لماذا غابت السعودية عن «متعددة الجنسيات» في البحر الأحمر؟
يبدى مراقبون اهتماما ملحوظا بالغياب السعودي عن قائمة الدول المشاركة في تحالف متعدد الجنسيات أطلقته واشنطن لما يوصف بـ«حماية الملاحة في البحر الأحمر» من جماعة الحوثي اليمنية، وهو ما تزامن مع إعلان حلفاء الولايات المتحدة إنهم يدعمون جهود حماية الملاحة، لكن بعضهم قالوا إنهم لن ينضموا إلى هذا التحالف.
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خططا لتشكيل التحالف الذي يسمى «عملية حارس الازدهار»، التي ستنضم لها بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، وفق الوزير الأميركي خلال جولة عبر الشرق الأوسط.
ووسط صمت رسمي سعودي، تجنب مسؤولون أميركيون القول بصراحة إن البلدين لن يشاركا، وكان لافتا غياب أي حديث عن هذا التحالف عقب اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله.
وما تزال الولايات المتحدة أهم حليف للسعودية ومزودها الرئيسي بالسلاح، لكن محللين متخصصين في أمن الخليج أرجعوا الغياب السعودي إلى القلق من أن تنتقص المشاركة من هدف استراتيجي طويل الأمد يتمثل في نفض يديهما من حرب اليمن وتجنب نزاع مع إيران، الحليف الرئيسي للحوثيين.
السعودية تريد تجنب تصعيد التوترات مع إيران
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين في الخليج (مطلعين على الأمر) القول إن «الغياب السعودي والإماراتي كان بسبب رغبتهما في تجنب تصعيد التوترات مع إيران أو تعريض جهود السلام في اليمن للخطر من خلال الانضمام إلى أي عمل بحري».
ويقول إياد الرفاعي من جامعة الملك عبد العزيز في جدة «إن حربا أخرى ستعني الانتقال من العملية السياسية إلى عملية عسكرية أخرى قد تفسد الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط في الوقت الحالي».
وكثفت قوات الحوثي هجماتها في البحر ضد سفن متجهة إلى إسرائيل، بعدما شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا ضد غزة أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى وإلقاء المنطقة في «حقبة جديدة من عدم اليقين»، حسب محللين.
إيران التي تنفي اتهامات بتقديم دعما ماديا للحوثيين، قالت على لسان علي شمخاني، مستشار للمرشد الأعلى الإيراني، في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «أي دولة تنضم إلى التحالف الأميركي للتصدي لهذا العمل (الحوثي) هي مشارك مباشر في قتل النظام الصهيوني للأطفال».
ومع الغياب السعودي عن التحالف متعدد الجنسيات، يقول السفير الأميركي السابق لدى اليمن جيرالد فيرستاين إن الولايات المتحدة «ربما لا تكون سعيدة» لأن السعودية والإمارات لم تشتركا علنا في قوة المهام. لكن فيرستاين أضاف أن البيت الأبيض «لا بد أنه كان أعمى وأصم وأبكم حتى لا يفهم ما يجري ويُفاجَأ برد الفعل من الجانب السعودي أو الإماراتي».
وقد يزداد الموقف غموضا مع رد جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي على سؤال بهذا الشأن قائلا «هناك بعض الدول وافقت على المشاركة وعلى أن تكون جزءا من هذا لكن.. .لها أن تحدد رغبتها في مدى علنية ذلك».
ما التحالفات البحرية القائمة العاملة في المنطقة؟
تشارك بالفعل قوات بحرية من عدة دول في العمليات الدولية لحماية ممرات الشحن في المنطقة وتتضمن حماية السفن من القراصنة الذين عطلوا الشحن قبالة سواحل الصومال عدة سنوات. وتشمل تلك المهام وفق رصد لوكالة «رويترز» ما يلي:
* عملية «أتلانتا» التي أنشأتها القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الصومال وتعمل قبالة القرن الأفريقي وفي غرب المحيط الهندي لدعم قرارات الأمم المتحدة لحماية البحار من القرصنة. ومقرها في إسبانيا.
* عملية «أجينور» وهي بقيادة أوروبية تستهدف ضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز، وهو ممر ملاحي رئيسي لصادرات النفط من دول الخليج.
* القوات البحرية المشتركة هي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تتولى الولايات المتحدة قيادتها من البحرين التي بها مقر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية. وتضم القوات البحرية المشتركة 39 عضوا، تتضمن دولا أعضاء في حلف شمال الأطلسي وأوروبية وأخرى من المنطقة وغيرها. وإحدى مهامها هي فرقة العمل المشتركة 153 التي تعمل في البحر الأحمر.
اقرأ المزيد:
«كابيتال إيكونوميكس» تستبعد ارتفاع أسعار السلع بسبب هجمات الحوثي
«خليجيون» سألت خبراء| هل تردع «متعددة الجنسيات» هجمات الحوثي في البحر الأحمر؟