«الدعم السريع» تتعهد بترك «ود مدني» للأعيان.. والجيش السوداني يحقق
بعد سيطرة لم تستغرق سوى أيام قليلة على «ود مدني» (وسط السودان)، تعهد قائد قوات الدعم السريع السودانية المناوئة للجيش بترك إدارة المدينة للأعيان والزعماء، فيما رد الجيش السوداني على التوغل المضاد في بيان «مقتضب» يتحدث عن التحقيق في أسباب انسحاب قواته، وسط وضع إنساني كارثي حذرت منه الأمم المتحدة.
وتصاعدت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل مكثف، وذلك بعد أيام من انقضاء قمة دول مجموعة إيغاد بشأن السودان.، وفق (بي بي سي).
وأكد محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع في بيان نشره في حسابه على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، أن قوات الدعم السريع لن تكون «الجيش البديل» لجيش السودان ولا تنوي ذلك مطلقا.
«نحن على استعداد كامل للقيام بكل ما هو ضروري لتمكين القوى الديمقراطية الثورية الحقيقية والتعاون معها لتشكيل حكومة انتقالية تأسيسية من القوى المدنية»، هكذا رد قائد الدعم على اتهامات تندد بدور الدعم السريع في استمرار العنف في السودان.، وفق وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
دخول سريع
وأعلنت قوات الدعم السريع، في وقت سابق اليوم استكمال انتشارها في شرق وغرب مدينة «ود مدني»، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، ولا وجود لقوات الجيش بها.
في المقابل رد الجيش السوداني بتكثيف غاراته الجوية على مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرا، كما شن غارات على مواقع تابعة للدعم السريع في العاصمة الخرطوم، ووصف هجوم الدعم على ود مدني «بالعمل الإرهابي والجبان»، وفق الشبكة البريطانية.
وكشف قائد في قوات الدعم لوكالة أنباء العالم العربي عن الاستيلاء وتحرير الفرقة الأولى مشاة لمدينة ود مدني بولاية الجزيرة من قبل قواتنا قوات الدعم السريع، وتمكت القوات من الانتشار في المدينة شرقا وغربا، وهو ما يعني أن المدينة أصبحت بالكامل «تحت أيدينا».
وتعهد المسؤول العسكري بتولي قوات الدعم السريع على تأمين مدينة ود مدني وتأمين المدنيين، وتدعوهم للعودة إلى منازلهم ومواقعهم.
وفي تصريح يعمق الصراع في البلد الإفريقي كشف مسؤول عسكري في قوات الدعم أن الفرقة الأولى مشاة في ود مدني هي هدف مشروع لقواتهم بعد ما جاء على لسان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن هذه الفرقة دعمت قوات الجيش في الخرطوم بعدد 40 ألف مقاتل، وستكون نواة لتحرير الخرطوم.
ولاية الجزيرة
من جانبه أكد مصطفى إبراهيم، عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، أن وقوع مدينة ود مدني في أيدي الدعم السريع تعني سيطرة الدعم على كامل ولاية الجزيرة. وقال إن جميع من في الولاية أصبح الآن تحت حماية قوات الدعم، وفق الوكالة.
الوضع الإنساني
بدوره، اتهم إبراهيم قوات الجيش الحكومي وموالين لها بنهب أسواق ود مدني، «ولكن بمجرد دخولنا المدينة وضعنا أيدينا على ما تبقى من أسواق وما تبقى من متاجر».
وأعلن عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع استعداد «الدعم» لتقديم أي مساعدات إنسانية والتعاون مع المنظمات الإنسانية التي تطلب مساعدة «حتى يضطلعوا بدورهم تجاه العمليات الإنسانية في ولاية الجزيرة».
ونفى المسؤول أن تكون قوات الدعم السريع «ارتكبت انتهاكات أو مخالفات أو جرائم ضد الإنسانية»، واتهم قوات الجيش بارتكاب «جرائم» ضد المواطنين.
واتهم قائد الدعم طيران القوات المسلحة السودانية بضرب المناطق الآمنة التي عاد السكان إليها بعد تحريرها من قبضة الجيش كولاية جنوب دارفور، وهي نفس الاتهامات التي يكيلها الجيش الحكومي للجناح العسكري المنشق.
وضع إنساني صعب وآلاف الفارين
الأمم المتحدة علقت على تطورات الوضع السوداني مؤكدة أن ما لا يقل عن ربع مليون شخص فروا بعيدا عن أماكن إقامتهم في الأيام القليلة الماضية، بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش، وقوات الدعم السريع، في مدينة ود مدني جنوبي العاصمة الخرطوم.
وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، اليونيسيف إن الحرب في السودان تسببت حتى الآن في نزوح أكثر من 3.5 مليون طفل مع أسرهم، ليصبحوا بلا مأوى، ما يجعلها أسوأ أزمة لتشريد الأطفال في العالم بأسره.، وفق (بي بي سي).