رسالة أميركية إلى السعودية بعد تشكيل تحالف ضد الحوثي
بعد ساعات من إعلان واشنطن تشكيل تحالف دولي يضمّ 10 دول للتصدّي لهجمات قوات الحوثي على سفن يعتبرونها «مرتبطة» بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رسالة سياسية إلى الرياض خلال اتصال هاتفي بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان.
بلينكن الذي ندد «بهجمات حركة الحوثي اليمنية على السفن التجارية في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر»، حث في الوقت نفسه «على التعاون بين جميع الشركاء لدعم الأمن البحري»، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية.
جاء اتصال بلينكن بالوزير السعودي، بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن التحالف الأمني الجديد سيعمل «بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين». ويضم التحالف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والسيشل وإسبانيا والبحرين.
أوستن: هجمات الحوثي يجب أن تتوقف
وكان وزير الدفاع الأميركي يجري زيارة لإسرائيل أمس، بعدما زار البحرين حيث قاعدة الأسطول الأميركي الخامس، وقال في مؤتمر صحفي «في البحر الأحمر، نقود قوة بحرية متعددة الجنسيات لصون المبدأ الأساسي لحرية الملاحة. دعم إيران لهجمات الحوثي على السفن التجارية يجب أن يتوقف».
وصعّدت قوات الحوثي هجماتها على ناقلات النفط وسفن الشحن وغيرها في البحر الأحمر، فيما يمثل ضغطا على الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدوانا غاشما على قطاع غزة. وكان الحوثيون أعلنوا أمس الإثنين أن «القوات المسلحة اليمنية» التابعة لهم «نفذت عملية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة سوان اتلانتيك محملة بالنفط والأخرى سفينة إم إس سي كلارا تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين».
وأصيبت السفينة النروجية «إم/في سوان أتلانتيك» أمس الإثنين «بجسم غير محدد» في البحر الأحمر، وفقاً للشركة المالكة «انفينتور كيميكال تانكرز» Inventor Chemical Tankers التي قالت في بيان «لحسن الحظ لم يصب أفراد الطاقم الهندي بأذى، وتعرضت السفينة، وفقًا لهم، لأضرار محدودة»، مشيرة إلى أن الناقلة التي انطلقت من فرنسا باتجاه جزيرة ريونيون، لا تربطها أي علاقة بإسرائيل.
والسفينة «إم/في سوان أتلانتيك» هي الآن تحت حماية البحرية الأميركية. ولا تتوفر في الوقت الحالي معلومات حول السفينة الثانية التي ورد اسمها في البيان الصادر من صنعاء.
إثر الهجمات، علقت شركات شحن كبرى المرور عبر مضيق باب المندب الذي تمر عبره 40% من التجارة الدولية إلى حين ضمان سلامة الملاحة فيه. ومن بين هذه الشركات الدنماركية ميرسك والألمانية هاباغ-ليود والفرنسية سي ام إيه سي جي إم والإيطالية السويسرية إم أس سي.
دفعت الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر عدة شركات شحن إلى تحويل مسار سفنها وتجنب طريق يمر عبر قناة السويس في الشمال للوصول إلى البحر المتوسط.
ورغم مساندة قوات الحوثي للمقاومة الفلسطينية، إلا أن وكيل جهاز المخابرات المصري السابق محمد رشاد عبر عن مخاوف من أن «تتحول القوات الحوثية إلى قراصنة بحار تستهدف كل سفينة تمر قبالة مضيق باب المندب»، مشددًا، في تصريح إلى «خليجيون» على حتمية التعاون الدولي لحماية البحر الأحمر من العمليات الحوثية. ويوضح أن «استهداف الحوثيين للسفن في البحر الأحمر لن يقتصر على على السفن الإسرئيلية أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة فقط، لكنها ستمارس عمليات قرصنة لسرقة حمولات وبضائع السفن المارة».
كيف أثرت هجمات البحر الأحمر على الملاحة في قناة السويس؟
* في 17 ديسمبر، قالت هيئة قناة السويس إنه منذ 19 نوفمبر تشرين الثاني غيرت 55 سفينة مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، بينما مرت 2128 سفينة عبر القناة في الفترة نفسها.
* قالت شركتان كبيرتان للشحن، من بينهما شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي) الأكبر في العالم لشحن الحاويات، يوم السبت إنهما ستتجنبان قناة السويس مع تصعيد الحوثيين لهجماتهم.
* قال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إن 77 سفينة مرت عبر القناة في 17 ديسمبر، من بينها بعض السفن التابعة لخطوط ملاحية أعلنت تحويل مسارها مؤقتا. وكانت تلك السفن موجودة بالفعل في منطقة البحر الأحمر قبل إصدار القرارات.
* في 18 ديسمبر، أوقفت شركة النفط الكبرى بي.بي مؤقتا جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر.
اقرأ المزيد:
النفط يواصل مكاسبه الأسبوعية على وقع هجمات الحوثي