«جبهة مقاومة بديلة».. «بكتيريا فتاكة» تسكن أجساد قوات الاحتلال الإسرائيلي
«جنودنا يتعرضون لأنواع غريبة من البكتيريا والالتهابات المقاومة للأدوية، لم نشاهد هذه الحالات في الحروب السابقة» تصريحات تناقلتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، أدلت بها كبيرة أطباء الجمعية الإسرائيلية للأمراض المعدية جاليا راهاف، سلطت الضوء على طبيعة الوضع الصحي لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرة في قطاع غزة، حيث عجز عن التعامل مع الحالات العائدة من أرض المعركة، بخلاف نقص واضح في عدد المستشفيات مع توالي الإصابات في صفوف الجنود.
«البكتيريا تقاتل إلى جانب الفلسطينيين»
أطلقت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أجراس إنذار، نقلاً عن مصادر طبية، حول وجود إصابات «بكتيرية قاتلة»، تحول دون علاج جنود الاحتلال العائدين من القتال في غزة، وذلك بسبب تلوث جراحهم جراء الركام والطين في شوارع القطاع، حيث أصابهم ذلك بما أطلقت عليه الدكتورة جاليا راهاف رئيس الجمعية الإسرائيلية للأمراض المعدية «بكتيريا عنيدة ملوثة بفطريات مقاومة للمضادات الحيوية»، وفقًا لتصريحات نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
المرة الأولى التي يشهد فيها الأطباء بإسرائيل مثل هذه الإصابات التي سرعان ما تتحول إلى وفيات بين صفوف الجنود.
وأضافت راهاف أن الأطباء الأميركيين الذين راسلتهم إسرائيل للاستفسار عن طبيعة تلك البكتيريا، أكدوا أن الجنود قد سبق وأصيبوا بأنواع مماثلة أثناء حرب الخليج، حيث عادوا بأنواع عنيدة من الملوثات الفطرية غير القابلة للعلاج، ولكنها المرة الأولى التي يشهد فيها الأطباء بإسرائيل مثل هذه الإصابات التي سرعان ما تتحول إلى وفيات بين صفوف الجنود.
صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، نقلت عن أطباء إسرائيليين، ما وصفوه بـ«الكارثة»، حيث كميات ضخمة من الطعام والغذاء جرى تقديمها كتبرعات للجنود، لم تخضع للرقابة الصحية أثناء مراحل النقل والإعداد والتقديم، الأمر الذي أدى إلى وجود نسب عالية ومقلقة للغاية من أمراض الأمعاء المعدية في أوساط جنود الاحتلال.
إصابة أكثر من 10 آلاف و580 إسرائيليًا في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى تكدس مفاجئ بالمستشفيات
عجز في مستشفيات الاحتلال
«هناك جبهات مفتوحة في غزة، وبطول الحدود اللبنانية من جانب حزب الله، وهجمات نتعرض لها في الضفة الغربية» بتلك الافتتاحية استهلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» تقريرًا مطولاً لها يتحدث عن وجود عجز حقيقي لدى القطاع الطبي والصحي الإسرائيلي، حيث أوردت أرقامًا مُوثَّقة حول إصابة أكثر من 10 آلاف و580 إسرائيليًا في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى تكدس مفاجئ بالمستشفيات، وعدم وجود أسرّة كافية لعلاج الجرحى.
الصحيفة الإسرائيلية ذائعة الصيت، رصدت وجود 780 سريرًا طبيًا مُجهَّزًا للتعامل مع الحالات الخطرة والطوارئ قبل يوم 7 أكتوبر، لتشير إلى أنه بمرور 10 أيام فقط، تقلص هذ العدد إلى 150 سريرًا متاحًا فقط، لتتوقف الإحصائيات من بعد 18 أكتوبر، قبل أن ترصد الصحيفة مناشدات عاجلة بضرورة توفير 2005 أسرّة مجهز للتعامل مع حالات جرى وصفهم بـ«أصبحوا معاقين بشكل كامل ودائم».
حرب المدن وفصل الشتاء يفسران إصابات جنود الاحتلال
من جانبه أكد، الطبيب المصري أيمن أبو العلا استشاري أمراض الجهاز الهضمي، أن بيئة الحروب تكون شديدة الخطورة على أطرافها من منظور صحي وبائي وليس فقط من منظور عسكري، خاصة إذا كانت تلك النزاعات تصنف تحت بند «حروب المدن»، حيث تراكم الصرف الصحي المخلوط بمياه الأمطار في الوحل والشوارع التي جرى تدمير بنيتها التحتية، الأمر الذي يفسر أغلب الإصابات المضادة للعلاج لدى جنود الاحتلال الإسرائيلي.
طبيب لـ«خليجيون»: جنود الاحتلال قد لا يلتزمون بأبسط القواعد الصحية في التعامل داخل المعسكرات التي اضطروا لتجهيزها من أجل ارتكاب فظائعهم
ويؤكد أبو العلا، في تصريحات خاصة لـ«خليجيون» أن دوريات طبية عديدة تتحدث بالفعل عن أمراض معوية تُصيب جنود الاحتلال بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مفسّرًا تفشي الأمراض المعوية، بأن جنود الاحتلال قد لا يلتزمون بأبسط القواعد الصحية في التعامل داخل المعسكرات التي اضطروا لتجهيزها من أجل ارتكاب فظائعهم واقتحام غزة وشوارعها.
وأوضح أن قلة النظافة عامل أساسي في تفشي الأمراض التي ضربت جنود الاحتلال، وأن ما سببوه من ركام هائل وتدمير للبنية التحتية في غزة، مع هطول الأمطار في فصل الشتاء، قد أدى لإصابتهم بملوثات معقدة، موضحًا أن روسيا بكل ما تملكه من قوة وجبروت، كانت تتحسب جيدًا من مرور جنودها وآلياتها العسكرية في الوحل والطين خلال فصل الشتاء خلال معاركها مع أوكرانيا.
وحول قصور القطاع الصحي والطبي في إسرائيل، أشار أبو العلا إلى أن «الآلة الدعائية الإسرائيلية أثبتت زيف كل ما تنطق وتروج به، ففي الوقت الذي حاولوا فيه إقناع العالم بأنهم قوة عسكرية لا تُقهر، نجد أن خسائرهم ونزيف جنودهم وخيباتهم في تحقيق أي مستهدفات أعلنوها، تبرهن على زيف دعايتهم، الأمر مماثل في حالة كونهم كيان يتمتع بمقومات صحية أو طبية رائدة، حيث الأصوات من الداخل الإسرائيلي تصرخ بوجود عجز حقيقي في المستشفيات والمقار الصحية المخصصة لاستقبال الجنود العائدين من المعارك».