«خليجيون» سألت خبراء| هل تردع «متعددة الجنسيات» هجمات الحوثي في البحر الأحمر؟
تباينت آراء محللين بشأن جدوى تشكيل الولايات المتحدة تحالف بحري متعدد الجنسيات لما يقال إنه «حماية الملاحة في البحر الأحمر»، خصوصا بعدما أعلنت جماعة الحوثي التمسك بموقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأطلق وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عملية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة التي شنها الحوثيون على السفن، ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويضم التحالف كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج والسيشل وإسبانيا والبحرين، وسارعت إيطاليا للاستجابة لهذا النداء على لسان وزير دفاعها جويدو كروزيتو اليوم إرسال إحدى قطعها الحربية إلى المنطقة في مزيد من التحشيد العسكري.
لكن المحلل المصري أحمد خزيم لا يري الخطوة الأميركية « مجديا»، مشيرا في تصريح إلى «خليجيون» إلى ما اعتبره «خبرة جماعة الحوثي القتالية، إذ يتحصن مقاتلوها في الجبال ويستهدفون السفن بالصواريخ، فضلا عن امتلاكهم لأسلحة بعيدة المدى».
على الطرف الأخر يرى الخبير النفطي جمال القليوبي، والأستاذ بالجامعة الأميركية أن المواجهة العسكرية تبقي مطلبا ملحا وتتماشي مع اتفاقيات دولية واضحة تحمي وتحصن قيد «مرور الناقلات البريء» وللسفن التجارية في المضايق والممرات، وأن التراخي يشجع على استباحة ممرات أخرى.
رد الحوثي
الرد الحوثي جاء سريعا على الخطوة الأميركية بإعلان «بتكثيف هجماتها في البحر الأحمر وشن عملية بحرية كل 12 ساعة تقريبا»، وفق المتحدث باسم الحركة وكبير المفاوضين محمد عبد السلام لتلفزيون الجزيرة «بالنسبة للعمليات البحرية هي على قدم وساق ربما لا تمر 12 ساعة دون أن تكون هناك عملية». وأضاف «إن لم يتوقف الحصار، العمليات ستظل وربما ستصبح بوتيرة أعلى».
ويرى اللواء دكتور إيهاب يوسف، الخبير الأمني في شؤون الإرهاب الدولي، أن تهديد الحوثي الأخير «جدي»، مشيرا إلى «امتلاك قواتها صواريخ بعيدة المدي ومسيرات وصلت لمسافات بعيدة»، ولم يستبعد «فشل مهمة القوة المشتركة إذا لم تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة عن أماكن وتجمعات الأفراد والأسلحة».
واعتبر الخبير الدولي في تصريح لـ «خليجيون» «عمليات الحوثي في باب المندب بأنها جريمة إرهاب دولية»، مشيرا إلى «تعرضها لسفن آمنة ولا تشكل خطرا وتهديد حركة التجارة الدولية وفي نفس الوقت تعرض لممتلكات الغير».
هل تنضم الصين للتحالف؟
ويلحظ مراقبون غياب الصين والهند من قوة حماية خطوط النقل التجاري البحري في البحر الأحمر،
ويقول خبير النفط جمال القليوبي إن 42% من حجم التجارة الصينية التي تذهب لإفريقيا تمر من باب المندب، والأمر يتشابه في الحالة الهندية والتي يعبر أكثر من 33% من صادراتها عبر مضيق باب المندب.
تحويل دفة الناقلات والسفن إلى رأس الرجاء الصالح
وتسببت الهجمات المتصاعدة التي تشنها جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، بعرقلة التجارة البحرية مع تحويل شركات الشحن العالمية الكبرى مسارات سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس.
وفي أحدث التطورات كشفت شركة أمبري للأمن البحري البريطانية إنها تلقت معلومات عن محاولة مُحتملة للصعود على متن سفينة على بعد 17 ميلًا إلى الغرب من مدينة عدن الساحلية باليمن، مُضيفة أن الهجوم لم ينجح وأن جميع أفراد الطاقم بخير.