الاحتلال يحارب الفلسطينيين بـ«سلاح الجوع».. «هيومن رايتس»: جريمة حرب
يستخدم الاحتلال الإسرائيلي تجويع المدنيين كسلاح في قطاع غزة، وهو ما عدته منظمة «هيومن رايتس ووتش» جريمة حرب في القطاع الذي يشهد عدوانا شرسا منذ السابع من أكتوبر الماضي. في وقت بدا فيه أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصدد التصويت على مطالبة بأن تسمح إسرائيل بدخول المساعدات إلى القطاع.
وإذ طالبت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوقف عن ذلك ورفع حصارها على غزة، فقد أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد منع إيصال المياه والغذاء والوقود ويعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.
تجويع المدنيين في غزة
ويقول عمر شاكر مدير شؤون إسرائيل وفلسطين بالمنظمة «لأكثر من شهرين، تحرم إسرائيل سكان غزة من الغذاء والمياه، وهي سياسة حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار أو أيّدوها وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. على زعماء العالم رفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه، ذات الآثار المدمرة على سكان غزة».
وطالبت «هيومن رايتس ووتش» حكومة الاحتلال «بالالتزام بحظر الهجمات على الأهداف الضرورية لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ورفع حصارها عن قطاع غزة وإعادة إمدادات المياه والكهرباء، والسماح بدخول الغذاء والمساعدات الطبية والوقود التي تمس الحاجة إليها إلى غزة عبر المعابر، بما فيها كرم أبو سالم».
وفي غزة، تتواصل الهجمات العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز إن ضربة إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة يوم الأحد أدت إلى استشهاد 90 فلسطينيا.
وذكرت إذاعة الأقصى أن قصفا إسرائيليا بالصواريخ على منزل لعائلة شهاب أدى إلى استشهاد 24. وقال مسعف إن العشرات قتلوا أو أصيبوا في منزل عائلة شهاب ومنازل أخرى مجاورة. وقال عبر الهاتف يوم الأحد «أعتقد أن عدد الشهداء تحت الأنقاض كبير لكن لا توجد طريقة لرفع الأنقاض وانتشالهم بسبب كثافة النيران الإسرائيلية».
وفي دير البلح بوسط قطاع غزة، قال مسعفون إن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب العشرات. كما أدت ضربة جوية إسرائيلية على منزل في رفح جنوب القطاع إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص. وهرع الناس للمساعدة في إنقاذ الأسر المحاصرة تحت الأنقاض. وقال محمود جربوع، الذي يعيش في مكان قريب، لرويترز إن صوت الانفجار كان «بقوة زلزال».
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن قذيفة دبابة إسرائيلية أصابت مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في خان يونس مما أدى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تدعى دينا أبو محسن. وأضاف القدرة أن الفتاة سبق وأن فقدت والديها واثنين من أشقائها وإحدى ساقيها خلال قصف منزل في حي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.
في هذه الأثناء، لا يزال أقل من ثلث مستشفيات القطاع في الخدمة جزئيا بحسب الأمم المتحدة فيما نددت منظمة الصحة العالمية الأحد بتأثير العمليات الإسرائيلية على مستشفيين في شمال قطاع غزة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس ادهانوم غيبرييسوس إن المنظمة «مصدومة بالدمار اللاحق» بمستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة حيث شنت القوات الإسرائيلية عملية استمرت أياما عدة قالت إنها تستهدف حركة حماس.
أمام باحة المستشفى حيث آثار الدبابات والجرافات الإسرائيلية واضحة، وقف أبو محمد وهو يبكي قائلا «هدموا المبنى. قتلوا الأطباء. حتى الأطباء لم يسلموا منهم. لم يبقوا على أي شيء».
ووسط هذه الأوضاع المأساوية، قد يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في وقت قريب جدا ربما اليوم الإثنين على مقترح لمطالبة إسرائيل وحماس بالسماح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية وتشكيل مراقبة للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية المقدمة، حسب رويترز.
ما مصير مشروع القرار في مجلس الأمن؟
وقال دبلوماسيون إن مصير مشروع قرار مجلس الأمن يتوقف على المفاوضات النهائية بين الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في المجلس، والإمارات التي صاغت النص. وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه «الإمارات تعرف بالضبط ما يمكن أن يمر وما لا يمكن أن يمر، والأمر متروك لهم إذا أرادوا إنجاز ذلك».
وانتعشت آمال التوصل لوقف آخر لإطلاق النار وإطلاق سراح محتجزين يوم السبت عندما قال مصدر إن رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) التقى يوم الجمعة مع رئيس وزراء قطر التي توسطت لإطلاق سراح رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أمس الأحد أن إسرائيل وحماس منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والإفراج عن محتجزين لكن لا تزال هناك خلافات حول كيفية تنفيذه. وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس عندما طُلب منه التعليق على البيان المصري إن الحركة منفتحة على أي جهود تهدف إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي وهذا هو أساس أي نقاش.
اقرأ المزيد:
بالأسود وأفلام الصمود.. حرب غزة تهيمن علي «الجونة السينمائي»