية من غزة، لابد أن تكون هناك خطة حكومية بشأن التغلب على آثار الأحداث، وأن تظل مصر جاذبة للسياحة العالمية»، مؤكدة أهمية تعظيم الاستفادة من الموارد السياحية، خاصة أن السياحة تمثل موردًا أساسيًّا للعملة الأجنبية.
وأعلن وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، على هامش مشاركته في بورصة لندن السياحية خلال نوفمبر الماضي، ارتفاع معدلات السياحة الوافدة إلى مصر، مطلقا تطمينات حول الأوضاع المتعلقة بالموسم الشتوي، قائلا: «المقاصد السياحية المصرية لم تتأثر بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وأن ما حدث هو تأجيل الحجوزات وليس الإلغاء خلال الفترة من ديسمبر 2023 حتى فبراير 2024».
مصر تستهدف جذب 15 مليون سائح
وقدم الوزير المصري حينها استعراضًا لمجموعة من الأرقام المتعلقة باستقبال بلاده قرابة الـ 7 ملايين سائح في النصف الأول من العام الجاري 2023، حيث اعتبره المعدل لأعلى في تاريخ البلاد خلال تلك الفترة، ما يشير إلى الاقتراب من الرقم المستهدف خلال العام، بأن يصل عدد السائحين إلى 15 مليون سائح بنهاية العام الجاري