سد النهضة يترقب «الدخان الأبيض» لمفاوضات أديس أبابا
تتواصل جولة المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الأثيوبي وسط تكتم شديد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وفيما يترقب متابعون للشأن المصري نتائج هذه الجولة تحت سقف توقعات منخفض، يقول خبراء إن أعمال تشغيل التوربينات في السد الأثيوبي قد تستغرق عامين أو أكثر في ضوء التعثر الاقتصادي في إثيوبيا.
وهذه هي الجولة التفاوضية الأحدث بعد اتفاق توصل إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيّ أحمد في يوليو الماضي، بشأن إجراء مفاوضات عاجلة للانتهاء من اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة خلال أربعة أشهر، وهي المُدة التي انتهت الشهر الماضي بالفعل دون إحراز أي تقدم.
ماذا قال كبير المفاوضين الأثيوبيين؟
ويوم الإثنين، قالت مصر إنها تتعامل مع المفاوضات بالجدية وحسن النوايا اللازمين بهدف التوصل «لاتفاق عادل ومتوازن» يراعي مصالحها الوطنية الحالية والمستقبلية، ويحقق في الوقت ذاته المصالح المشتركة للدول الثلاث، وفق الناطق الرسمي لوزارة الموارد المائية والري المصرية، في بيان.
وعلى الجانب الآخر، زعم كبير المفاوضين الأثيوبيين السفير سيليشي بيقيلي إلى أن بلاده «تسترشد بإعلان المبادئ الموقعة بين الدول الثلاثة في عام 2015 بشأن مشروع سد النهضة»، مضيفا أن إثيوبيا ستواصل الدعوة إلى ما أسماها «نتائج توافقية على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول لمياه النيل»، وفق تصريحات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
بدورها، نسبت قناة «الشرق» إلى مصدر إثيوبي مطلع على مفاوضات سد النهضة القول إن «الوفد المصري طلب مراجعة الإجراءات الإثيوبية بشأن الملء الرابع لخزان السد».
وبالتزامن مع الجولة التفاوضية، قال الخبير المائي المصري عباس شراقي توقع قرب انتهاء أعمال التشييد الخرساني في مشروع سد النهضة، لكنه توقع أن «يسغرق تركيب وتشغيل التوربينات عامين أو أكثر خاصة مع التعثر الاقتصادى فى إثيوبيا».
عجز مالي يعرقل سد النهضة
وفي حين بين الخبير المائي أن «الحكومة الأثيوبية بعد إنفاق أكثر من 8 مليار دولار على سد النهضة، بعد أن كان مخصصا له 4، 7 مليار دولار عام 2011»، مشيرا إلى «تأخر الانتهاء من كامل أعمال بناء السد عن الموعد المحدد سابقا فى 2017، نظرا لارتفاع الأسعار، والأعمال الفنية التى تستجد أثناء البناء».
وبدأ بناء سد النهضة، الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، في عام 2011، وتقول إثيوبيا إن المشروع ضروري لدعم تنميتها الاقتصادية، إلّا أن مصر والسودان تعتبران المشروع تهديداً خطيراً لإمداداتهما الحيوية من المياه.
واستؤنفت المفاوضات بين الدول الثلاث في 27 أغسطس بعد عامين من توقف وفشلت 3 جولات سابقة في الوصول إلى أي تقدم يذكر في الأزمة المستمرة منذ سنوات، وسط تبادل الاتهامات بين مصر وإثيوبيا بتبني مواقف حالت «دون إحراز تقدم» ملموس في الاجتماعات.
وتحدث خبراء ومتخصون مصريون لـ«خليجيون» عن تخوفات من الخروج بنتائج سلبية خلال جولة الحالية، في ظل مماطلة الجانب الإثيوبي واستغلال عامل الزمن للانتهاء من الخطوات الفعلية في عملية الإنشاء والتشغيل، بينما تنشغل القاهرة حاليًا بالأزمة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة.
اقرأ المزيد:
مصر: انطلاق مفاوضات جادة حول سد النهضة في أديس أبابا
«خليجيون» خاص| «سد النهضة» يوحد مرشحي رئاسة مصر.. ومراقبون: الحل العسكري «خطر»